خبير في شؤون الجماعات الإرهابية: قرار ألمانيا بحظر جمعيات الإخوان صفعة قوية للتنظيم في أوروبا
خبير في شؤون الجماعات الإرهابية: قرار ألمانيا بحظر جمعيات الإخوان صفعة قوية للتنظيم في أوروبا
في خطوة جديدة تعكس تشدد برلين تجاه الجماعات المتطرفة، أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم، حظر أنشطة عدد من الجمعيات والمنظمات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، بعد تحقيقات موسعة كشفت تورطها في نشر أفكار متطرفة وجمع تبرعات بطرق غير قانونية تحت غطاء العمل الخيري.
وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن القرار يشمل جمعيات تعمل في ولايات عدة، أبرزها "أنصار الدولية" و"مجتمع الإخوان في ألمانيا"، حيث تبين أن هذه الكيانات كانت تستخدم مقراتها في تجنيد الشباب والترويج لأيديولوجيا تتعارض مع مبادئ الدستور الألماني، وتستهدف تقويض النظام الديمقراطي.
وأكدت الوزارة في بيانها أن قوات الأمن نفذت مداهمات متزامنة في عدد من المدن، وضبطت وثائق وأجهزة إلكترونية ومبالغ مالية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف الديني وحماية الأمن الداخلي.
من جانبها، أوضحت وزيرة الداخلية نانسي فيزر أن جماعة الإخوان تسعى بشكل منهجي لاختراق المجتمعات الأوروبية عبر واجهات دينية وخيرية، مؤكدة أن ألمانيا لن تسمح بوجود أي أنشطة تروّج للكراهية أو تبرر العنف باسم الدين.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا كبيرًا ضد نفوذ الإخوان في أوروبا، خاصة بعد تحذيرات استخباراتية سابقة من توسع شبكات التمويل والدعوة التابعة للجماعة داخل القارة. كما أنها تأتي ضمن اتجاه أوروبي متزايد لتجفيف منابع التطرف بعد تنامي مخاطر الخطاب الديني المتشدد على الأمن المجتمعي.
أكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع أن قرار ألمانيا بحظر أنشطة عدد من الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان يمثل صفعة قوية للتنظيم في أوروبا، ويعكس إدراكًا متناميًا لدى الحكومات الغربية بخطورة المشروع الإخواني وأهدافه الخفية.
وأوضح ربيع للعرب مباشر أن الجمعيات التي تم حظرها كانت تمثل أذرعًا تنظيمية تعمل تحت ستار العمل الخيري والاجتماعي، لكنها في الواقع كانت تمارس أنشطة تهدف إلى نشر الفكر المتطرف، وبناء شبكات نفوذ داخل المجتمعات الأوروبية لخدمة أجندة الجماعة الأم في الخارج.
وأضاف الخبير أن هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد سنوات من المتابعة الأمنية والاستخباراتية الدقيقة التي أثبتت أن الإخوان يسعون لاختراق المؤسسات والمجتمعات من الداخل عبر ما يُعرف بـ"التمكين الناعم"، مستخدمين الخطاب الديني كوسيلة لتجنيد الشباب والسيطرة الفكرية عليهم.
وأشار ربيع إلى أن التحرك الألماني يُعد نقطة تحول في تعامل أوروبا مع الجماعة، متوقعًا أن تحذو دول أخرى مثل فرنسا والنمسا وهولندا حذو برلين، في إطار مواجهة شاملة للفكر المتطرف ومنابعه التمويلية والإيديولوجية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن محاصرة أنشطة الإخوان في الغرب لا تخدم فقط الأمن الأوروبي، بل تساهم أيضًا في دعم جهود الدول العربية التي تواجه الإرهاب والفكر المتشدد منذ سنوات طويلة.

العرب مباشر
الكلمات