التوترات تصنع خريطة جديدة بالمنطقة .. ماذا يحدث بالشرق الأوسط؟
تُرسم خريطة جديدة بالمنطقة في هذا التوقيت
أحداث متسارعة تشهدها المنطقة العربية بالكامل، يعيد توزيع التكتلات من جديد ، قوى وتحالفات جديدة تظهر على السطح من جديد وفق رؤى دولية لنبذ خلافات وحروب.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط تحالفات جديدة وإنهاء نزاعات بين دول بعدما ضربت تلك الدول إقليميًا بما يسمى الربيع العربي، حيث تشهد دول إنهاء صراع الإرهاب ودول تشهد إنهاء قطيعة دامت ١٠ سنوات.
إنهاء قطيعة كبرى
وكشفت مصادر مطلعة أن سقوط جماعات الإسلام السياسية ونهاية جماعة الإخوان الإرهابية في العديد من الدول العربية، ساعد في توجيه بوصلة معظم القادة العرب للعمل على تصفير المشاكل، وإعادة تنظيم فوضى تراكمات الربيع العربي.
كما جاء الاتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية لتهدئة الأوضاع في المنطقة ونزع فتيل التوتر الإيراني السعودي، وهو الاتفاق الذي بموجبه تم استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت نحو 7 أعوام، وقد أشار نص الاتفاق إلى رغبة سعودية في إعطاء دفعة قوية لجهود الاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي يركز فيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تنفيذ خطة رؤية المملكة 2030 الاقتصادية الطموحة.
خريطة إقليمية جديدة
وأشارت المصادر إلى رسم خريطة إقليمية جديدة في المنطقة التي بقيت طويلاً منقسمة بين النفوذين، السعودي والإيراني، إذ يعد إنهاء المملكة للقطيعة الدبلوماسية مع إيران حليفة دمشق، خطوة تذهب إلى أبعد من مجرد استئناف علاقات ثنائية إلى ترتيبات أوسع نطاقاً.
والعرب والإيرانيون والأتراك يحاولون إنشاء منطقة رمادية، حيث يمكنهم جميعاً التعايش، بدلاً من منطقة إما سوداء وإما بيضاء.
سوريا تعود لحضن العرب
الاتفاق السعودي الإيراني اعتبره خبراء في العلاقات الدولية محرك التحالفات العربية الجديدة، بينما تبدو سوريا مركزها، فقد تسارع الاندفاع العربي نحو دمشق، وتسارع المسار السعودي ـ السوري من خلال زيارة وزير خارجية دمشق فيصل المقداد إلى المملكة، التي احتضنت اجتماعاً عربياً موسعاً حول تطبيع العلاقات العربية مع سوريا وعودة دمشق إلى الجامعة العربية.
وبدأت الإمارات في استئناف العلاقات مع سوريا في عام 2018، وإعادة تنشيط دبلوماسيتها وفق واقعية سياسية ورؤية استشرافية تقوم على تعزيز التنمية والاستقرار الإقليمي.
وإلى جانب الإمارات، كانت مصر تدعم منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في 2014، خيار الدولة ووحدة الأراضي السورية، ورفضت في القمة العربية في شرم الشيخ أن تمثل المعارضة سوريا.
وتونس مهد الصراع العربي اعلنت انهاء القطيعة مع دمشق وتعيين سفير لدى دمشق، في خطوة لها أهميتها ورمزيتها، وأجرى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في الجزائر أمس محادثات مع مسؤوليها بخصوص مساعٍ عربية جارية لحلّ الأزمة السورية.
ومع استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، توالت ردود الأفعال والبيانات الداعمة التي تؤكد على أهمية "خفض التصعيد" وتعزيز الدبلوماسية في الشرق الأوسط، خصوصاً في ما يتعلق بالملف اليمني، الذي اقترب من الحل، ليتم إحلال السلام التام في مرحلة أخيرة.
كما نجحت المملكة في إقناع اللاعبين الرئيسيين في الحكومة الائتلافية اليمنية بالموافقة على وقف إطلاق النار، وفق تقارير إعلامية، وذلك في سياق محادثات مع الحوثيين حول مستقبل العملية السياسية في البلاد.