للمرة الأولى.. انتهاكات قطر لحقوق الإنسان أمام الكونجرس
لم ينسَ العالم مأساة العمال الأجانب في قطر بسبب الفوضى التي خلفها فيروس كورونا في العالم، وما زالت الاتهامات الدولية تنهال على أسرة الحمدين بسبب انتهاكات حقوق العمال، وقد وصل الأمر لإعداد منظمة العفو الدولية لتقرير عن حقوق الإنسان في قطر من المقرر عرضه على الكونجرس الأميركي.
انتهاكات قطر لحقوق العمالة الوافدة أمام الكونجرس
وأكدت مارلين ستيرن، المنتجة في إذاعة منتدى الشرق الأوسط أن هناك تقريرًا جديدًا لدى منظمة العفو الدولية عن انتهاكات حقوق الإنسان في قطر، ومحاولات الدوحة لتلميع صورتها الدولية على حساب مئات الآلاف من العمال.
بينما قال فيليب ناصيف مدير الأبحاث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى منظمة العفو الدولية: إن هناك تناقضات كبيرة في قطر، بين استضافتها لكأس العالم الذي يعد أبرز وسيلة لتحسين صورتها السيئة أمام العالم، وبين الانتهاكات المروعة التي يشهدها العمال الأجانب المشاركون في تشييد البنية التحتية لبطولة كأس العالم والتي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار.
وأوضحت شبكة إذاعة منتدى الشرق الأوسط أن التقرير يعد بواسطة منظمة العفو الدولية، ومن المقرر عرضه في الكابيتول هيل "الكونجرس"، بواسطة ناصيف المخول له إطلاع أعضاء الكونجرس ووزارة الخارجية والبيت الأبيض على انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
2 مليون عامل أجنبي في قطر رهن احتجاز أصحاب العمل
وأكدت ستيرن أن هناك أكثر من 2 مليون عامل أجنبي في قطر يخضعون لأنظمة قمعية تقيد حريتهم، وتضعهم رهن الاحتجاز القانوني بواسطة أرباب أعمالهم فهو غير قادرين على مغادرة البلاد دون إذن صاحب العمل رغم تعديلات القوانين الكثيرة التي أقرها الأمير تميم بن حمد.
وتابعت: إن على مدار الأعوام الماضية، شيدت قطر العديد من ناطحات السحاب والقرى السياحية على أكتاف هؤلاء العمال، ولكن معظم الدول الغربية تجاهلت هذه المأساة.
بينما قال "ناصيف": إن العمال يواجهون ظروفًا مروعة في قطر، ويتعرضون دائمًا للتهديد بالترحيل أو التسليم للشرطة التي لا تعاملهم بشكل آدمي.
وأوضح أن الكثير من العمال لقوا حتفهم بسبب ظروف العمل السيئة وإجبارهم على العمل في درجات الحرارة العالية تحت أشعة شمس الدوحة الحارقة ولم يتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، كما اختفى بعض العمال قسريًّا، ولم يتقاضَ آخرون رواتبهم لعدة أشهر، وأجبروا على مواصلة العمل وعدم التحدث عن الأمر.
قطر تنفق أموالًا طائلة لتحسين صورتها الزائفة في العالم
وقال "ناصيف": إن قطر تنفق أموالًا طائلة على شركات العلاقات العامة والضغط من أجل تحسين صورتها في الولايات المتحدة الأميركية وأمام المجتمع الدولي، ولكن هذه الصورة الزائفة تخفي انتهاكات خطيرة متعلقة بحقوق الإنسان.
وتابع: إن استضافة قطر لفعاليات كأس العالم وغيرها من البطولات الرياضية الدولية يأتي من كون إدراك أسرة الحمدين مدى شغف الغرب بالأنشطة الرياضية.
تحقيق سري: مصير مؤلم ينتظر العمال في قطر
وكانت محطة "دبلوي دي آر" الألمانية قد أجرت تحقيقًا سريًّا عن معاناة عمال منشآت كأس العالم في قطر؛ ما أجبر الاتحاد الدولي لكرة القديم "فيفا" على الاعتراف لانتهاك حقوق العمال في مشروعات المونديال.
وتابعت: إن هناك الآلاف من القضايا التي رفعها العمال القطريون ممن تعرضوا لانتهاكات في عملهم أو تأخرت أجورهم لدرجة أن القضاة في قطر غير قادرين على النظر في كافة هذه القضايا.
وأضافت: أن التحقيق ركز على 2000 عامل من 3 شركات، ووجد أن قطر ما زالت تفتقر إلى توفير سبل العدالة والحياة الكريمة للعمال.
وأوضحت أنه بعد أن يتم التخلي عنهم من قِبَل شركاتهم، من دون أجر لمدة أشهر ونقص في الغذاء والماء، يبقى العمال على قيد الحياة بسبب المعونات الخيرية؛ ما يعني أن أوضاعهم الرهيبة تعني أن الكثير منهم ليس لديهم سوى خيار "مغادرة قطر والعودة إلى ديارهم بجيوب فارغة".