لماذا ترفض إسرائيل حصول قطر على المقاتلات الأميركية F35

لماذا ترفض إسرائيل حصول قطر على المقاتلات الأميركية F35
الشيخ تميم بن حمد آل ثان ونتانياهو

رغم العلاقات القوية التي تجمع قطر وإسرائيل، وتملق الأولى الشديد للثانية، وتوفير وتقديم كل أنواع الدعم، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، إلا أن تل أبيب لم تراعِ إلا مصلحتها في المقام الأول، ولم تكترث بالدوحة في حقيقة الأمر.

طائرات الـF35


تعتبر طائرات الـF35 هي الحدث الأبرز في قطر حالياً، حيث إنها سعت مؤخراً لشراء مقاتلات "إف-٣٥" الأميركية، والمعروفة بلقب "الشبح الأميركية"، في أعقاب زيارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتكررة للدوحة.


وأوردت تقارير أميركية أن الحكومة القطرية طلبت رسمياً من البنتاجون شراء عدد من الطائرات المقاتلة والذي يجرى البحث فيه، حيث يتطلب الأمر انضمام قطر إلى اتفاقات "أبراهام" التي تم التوصل إليها بوساطة أميركية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.


وأثار طلب قطر لهذه الطائرات جدلاً من كونها تسعى لتهديد الاستقرار بالمنطقة، وتعزيز قدرات المثلث القطري التركي الإيراني في تأجيج الأزمات بالمنطقة.

إسرائيل ترفض


وفي رد فعل غير متوقع من تل أبيب، أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم الأحد، أن بلاده ستعارض بيع الولايات المتحدة طائرات "إف-35" لقطر.


وأضاف وزير الاستخبارات إيلي كوهين: "نحن نعارض أي صفقة بين الولايات المتحدة وقطر تنطوي على بيع طائرات F-35".


كما قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: إن الطلب القطري يعتبر أمراً "مثيراً للدهشة"، لاسيما أنه يأتي في أعقاب توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات، منتصف الشهر الماضي.


وتعتبر إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك "الشبح الأميركية"، حيث لديها أكثر من 28 طائرة من هذا الطراز، فهي منذ العام 2016، بدأت بتلقي دفعات من 50 طائرة من طراز "إف-35" كانت اتفقت مع الولايات المتحدة الأميركية على شرائها.

أسباب الرفض الإسرائيلي


وأكدت المصادر أن إسرائيل تسعى في المقام الأول لمصالحها ولا تكترث لأي طرف آخر، لذلك ستحاول بكل السبل منع قطر من الحصول على تلك الطائرات، وستدفع باللوبي الصهيوني في أميركا للضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب بالرفض، مستغلة الانتخابات الرئاسية الحالية في الولايات المتحدة.


وتابعت المصادر: إنه من بين أسباب الرفض أيضاً تمسك إسرائيل بأن تكون الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك تلك المقاتلات الأميركية التي تعتبر الأولى في العالم حالياً، ولمنع وصولها إلى تركيا وإيران أيضاً، مرجحة وجود احتمالية أن ذلك يعد بمثابة رد على الرفض القطري المزعوم لاتفاقية "أبراهام".

التطبيع القطري الإسرائيلي


تجمع قطر علاقات قوية مع إسرائيل، حيث باتت أشبه بمقر لها، وقبل حوالي عام زار وفد طبي إسرائيلي العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال، حيث نشرت في تغريدة على صفحتها "إسرائيل بالعربية"، إن الوفد ضم 9 أطباء إسرائيليين وترأسه الدكتور ران شتاينبرغ، رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى "رمبام" في حيفا.


كما زارت وفود سياسية واقتصادية ورياضية قطر بصورة مستمرة منذ بداية المقاطعة العربية، فضلاً عن عزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال لأول مرة في بلد عربي، حيث إنه في شهر سبتمبر 2019، شارك وفد رياضي إسرائيلي في بطولة العالم لألعاب القوى، وسط تنديد عربي وشعبي ضخم، بينما وجهت قطر دعوة إلى الجماهير الإسرائيلية للحضور إلى الدوحة، رغم عدم منافسة منتخب إسرائيل لكرة القدم، لمشاهدة البطولة، من أجل إخفاء غياب الجماهير المحتمل مجدداً.


وفي ظل العلاقات العلنية القوية بين قطر وإسرائيل، وقبول الدولة العربية لسياسة التطبيع، التي تعد محط تنديد ورفض عربي شديد، وبعد الفضائح المتكررة من احتضان الوفود الرياضية والاقتصادية والدبلوماسية ورجال الأعمال، واستضافة الشخصيات البارزة كالمتحدث العسكري الإسرائيلي واحتضان جماهير إسرائيلية، اتجه تنظيم الحمدين لمعاقبة مواطنيه من أجل عيون تل أبيب أيضاً.


وسبق أن استضافت قطر وفداً إسرائيلياً جديداً للمشاركة في مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" بدورته الثالثة عشرة على أراضيها، حيث تنظمه وزارة الخارجية القطرية، وهو ما جدد الجدل مرة أخرى ولكن على نطاق واسع بالدوحة، بمشاركة عدد من المسؤولين الإسرائيليين الذين يتولون مناصب مهمة.


وفي ظل العلاقات المتنامية بين قطر وإسرائيل وسياسة التطبيع بينهما، كشفت مجلة "إسرائيل ديفنس"، التابعة لجيش الاحتلال، أن الدوحة تعاقدت مؤخراً مع شركة "إلبيت"، وهي إحدى شركات تصنيع السلاح والمعدات الإسرائيلية لشراء خوذ الطيارين فى سلاح الجو القطري، لإنتاج معدات من أجل مدها بمئات الخوذ المتطورة والتي سيستخدمها الطيارون في قطر، وخاصة طياري مقاتلات الرافال التي تعاقدت عليها قطر مع فرنسا، مشيرة إلى أنها استوردت من الجيش الإسرائيلي قطع غيار دبابات وعربات مصفحة وناقلات جند وغيرها من المعدات بقيمة تخطت 300 مليار دولار خلال 5 سنوات.