سيناريو حرب لبنان.. واشنطن وجهت رسالة لحزب الله بأنها قد لا تمنع إسرائيل من شن هجوم واسع
واشنطن وجهت رسالة لحزب الله بأنها قد لا تمنع إسرائيل من شن هجوم واسع
حرب بدأت في الثامن من أكتوبر، ولكن بمنظور التطور المتوسط للحرب ما بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل التي بدورها دخلت حرب قطاع غزة مع حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، وهو ما أثار حفيظة منطقة الشرق الأوسط لتشتعل وتشمل مناوشات على مختلف الجبهات أغلبها للمليشيات المدعومة من إيران ضد إسرائيل والقوات الأمريكية المتواجدة بالمنطقة.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات في جبهة جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل بدأت مخاوف عالمية من تحول الصراع إلى حرب شاملة في تطور مثير للأحداث، خاصة مع دوافع حزب الله بمهاجمة إسرائيل والرد السريع عقب عمليات الاغتيال التي تقوم بها الأخيرة ضد عناصر من حزب الله وحماس، وكذلك الحرس الثوري الإيراني في جنوب لبنان.
تحذيرات أمريكية
الزيارة الأخيرة لمبعوث الرئيس الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، مع ارتفاع مؤشرات تحول المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب شاملة، بالإضافة إلى ذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أنه "يوجد إجماع في المجتمع الإسرائيلي بشأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان".
ولفت إلى أن "المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين متفائل ويرى أن المرحلة الثالثة من القتال بغزة ستدفع حزب الله لخفض حالة الإسناد المعلنة"، مضيفا "نحن والإدارة الأمريكية نؤمن بالمسار الدبلوماسي ولكن إذا لم نتوصل لتسوية سنلجأ للتغيير بوسائل أخرى"، وشدد هنغبي على أنه "حاليا نفضل أن نركز اهتمامنا على المسار الدبلوماسي".
هوكشتاين أبلغ المسؤولين اللبنانيين، أن حزب الله مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا استمرت الهجمات، حيث أكد مسؤول أميركي قوله إن خطر الحرب بين حزب الله وإسرائيل مرتفع هذا الشهر، كما ارتفع خطر سوء تقديرهما للوضع.
مساعدة الولايات المتحدة لإسرائيل في الحرب
وقد أشار المسؤول في تصريحات إعلامية أمريكية، إلى أن واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا نفذ حزب الله ضربات انتقامية، وإن على حزب الله ألا يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته.
وحذر مسؤولون أميركيون وغربيون، في محادثات مع نظرائهم اللبنانيين، من أن إسرائيل جادة في تهديداتها وتعتزم التحرك عسكرياً ضد لبنان، إذا ما فشلت المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية، تنهي المواجهات الحدودية المتصاعدة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك على خلفية تصاعد القلق الدولي إزاء تصاعد المواجهات الحدودية المتواصلة منذ 8 أكتوبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة بمشاركة إيرانية.
ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب، إن من الطبيعي ان تحذر الولايات المتحدة حزب الله وتؤكد على مساندتها لإسرائيل في المواجهة خاصة مع الدعم غير المتوقف من قبل ايران والتي لا تريد الولايات المتحدة ان تصبح ايران ذات نفوذاً كبير بالمنطقة في حال تفوق حزب الله، كما ان إسرائيل في الوقت الحالي منهكة من حرباً مستمرة في قطاع غزة لمدة تخطت الـ 8 أشهر.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الدبلوماسيين الغربيين يطالبون لبنان بكبح جماح حزب الله الذي بدوره مسيطر علي مفاصل لبنان، ونتنياهو بدوره يريد استرار الحرب سواء في قطاع غزة أو إشعال حرب كبيرة مع حزب الله حتى يحافظ على كرسيه ويبحث عن نجاته، خاصة وأن الداخل الإسرائيلي بدأ ينقلب بشدة على نتنياهو الذي رفض مقترحات تسليم الرهائن مع حركة حماس.
وقال المحلل السياسي اللبناني بيير خوري، إن إسرائيل في الوقت الحالي جادة في خوض حرباً ضد حزب الله في ظل اتهامات كبرى طالت السلطة اللبنانية بان المطارات بها مخازن للأسلحة وهو ما لا يحدث ولكن إسرائيل تريد بشكل عام ان تثبت للعالم ان الحرب وجوبية، وان دعم الولايات المتحدة سيكون غير متوقع في ظل الدعم الإيراني حيث ستكون حرباً بالوكالة بين ايران وامريكا.
وأضاف خوري في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن الرسائل الأميركية لحزب الله تأتي كذلك على خلفية اعتقاد العديد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل ستنفذ عملية كبيرة ضد حزب الله داخل لبنان في الأسابيع المقبلة، وحزب الله بحاجة إلى أن يفهم أن واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا تدهور الوضع، خاصة إدارة بايدن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أي سيناريو ضد حزب الله، وذلك قبل الانتخابات التي ستكون في نوفمبر المقبل حتى لا تخسر اللوبي الإسرائيلي.