قمة باريس.. ملفات لبنان تتصدر لقاء ماكرون – سلام الخميس

قمة باريس.. ملفات لبنان تتصدر لقاء ماكرون – سلام الخميس

قمة باريس.. ملفات لبنان تتصدر لقاء ماكرون – سلام الخميس
ماكرون

يحل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الخميس، ضيفًا على العاصمة الفرنسية باريس، في أول زيارة رسمية له منذ توليه المنصب في فبراير الماضي، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط أزمات متصاعدة تعصف بلبنان والمنطقة. 

تعد هذه الزيارة بمثابة اختبار دبلوماسي دقيق، يعكس الأهمية التي توليها باريس للبنان، وحرصها على لعب دور فاعل في تثبيت الاستقرار فيه، خاصة مع ازدياد حدة التصعيد العسكري في الجنوب.

الأمن أولًا.. وإعادة الاعتبار للدولة

وبحسب بيان قصر الإليزيه، فإن اللقاء سيخصص لمناقشة القضايا الأمنية الملحة واستقرار الدولة اللبنانية، مع التأكيد على دعم الإصلاحات الاقتصادية العاجلة، ويبرز في جدول المحادثات مسألة تعزيز قدرات الجيش اللبناني، باعتباره ركيزة لاستعادة سيادة الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي. 

وفي هذا السياق، تؤكد باريس على ضرورة التزام كافة الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تقدمت إليها خلال المواجهات الأخيرة، وعلى رأسها خمس تلال استراتيجية ما تزال خاضعة لسيطرة تل أبيب.

جنوب لبنان.. هدوء هش ومخاوف مستمرة

رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية، ما تزال الأوضاع في الجنوب اللبناني مشوبة بالتوتر، إذ تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية شبه يومية، مستهدفة مواقع يقال إنها تابعة لحزب الله. 

وتبرر تل أبيب هذه العمليات بأنها "إجراءات وقائية"، في الوقت الذي يشدد فيه الجانب اللبناني على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب نهر الليطاني، وتفعيل دور الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" هناك، وفق بنود الاتفاق.

الإصلاحات الاقتصادية تحت المجهر

سيخصص اللقاء كذلك حيزًا مهمًا لمناقشة مستقبل الاقتصاد اللبناني، في ظل الأزمة العميقة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، وتعول باريس على الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام في تنفيذ سلسلة إصلاحات طال انتظارها، بدءًا من مكافحة الفساد، وصولًا إلى تهيئة المناخ للاستثمارات الدولية. 

وسبق أن أعلن كل من الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة التزامهما الكامل بهذا المسار الإصلاحي، كشرط ضروري للحصول على دعم المؤسسات المالية الدولية.

إقليم مشتعل.. وغزة في الواجهة

ولن تقتصر المحادثات على الشأن اللبناني فقط، بل ستمتد إلى الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها تداعيات الحرب في قطاع غزة، والانفجار المحتمل للمواجهة بين إسرائيل وحزب الله من جديد، وسيتبادل ماكرون وسلام وجهات النظر حول سبل وقف الأعمال القتالية في المنطقة، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، لا سيما في غزة التي تعاني من حصار خانق منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

فرنسا تعود إلى الساحة اللبنانية

وتعكس هذه القمة رغبة فرنسية واضحة في استعادة دورها التقليدي في لبنان، خاصة في ظل تقاطع أزمات الأمن والسياسة والاقتصاد، وبينما تسعى باريس لتأمين استقرار داخلي هش في بيروت، تأمل أيضًا بلعب دور في كبح جماح التصعيد الإقليمي الذي يهدد بنسف ما تبقى من توازن في الشرق الأوسط. 

ويرى مراقبون، أن نجاح هذا اللقاء سيتوقف على مدى قدرة الطرفين على تحويل النوايا الحسنة إلى التزامات فعلية، وسط تعقيدات داخلية وضغوط دولية لا تنفك تتزايد.

ويقول المحلل السياسي اللبناني علي ضاحي: إن باريس ترى في استقرار لبنان أولوية إقليمية، وتعتبر أن دعم الجيش اللبناني وتعزيز سيادته هو السبيل الوحيد لإخراج البلاد من حالة الاهتزاز الأمني المستمر، ورئيس الوزراء نواف سلام يحمل إلى باريس ملفًا كاملاً عن التحديات الأمنية في الجنوب، وسيناقش بجدية الموقف من استمرار الخروقات الإسرائيلية رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

ويضيف ضاحي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن فرنسا تعول على نواف سلام كوجه إصلاحي يمكن البناء عليه دوليًا، وهي تحاول إعادة توجيه البوصلة الدولية نحو دعم بيروت في لحظة إقليمية شديدة التعقيد، كذلك ماكرون حريص على أن تكون زيارته الأولى لرئيس الحكومة اللبنانية مؤشرًا على التزام فرنسا بدورها التاريخي تجاه لبنان، ومواقفها من سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل ستكون واضحة.