حصري.. هكذا اغتال "حزب الله" العراقي الخبير الأمني هشام الهاشمي

حصري.. هكذا اغتال
هشام الهاشمي

منذ 6 يوليو الجاري، انزوت أخبار الإرهاب والفساد لتحتل الصدارة الأحاديث عن اغتيال المحلل الإستراتيجي العراقي هشام الهاشمي، الذي قتل بدماء باردة ويترك خلفه أسرة بسيطة تحولت ليتيمة، لتنتشر عقب ذلك عدة ترجيحات بشأن صاحبة تلك العملية الخسيسة.

حزب الله العراقي

وبعد عدة ترجيحات بتورط "داعش" أو أفرعه في اغتيال المحلل السياسي، أفادت مصادر لموقع "العرب مباشر" بأن كتائب "حزب الله" العراقي هي من تقف وراء عملية الاغتيال للهاشمي، بسبب انتقاده اللاذع والمتكرر لها، حيث أدانت الرئاسات الثلاث في العراق وجينين بلاسخارات، ممثلة الأمم المتحدة في العراق، وسفير الاتحاد الأوروبي مارتن هوث، بشأن اغتيال الدكتور هشام الهاشمي مع تأكيد الرئاسات الثلاث بأنه سيتم الكشف عن التحقيقات للرأي العام.

وتابعت: إن تلك التحقيقات ستكشف الجهات المتورطة بذلك لاسيَّما بعد تكرار عمليات الخطف والاغتيال مؤخراً لعدد من الشخصيات والأصوات الوطنية بالبلاد، حيث سبق أن تلقى هشام الهاشمي تهديدات من قِبَل حزب الله العراقي بسبب مواقفه ضدهم.

ماذا بشأن الحزب؟

كتائب حزب الله العراقي هي ميليشيا مسلحة شيعية في العراق، تتبع أيديولوجيا نظام ولاية الفقيه في إيران وتدعو بالاحتكام إليه، حيث تحصل على تمويل وتسليح وتدريب ودعم إيراني، وكان يرأسها أبو مهدي المهندس العضو في الحرس الثوري الإيراني. 

من الأهداف المعلنة للكتائب هو إخراج المحتل من العراق، والدفاع عن المقدسات والعمل على تحقيق الجمهورية الإسلامية في العراق كما في إيران، والدفاع عن مرقد السيدة زينب في سوريا، حيث ظهرت الكتائب في عام 2003، عقب سقوط بغداد في يد أميركا مع تصاعد النفوذ الشيعي بعد الإطاحة بحكم صدام حسين.

علاقة الحزب بالهاشمي

وفقاً لحديث المصادر مع "العرب مباشر"، أكدت أن كتائب حزب الله بالعراق هي التي اغتالت الهاشمي، بعد أن علمت بأنه هو الذي نقل معلومات لمصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء الجديد، بأن الكتائب كانت تستعد لقصف المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا، ولذلك تم وضعه على قائمة الاغتيال.

وتعاظمت الخلافات بين الهاشمي وحزب الله، عقب اعتقال القوات العراقية عناصر من الكتائب في 26 يونيو الماضي، رغم ما كانت تروج له الميليشيات من أنباء عن إطلاق سراح عناصرها، لذلك ربط مقربون للهاشمي اغتياله بدوره القوي في كشف المعلومات للجهات الرسمية بشأن "خلية الكاتيوشا"، التابعة للكتائب.

من هو هشام الهاشمي؟ك

كان المحلل السياسي العراقي مهتمًّا في دراسة الجماعات الإسلامية، وامتلك خبرة قوية فيه، ليصبح واحدًا من الخبراء المهمين في العراق بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي 2014، ليذاع صيته أيضًا عالميًّا بين وكالات الأنباء والصحف، لكونه متقنًا للغة الإنجليزية، بجانب تقديمه المشورة للحكومة العراقية.

وكما أصبح عضوًا بالمجلس الاستشاري العراقي، وضيفًا دائمًا على القنوات العالمية، باعتباره محللاً سياسيًّا وإستراتيجيًّا، وخبيرًا أمنيًّا عراقيًّا بالبلاد، وكان لديه اهتمام بتاريخ الحافظ الذهبي، وسبق أن تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن من قِبَل نظام صدام حسين، ثم خرج عام ٢٠٠٢، وبعد غزو العراق عام 2003، وانخرط في الصحافة، بكتابة التقارير والوثائقيات مع الصحف والقنوات الأجنبية، ودشن مدونته عن خريطة الجماعات المسلحة في العراق، وأفصح عن أسماء ومعلومات تخص قيادات التنظيم وآلية عملهم.

وعمل مدير برنامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في مركز آكد للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، ومستشار أمني لمرصد الحريات الصحفية العراقي، ومستشار أمني لنقابة الصحفيين العراقيين، وعضو فريق مستشارين لجنة تنفيذ ومتابعة المصالحة الوطنية في مكتب رئيس الوزراء، وعضو اللجنة العلمية لمؤتمر بغداد لمكافحة الإرهاب، ومحاضر لمادة مكافحة الإرهاب في الأكاديميات الأمنية، وباحث زائر في مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية، كما عمل الهاشمي مستشارًا بشكل غير رسمي لحكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.

وقبل حوالي 3 أشهر، نشرت قناة "العهد"، التابعة لبعض الفصائل المسلحة، خبرًا عن اغتيال الهاشمي، والذي تم حذفه لاحقًا، ليرد عليه الخبير العراقي حينها، بتعليق "الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين"، ولكنه اعتبر تهديدًا مبطنًا له، ومنذ ذلك، بات الخبر مادة دسمة لوسائل الإعلام، حيث أكدت الصحف العراقية، أنه تم وضع اسم الهاشمي على قوائم الاغتيال لدى تنظيم داعش، الذي تبنت إحدى أذرعه الإعلامية غير الرسمية عملية الاغتيال لاحقًا.

ويرى أصدقاء الهاشمي أن اغتيال الخبير الأمني بسبب حملات إعلامية شرسة شنها ضده تابعون لفصائل مدعومة من إيران، حيث تم تداول مقطع فيديو يتضمن تحريضًا صريحًا على الهاشمي، من أحد ضيوف قناة "العهد" التابعة للحشد الشعبي، فضلًا عن أن المسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله "أبو علي العسكري" هدده أكثر من مرة، وقال له حرفيًّا في آخر رسالة تهديد عبر الهاتف: "سوف أقتلك في منزلك".