الاتحاد الأوروبي يدعو إلى دعم عملية سياسية شاملة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى دعم عملية سياسية شاملة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى دعم عملية سياسية شاملة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد
سقوط بشار الأسد

في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد نتيجة للتطورات العسكرية والسياسية المتسارعة في سوريا، دعا الاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي إلى تعزيز دعم عملية سياسية شاملة تهدف إلى بناء سلام دائم ومستدام في البلاد، وتأتي هذه الدعوة في وقت حساس تشهد فيه سوريا مرحلة ما بعد الأسد، وسط تحديات كبيرة في إعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب السوري.

وأكدت المفوضية الأوروبية في بيانها الأخير، أن الاتحاد يظل ملتزمًا بدعم الانتقال السياسي في سوريا، الذي يجب أن يكون شاملًا ويعكس تطلعات الشعب السوري في بناء دولة ديمقراطية ومؤسسات مستقرة. 

وأشارت إلى ضرورة أن تشمل العملية السياسية جميع الأطراف السورية، بما في ذلك المعارضة السياسية والمجتمع المدني، من أجل ضمان تحقيق تسوية سياسية عادلة.

وفي هذا السياق، أكد الاتحاد الأوروبي على أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 2254، الذي يحدد خطوات واضحة نحو حل سياسي شامل، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة. 

وشدد البيان على ضرورة أن تكون هذه الانتخابات ممثلة لجميع السوريين، بما في ذلك أولئك الذين نزحوا داخل البلاد أو خارجها، لضمان مشاركة واسعة في مستقبل سوريا.

كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل إطار دولي موسع لدعم عملية الانتقال السياسي، مع تقديم المساعدات الإنسانية الفورية للمتضررين من النزاع، خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام السابق. 



وأضاف: أن إعادة الإعمار في سوريا تتطلب بيئة سياسية مستقرة تضمن حقوق الإنسان، والمساواة بين جميع السوريين، مع تقديم ضمانات للحقوق والحريات الأساسية.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من حالة الفوضى التي قد تطرأ في ظل الفراغ السياسي الذي يتركه سقوط النظام، مؤكدًا أن العملية السياسية يجب أن تركز على تفكيك الهياكل العسكرية والأمنية السابقة وإعادة بناء المؤسسات الوطنية التي تضمن سيادة القانون وحقوق المواطنين.

وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تسهيل عودتهم بشكل آمن وكريم، مع ضمان توفير الظروف اللازمة لهم للعيش بسلام في وطنهم بعد سنوات من التشرد والمعاناة.

خلال هذه المرحلة الحرجة، يواصل الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم للجهود الأممية في سوريا، ويأمل أن تتمكن الأطراف السورية من التغلب على التحديات السياسية والإنسانية لبناء سوريا جديدة تتسم بالاستقرار والسلام.

في هذا الصدد، عبّر سلمان شبيب رئيس حزب سوريا أولًا عن قلقه جراء للأحداث الأخيرة في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مشيراً أن هذه اللحظة تمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء البلاد وإحلال السلام والاستقرار.

وأضاف شبيب - في تصريح للعرب مباشر-، أن الاتحاد الأوروبي، من خلال دعوته إلى عملية سياسية شاملة في سوريا، يعكس التوجه الدولي نحو دعم سوريا في بناء مستقبل ديمقراطي يعكس إرادة الشعب السوري. 

وأكد أن "العملية السياسية يجب أن تكون حواراً شاملاً يشمل جميع الأطراف من دون استثناء، بما في ذلك المعارضة والمجتمع المدني، لضمان مشاركة واسعة تفضي إلى حل دائم ومستدام."

وأشار شبيب إلى أهمية دعم المجتمع الدولي للمرحلة الانتقالية، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، فضلاً عن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان عدم تقسيمها. 

وأكد أن "الاستقرار في سوريا لا يتحقق إلا من خلال مصالحة حقيقية بين جميع مكونات الشعب السوري، وضمان الحقوق والحريات الأساسية للجميع".

ودعا شبيب إلى مواصلة الضغط على جميع الأطراف في سوريا للوصول إلى حل سياسي يضمن حقوق الشعب السوري ويؤسس لمستقبل خالٍ من الصراعات والتدخلات الخارجية.

وتابع شبيب قائلاً: "المجتمع الدولي مطالب بالتحرك بشكل أكثر فاعلية لدعم الحلول السياسية الشاملة، وعدم السماح للفراغ الأمني والسياسي أن يتحول إلى ساحة لتفاقم الأزمات الإنسانية أو تزايد التدخلات الأجنبية التي تعقد الوضع أكثر." 

وأكد أن "التحول الديمقراطي في سوريا يتطلب إرادة سياسية قوية من الأطراف السورية نفسها، وكذلك من داعميها الدوليين، لضمان وجود عملية انتقالية حقيقية تُعطي الأولوية لحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والمصالحة الوطنية".

وأضاف شبيب، أن على الاتحاد الأوروبي أن يستمر في دور الوساطة البناءة، مشيداً بتوجهاته نحو التفاوض وحثه على دعم المبادرات التي تهدف إلى إشراك جميع فئات الشعب السوري في صنع القرار.

 وأكد أن "العملية السياسية الشاملة لا يمكن أن تكون فعّالة دون مشاركة الشباب والنساء والمجتمعات المهمشة التي عانت من ويلات النزاع".