محلل سياسي تونسي: الجماعة الإرهابية فشلت في اختراق الدولة والوعي الشعبي أصبح أكثر صلابة
محلل سياسي تونسي: الجماعة الإرهابية فشلت في اختراق الدولة والوعي الشعبي أصبح أكثر صلابة

تُواصل الدولة التونسية جهودها في التصدي للمخططات الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد، وسط تحذيرات من عودة جماعة الإخوان للعمل السري ومحاولات اختراق المشهد السياسي والاجتماعي.
وكشفت تقارير أمنية عن تحركات مشبوهة لعناصر مرتبطة بالجماعة الإرهابية، تسعى لإعادة بناء شبكاتها التنظيمية عبر منصات إلكترونية وشبكات دعم خارجي.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة، أن السلطات التونسية رصدت محاولات للتأثير على الرأي العام من خلال نشر معلومات مضللة، وتنظيم حملات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتوازي مع استغلال الأزمات الاقتصادية لتأجيج الشارع.
كما أشارت المصادر، أن هذه الأنشطة تُدار بدعم من كيانات خارجية لها ارتباطات موثقة بالجماعة.
من جانبه، شدد الرئيس التونسي قيس سعيّد، على أن الدولة لن تسمح بأي اختراقات تمس السيادة الوطنية، مؤكدًا أن كل من يتآمر على تونس سيكون تحت طائلة القانون.
وأضاف: أن المرحلة تتطلب يقظة وطنية وتماسكًا شعبيًا لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا أن الأجهزة الأمنية تعمل بكل كفاءة لإحباط المخططات التخريبية.
ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه تونس لتنظيم استحقاقات سياسية واقتصادية مهمة، وهو ما يجعل البلاد عرضة لمحاولات التشويش من قوى لا تريد الاستقرار.
ويرى مراقبون، أن عودة الجماعة الإرهابية إلى المشهد التونسي لم تعد ممكنة في ظل الوعي الشعبي والدعم العربي والدولي لجهود مكافحة الإرهاب.
أكد المحلل السياسي التونسي الدكتور نزار الجليدي، أن الجماعة الإرهابية تسعى منذ فترة إلى استغلال التحديات الاقتصادية والاجتماعية في تونس لإعادة التغلغل في المشهد العام، غير أن هذه المحاولات باتت مكشوفة ومرفوضة من قبل مؤسسات الدولة والشارع التونسي على حد سواء.
وأوضح الجليدي، في تصريحات للعرب مباشر، أن هناك تحركات واضحة لعناصر الجماعة عبر منصات إلكترونية ومن خلال كيانات مدنية وهمية، تهدف إلى التشويش على الاستقرار السياسي وبث خطاب الفتنة واليأس، مشيرًا أن هذه الجماعة ما تزال تتحرك بتوجيه من التنظيم الدولي للإخوان، الذي يراهن على تونس كموقع بديل بعد فشله في دول أخرى.
وأضاف: أن "تونس تجاوزت مرحلة الخطر التي كانت فيها هذه الجماعة جزءًا من العملية السياسية"، مؤكدًا أن "الدولة اليوم أكثر تماسكًا في التعامل مع ملف الأمن القومي، وأن الأجهزة الأمنية تتابع عن كثب كل محاولات إعادة بناء الخلايا السرية أو تجنيد الشباب في مشاريع متطرفة".
كما أشار الجليدي، أن التجربة التونسية مع هذه الجماعة كشفت وجهها الحقيقي أمام الرأي العام، وبيّنت كيف كانت تستغل الدين لتحقيق مصالح حزبية ضيقة، قائلاً: "اليوم، المواطن التونسي أصبح أكثر وعيًا، ولم يعد يقبل بإعادة تدوير هذه التيارات التي ثبت فشلها وانتهازيتها".
واختتم المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على ضرورة استمرار اليقظة المجتمعية والإعلامية، وتكثيف العمل على كشف أساليب الجماعة في التسلل، مشددًا على أن "الحرب على الإرهاب لم تعد فقط بالسلاح، بل أصبحت معركة وعي وثقافة ومناعة وطنية".