ثروت الخرباوي يكشف أسرار جماعة الإخوان: من الداخل إلى العلاقات الإقليمية

ثروت الخرباوي يكشف أسرار جماعة الإخوان: من الداخل إلى العلاقات الإقليمية

ثروت الخرباوي يكشف أسرار جماعة الإخوان: من الداخل إلى العلاقات الإقليمية
جماعة الإخوان

في خطوة غير مسبوقة، بدأت الدول الأوروبية في اتخاذ إجراءات صارمة ضد جماعة الإخوان المسلمين، بعد سنوات من التساهل والتغاضي عن نشاطاتها في القارة. وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف من تأثير التنظيم على الأمن الاجتماعي والسياسي في أوروبا.


خطوات أوروبا العملية


تسعى الدول الأوروبية، بقيادة فرنسا، إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، مما يتيح فرض عقوبات على أنشطتها داخل القارة وخارجها. وتستند هذه الخطوة إلى تقارير رسمية كشفت عن سياسة التغلغل التي ينتهجها التنظيم في الهيئات العامة مثل المدارس والمجتمع المدني. وأكد مسؤولون فرنسيون أن الهدف النهائي للتنظيم هو دفع المجتمعات نحو تطبيق تفسيرات متشددة للشريعة الإسلامية، وهو ما يتعارض مع القيم الديمقراطية في أوروبا.


البرلمان الأوروبي يُناقش الملف


في سياق متصل، يناقش البرلمان الأوروبي ولجنة مختصة تهديدات جماعة الإخوان، مستندًا إلى تقارير رسمية تشير إلى أن التنظيم أنشأ منظمات واجهة تسمح له بالعمل داخل المجتمع دون أن يتم التعرف عليها كجزء من الجماعة. ورغم عدم تورط التنظيم بشكل مباشر في أعمال إرهابية داخل القارة، إلا أن أهدافه وأيديولوجيته تعتبر إشكالية وغير متوافقة مع القيم الأوروبية وحقوق الإنسان.


الخطوات المقبلة


من المتوقع أن تتخذ الدول الأوروبية مزيدًا من الإجراءات لمكافحة أنشطة جماعة الإخوان، بما في ذلك مراقبة مصادر التمويل وتعقب الأنشطة الدعوية والتعليمية، وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية لمكافحة التطرف. كما يُتوقع أن تُدرج الجماعة على قوائم المنظمات الإرهابية، مما يسهل تجميد أصولها وملاحقة أعضائها ، تأتي هذه التحركات لتعكس التزام أوروبا بحماية قيمها الديمقراطية ومواجهة أي تهديدات قد تؤثر على الأمن الاجتماعي والسياسي داخل القارة.

في تصريحات جديدة كشف القيادي السابق في جماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، عن العديد من الحقائق الداخلية والخفايا الخاصة بالتنظيم، مؤكدًا أن الجماعة لم تكن كما تصورها كثيرون طوال العقود الماضية، وأن ما ظهر منها للعامة كان غالبًا واجهة تخفي أهدافًا وأيديولوجيات خفية.


الجماعة بين السياسة والدين


أوضح الخرباوي لـ"العرب مباشر" أن مكتب الإرشاد، وهو أعلى هيئة قيادية في الإخوان، كان يدير معظم شؤون البلاد والقرارات الكبرى، بينما كان الرئيس محمد مرسي مجرد واجهة سياسية لا تتجاوز تنفيذ تعليمات المكتب. وأكد أن الانقسامات التي يعلن عنها التنظيم علنًا غالبًا ما تكون مجرد خدعة للتغطية على صراعات داخلية حقيقية وأجندات سياسية خفية.


وأشار إلى أن الجماعة استخدمت أساليب متقدمة للتغلغل في المجتمع، بما يشمل المدارس والجمعيات والمنظمات المدنية، بهدف نشر أفكارها والسيطرة على مراكز النفوذ الاجتماعي والسياسي، دون أن يتمكن العامة من إدراك حجم هذا النفوذ.


علاقات الإخوان عبر التاريخ


كشف الخرباوي أن جماعة الإخوان كانت على وفاق وتعاون مع بعض الأنظمة الملكية المصرية في فترات مختلفة، بدءًا من عهد الملك فؤاد والملك فاروق، وحتى فترة الرئيس الراحل أنور السادات، موضحًا أن الجماعة لم تواجه هجومًا حقيقيًا طوال التسعين عامًا الماضية، بل كانت قادرة على بناء علاقات سياسية تمكنها من الاستمرار والتوسع.


كما أشار إلى أن الجماعة لديها علاقات إقليمية ودولية مع تنظيمات سياسية أخرى، وأن بعض هذه الروابط كانت تمتد إلى جماعات محسوبة على تيارات سياسية وإقليمية في الشرق الأوسط، بما في ذلك بعض الدول التي توفر الدعم اللوجستي والسياسي للفكر الإخواني.


أكاذيب المظلومية واستغلال الجماعة للمجتمع


وحذر الخرباوي من أن الإخوان استغلوا شعارات المظلومية والاضطهاد لبناء قاعدة شعبية واسعة، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية كانت تهدف إلى كسب التعاطف الدولي والمحلي، بينما في الواقع كانوا يمارسون سيطرة دقيقة على أجهزتهم التنظيمية وعلى سياساتهم الداخلية والخارجية.


وأوضح أن الجماعة تستخدم منظمات واجهة لتسهيل عملها في المجتمعات المختلفة، ما يجعل التعرف على أعضائها وأهدافها الحقيقية أمرًا صعبًا، ويؤكد الحاجة إلى مراقبة أنشطتها بحذر وفهم أعمق لأجندتها.


خطر مستمر على الأمن الاجتماعي والسياسي


تأتي تصريحات الخرباوي في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف من تأثير التنظيم على الأمن الاجتماعي والسياسي في مصر والمنطقة، وهو ما يضع مزيدًا من الضغوط على الجهات الأمنية والحكومات لمتابعة نشاطات الجماعة ووقف أي محاولات للتغلغل أو نشر أيديولوجيات متطرفة.