محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل تماطل.. والمجاعة وسيلة ضغط تفاوضي
محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل تماطل.. والمجاعة وسيلة ضغط تفاوضي

تواصل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تصاعدها مع تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار المجاعة في عدد من المناطق، فيما تتعثر مفاوضات التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، وسط اتهامات متبادلة بتعطيل المسار التفاوضي وعدم الاستجابة للمبادرات المطروحة.
ورغم الضغوط الإقليمية والدولية، ما تزال المباحثات تراوح مكانها، في ظل إصرار حماس على وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، مقابل مطالب إسرائيل بالإفراج عن جميع الرهائن كشرط أولي لأي اتفاق.
ويؤكد مراقبون، أن الخلافات حول مراحل تنفيذ الاتفاق والتسلسل الزمني للبنود الأساسية ما تزال تمثل العقبة الأبرز.
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ حيال تفاقم الوضع الإنساني، محذّرة من "كارثة غذائية وشيكة" تهدد حياة آلاف المدنيين، بينهم أطفال يعانون من سوء تغذية حاد.
وقال برنامج الأغذية العالمي: إن دخول المساعدات ما يزال محدودًا جدًا، فيما تقيد الإجراءات الإسرائيلية وصول الإمدادات الأساسية إلى شمال القطاع.
وفي السياق نفسه، تشهد محادثات غير مباشرة تجري بوساطة مصرية وقطرية حالة من الجمود، وسط تقارير تشير أن الطرفين يرفضان تقديم تنازلات جوهرية في المرحلة الحالية.
ويخشى متابعون، أن يؤدي هذا التعطيل إلى اتساع رقعة المجاعة، واندلاع موجة اضطرابات داخلية في غزة في حال استمرار غياب الحلول.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. نبيل العوضي: إن إسرائيل تستخدم تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وعلى رأسها المجاعة المتصاعدة، كورقة ضغط في مسار المفاوضات مع حركة حماس، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد إبطاء إدخال المساعدات وتضييق الخناق على المدنيين لدفع حماس إلى تقديم تنازلات دون التوصل لاتفاق شامل.
وأوضح العوضي -في تصريح خاص للعرب مباشر-، أن "الجانب الإسرائيلي يحاول اللعب على عامل الوقت، معتقدًا أن تصاعد المعاناة سيؤدي إلى انقسام داخلي في غزة أو إلى ضغط شعبي على حماس، لكنه يتجاهل أن هذا النهج لا يزيد الوضع إلا تعقيدًا، وقد يؤدي إلى انفجار غير محسوب العواقب".
وأضاف: أن حماس من جهتها تصر على تحقيق مكاسب إنسانية حقيقية كشرط لأي اتفاق، وعلى رأسها وقف العدوان بشكل نهائي وفتح المعابر لإدخال المساعدات وإعادة الإعمار، موضحًا أن "الرهائن ورقة مهمة لكنها لا تكفي لإجبار الطرف الفلسطيني على قبول صفقة غير متوازنة".
وأشار العوضي، أن الجهود المصرية والقطرية تبذل ما بوسعها لتحريك المفاوضات، لكنها تصطدم بتعنت إسرائيلي غير مبرر، ورفض واضح لتقديم أي ضمانات سياسية طويلة المدى.
كما أكد أن استمرار المجاعة قد يؤدي إلى عواقب كارثية في غزة، خاصة مع نفاد المواد الغذائية وغياب الخدمات الطبية الأساسية.
وختم العوضي تصريحه، بالتحذير من أن "المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحرك جاد، فالسكوت على استخدام الجوع كسلاح تفاوضي يمثل وصمة عار قانونية وأخلاقية، ويجب أن تكون هناك مساءلة حقيقية للطرف الذي يعطل الحلول على حساب أرواح الأبرياء".