انتشار للأمراض واليأس.. ماذا يحدث في مدينة رفح الحدودية في غزة؟
انتشار للأمراض واليأس في غزة
يتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص حول كل مدرسة أو عيادة في رفح تديرها وكالة الأمم المتحدة لمساعدة الفلسطينيين في محاولة يائسة للعثور على مأوى، وتواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) تخفيضات عقابية في التمويل من العديد من أكبر الجهات المانحة الدولية لها، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بعد أن اتهم المسؤولون الإسرائيليون 12 من موظفيها بالمشاركة في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، ولكن يبدو أن المخاطر التي يواجهها النازحين في غزة تتجدد يوميًا، حيث تم الإبلاغ عن انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين فى مدينة رفح الحدودية في غزة.
الأكثر ازدحامًا
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنه حتى قبل النزاع الحالي، كانت غزة تعتبر واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، ومنذ 7 أكتوبر، أجبر القصف الإسرائيلي والحملات البرية الفلسطينيين على التحرك جنوبًا؛ مما أدى إلى اكتظاظ شديد في أماكن مثل خان يونس ورفح.
ويصف المراقبون أعدادًا كبيرة من الأشخاص يفرون باستخدام أي وسيلة يمكنهم العثور عليها، حيث يكتظ الناس بالسيارات لدرجة أنهم يضطرون إلى السفر مع فتح كل باب لاستيعاب المزيد من الأشخاص بالداخل.
قبل الحرب، كانت رفح، وهي مدينة صغيرة تبلغ مساحتها 150 كيلومترا مربعا وفقيرة حتى بمعايير غزة، تؤوي ما يقدر بنحو 250 ألف شخص. وفي الأسبوع الماضي، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في غزة أن أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يقيمون هناك.
ولم تنج رفح من الغارات الجوية الإسرائيلية. وقال الناجون: إن أحد هذه الهجمات أسفر هذا الشهر عن مقتل 16 فردًا من عائلة واحدة، كانوا قد نزحوا ثلاث مرات قبل وصولهم إلى رفح.
وقالت حنين حرارة، التي فرت إلى رفح في الأسابيع الأخيرة: إنه عندما وصلت لأول مرة كان 15 من أفراد أسرتها يقيمون في غرفة نوم واحدة: "أمهات وآباء وأطفال، في حمام واحد، كان هذا يعتبر أن الأمور تسير على ما يرام في ظل هذه الظروف، بعد خمسة أيام، اضطررنا إلى الإخلاء مرة أخرى بسبب القصف العنيف وشعرنا بالخطر، بدأ والدي يبحث عن مأوى جديد، منزل جديد، أي شيء للهروب من القصف والصواريخ والقنابل لا يوجد مكان آمن هنا في غزة، ولكن بدأت الأوبئة والأمراض تنتشر بصورة كبيرة".
عزل المرضى
وقالت تمارا الرفاعي، رئيسة الاتصالات في "الأونروا": الخطوة الأولى لوقف ذلك هي عزل المريض ولكن هذا غير ممكن جسديا، وفي الملاجئ المكتظة أو المخيمات المؤقتة المحيطة بهم، لا يعد العزل خيارًا متاحًا.
وأوضحت "الرفاعي"، أن الازدحام المستمر، بما في ذلك مشاركة الآلاف في عدد قليل من الحمامات والمراحيض، أدى إلى تفاقم تفشي الأمراض الجلدية بما في ذلك الجرب والقمل، والتي تفاقمت بسبب عدم قدرة الناس على الاستحمام. وقالت: "تظهر أحدث أرقامنا أنه لكل 2000 شخص هناك وحدة دش واحدة، و500 شخص لكل مرحاض".
وقال الدكتور جون كاهلر من منظمة MedGlobal، الذي غادر غزة هذا الأسبوع بعد إنشاء عيادة في رفح، إنه شهد حشودًا تصل إلى 700 شخص يصرخون خارج أبوابها كل يوم، ونجح في علاج حوالي 140 طفلا يوميًا، وهو جزء صغير من الحاجة الهائلة.
وتابع: "كان مكتبنا يقع على طول طريق الشاطئ غرب غزة. عندما وصلنا كانت هناك خيام ولكن الأمور كانت مفتوحة إلى حد ما، وبحلول الوقت الذي غادرنا فيه بعد أسبوعين، لم يكن هناك أي متر مربع متاح لنصب خيمة، كان الناس يأتون، صفًا تلو الآخر من الأشخاص اليائسين، يملأون عربات تجرها الحمير لقد كان الأمر مفجعًا، رأيت أشخاصًا ينظرون إلى مكب النفايات ويحاولون معرفة ما إذا كان بإمكانهم إفساح المجال لإقامة خيمة لعائلة مكونة من ستة أشخاص".
وأضاف: إن مواد البناء اللازمة لصنع أبسط المأوى تعتبر باهظة الثمن، ومن المتوقع أن يصل عشرات الآلاف من الأشخاص في الأيام المقبلة مع توغل القوات الإسرائيلية في عمق خان يونس، على بعد أقل من ستة أميال شمالاً".