خبراء يجيبون.. كيف أشعلت صواريخ الحوثي أسواق النفط العالمية؟

أشعلت صواريخ الحوثي أسواق النفط العالمية

خبراء يجيبون.. كيف أشعلت صواريخ الحوثي أسواق النفط العالمية؟
صورة أرشيفية

شهدت أسواق النفط ارتفاعا مدفوعا بالقلق من تأثير الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وبلغ سعر خام برنت، القياس العالمي للنفط، 84.38 دولار للبرميل في نهاية تعاملات اليوم، بزيادة قدرها 83 سنتا أو واحدا بالمئة عن سعر الإغلاق السابق. وكان سعر الخام قد سجل أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 84.80 دولار للبرميل، وفي الوقت نفسه، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط، القياس الأميركي للنفط، إلى 78.79 دولار للبرميل، بزيادة قدرها 78 سنتا أو واحدا بالمئة.

هجمات الحوثي

وتأتي هذه الزيادة في الأسعار بعد أن تعرضت ناقلة نفط تابعة لشركة ترافيجورا، وهي شركة تجارة سلع أولية مقرها سويسرا، لهجوم بصاروخ من قِبل ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر يوم الجمعة الماضي.

وأدى الهجوم إلى اندلاع حريق في الناقلة، ولكن تم إخماده في اليوم التالي. وقالت الشركة إنها تقوم بتقييم المخاطر الأمنية قبل الشروع في رحلات جديدة في المنطقة.

وأشار محللون في شركة إيه.إن.زد، وهي شركة استشارات مالية مقرها أستراليا، إلى أن الهجوم على الناقلة يزيد من المخاوف بشأن تعطل الإمدادات النفطية من الشرق الأوسط، وخاصة في ظل التوترات السياسية والعسكرية بين السعودية وإيران واليمن.

وأضافوا: أن الناقلات النفطية التي ترتبط بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تواجه خطر الهجوم أيضا؛ مما قد يؤدي إلى إعادة تسعير المخاطر في السوق.

وفي سياق متصل، تواجه روسيا تحديات في تلبية الطلب العالمي على المنتجات النفطية المكررة، بسبب تعرض عدة مصافي لهجمات بطائرات مسيّرة في الأشهر الأخيرة. وتسببت هذه الهجمات في توقف أو تأخير عمليات الإنتاج والتصدير في المصافي المستهدفة؛ مما أثر سلبا على الإيرادات النفطية لروسيا.

إمدادات النفط العالمية في خطر

من جانبها، تقول الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة، إن الهجمات الحوثية على الناقلات النفطية في البحر الأحمر تشكل تهديدا خطيرا لأمن الطاقة العالمي، لأنها تعرض حوالي 10% من إمدادات النفط العالمية للخطر.

وأضافت في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن هذه الهجمات تزيد من التكاليف اللوجستية والتأمينية لشركات النفط؛ مما ينعكس على أسعار النفط والمنتجات النفطية، وتوقعت أن يستمر ارتفاع أسعار النفط في الفترة المقبلة، ما لم تتوقف الهجمات أو تتدخل القوى الدولية لحماية الملاحة البحرية في المنطقة.


وتابعت: إن التوترات الحالية تنعكس على الأوضاع في مصر التي تراقب بقلق ما يحدث، لأنها تؤثر على حركة النفط والغاز عبر قناة السويس، التي تعتبر مصدرا هاما للعائدات القومية، مؤكدة أن مصر تعمل على تعزيز إجراءات الأمن والسلامة في القناة والموانئ المصرية، وتتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لضمان استمرار تدفق النفط والغاز بشكل آمن ومنتظم.

النفط سيكسر حاجز الـ100 دولار في 2024

في السياق ذاته، قال الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأميركية إن الهجمات الحوثية على الناقلات النفطية في البحر الأحمر تعكس تصعيدا في الصراع الإقليمي بين إيران والمنطقة بالكامل.

وأضاف القليوبي لـ"العرب مباشر": أن الهجمات الإيرانية تهدف إلى إرباك النظام الدولي وإثارة الفوضى في الشرق الأوسط، موضحًا أن الولايات المتحدة تعتبر هذه الهجمات عملا إرهابيا وتدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وتابع القليوبي: إن تلك الأحداث واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات الجيوسياسية بالبحر الأحمر والحرب الإسرائيلية في غزة جميعها أحداث تؤثر بشكل واضح على حجم المعروض النفطي، وتنعكس بشكل مباشر لتتسبب في ارتفاع أسعار النفط، موضحا أن التوقعات تشير إلى أن أسعار النفط سوف تكسر حاجز الـ100 دولار للبرميل خلال العام الجاري.