نهاية مثيرة للجدل .. اعتقال الإخواني أحمد منصور في سوريا
اعتقال أحمد المنصور في سوريا بعد تهديدات لـ مصر
أفادت وكالة "رويترز"، الأربعاء، بأن السلطات السورية اعتقلت المصري أحمد المنصور، وذلك بعد سلسلة من الفيديوهات التي بثها وهدد فيها الدولة المصرية بشكل مباشر؛ ما أثار جدلًا واسعًا على المستويين السياسي والشعبي.
تفاصيل الاعتقال
وأكد مصدر مطلع، أن الإدارة السورية الجديدة أصدرت أوامر بمنع المنصور من مواصلة بث فيديوهاته من داخل سوريا، والتي كانت تتناول انتقادات لشخصيات سياسية وتحمل تحريضًا قد يؤدي إلى تأجيج النعرات السياسية سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي.
وكان المنصور قد أثار جدلًا كبيرًا بعد ظهوره المتكرر في مقاطع مصورة من العاصمة السورية دمشق، حيث وجه فيها اتهامات وتهديدات مباشرة لمصر، ما أثار استياءً واسعًا بين المصريين وانتقادات من متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
اختفاء غامض
بحسب بيان متداول عبر حسابات قريبة من الإرهابي المنصور على منصة "إكس" ، فإن أحمد المنصور اختفى فجأة في دمشق، يوم الثلاثاء، مع عدد من رفاقه؛ مما أثار تكهنات حول طبيعة العملية وأهدافها.
وأشار البيان، أن هذه الخطوة قد تكون متعلقة بضغوط سياسية دولية، خاصة أن السلطات السورية تتجنب حاليًا التصعيد مع دول إقليمية في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
تاريخ مثير للجدل
وسائل إعلام مصرية سلطت الضوء على تاريخ أحمد المنصور، موضحة أنه فر من مصر عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين في عام 2013. وانضم المنصور لاحقًا إلى "جبهة النصرة"، وهي إحدى الفصائل المتطرفة التي أصبحت تُعرف فيما بعد بـ"هيئة تحرير الشام"، والتي لعبت دورًا محوريًا في الصراعات المسلحة في سوريا.
دلالات الاعتقال
يرى محللون، أن اعتقال المنصور يعكس رغبة السلطات السورية في إظهار نيتها تحسين علاقاتها مع دول إقليمية، خاصة مصر، في ظل التطورات المتلاحقة على الساحة السياسية.
كما يعكس هذا الإجراء رسالة واضحة بأن دمشق لن تكون منطلقًا لأنشطة أو تصريحات قد تؤثر على علاقاتها الخارجية، خصوصًا مع دولة بحجم وأهمية مصر.
موقف السلطات السورية
مصدر مطلع أوضح أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لتجنب أي مواقف عدائية أو إثارة توترات، لا سيما مع الأطراف الإقليمية التي يمكن أن تلعب دورًا في تحقيق الاستقرار بسوريا.
وأضاف المصدر، أن اعتقال المنصور قد يكون بمثابة "عربون تقرب" من مصر، يعكس رغبة دمشق في تعزيز التعاون الأمني والسياسي مع القاهرة.
أبعاد القضية
في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتُثار التساؤلات حول استغلال الجماعات المتطرفة للفوضى لتحقيق مكاسب سياسية، يأتي اعتقال أحمد المنصور كإشارة إلى أن تلك الجماعات تفقد تدريجيًا الدعم الذي كانت تحظى به.
ويؤكد خبراء، أن هذه الخطوة قد تكون بداية لتعاون أكبر بين سوريا والدول الإقليمية لمحاربة الإرهاب والتطرف.
يبقى السؤال مفتوحًا حول مصير أحمد المنصور ورفاقه، وما إذا كان سيتم تسليمهم إلى السلطات المصرية أم ستبقى القضية محصورة داخل حدود دمشق. ما هو مؤكد حتى الآن، أن اعتقاله يشير إلى تحولات استراتيجية في سياسة دمشق تجاه التعامل مع القضايا الإقليمية، وبالأخص في العلاقة مع القاهرة.
وقد صرّح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، طارق البشبيشي، بأن الإدارة السورية الجديدة، أو بالأحرى الجهات التي تقف وراء توجيهها، تتجنب فتح جبهات معادية مع الحكام الجدد لسوريا، نظرًا لهشاشة الوضع الداخلي في البلاد وعدم استقراره؛ مما يجعله مرشحًا للانفجار في أي لحظة.
وأضاف البشبيشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن عملية القبض على أحد المجرمين الإرهابيين جاءت كـ"عربون تقرب" إلى مصر.
وأوضح، أن قياس ردود الفعل على الفيديو الذي بثه الإرهابي الهارب أظهر أن أي محاولات لإحداث فوضى داخل مصر ستبوء بالفشل، خاصة في ظل وعي الشعب المصري ورفضه لأي دعوات تحريضية.
وأشار أن الرهان على هؤلاء الإرهابيين لتحقيق أهداف تخريبية بات غير مجدٍ، ما دفع الجهات المعنية إلى إغلاق هذا الملف مؤقتًا عبر القبض على هؤلاء المجرمين، في خطوة تعكس رغبة واضحة في تعزيز العلاقات مع مصر ومواجهة أي تهديد محتمل.