خبير في شئون العلاقات الدولية: إيران تتحول إلى جارة السوء في آسيا

خبير في شئون العلاقات الدولية: إيران تتحول إلى جارة السوء في آسيا

خبير في شئون العلاقات الدولية: إيران تتحول إلى جارة السوء في آسيا
قصف إيران

في ظل تصاعد حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل، تتزايد المخاوف في محيط طهران الآسيوي من تبعات سياساتها الإقليمية، التي دفعت العديد من الخبراء والمراقبين لوصف إيران بـ"جارة السوء" نظرًا لما تمثله من تهديد مباشر لاستقرار دول الجوار. 

ويأتي ذلك وسط حالة من الترقب الحذر في العواصم الآسيوية من امتداد التصعيد العسكري، وتداعياته على الأمن الإقليمي.

الخبير في الشئون الدولية، الدكتور حسام الكيلاني، قال - في تصريحات صحفية-: إن إيران لم تعد تمثل فقط طرفًا في الصراع مع إسرائيل، بل باتت مصدر توتر دائم لجيرانها، نتيجة اعتمادها على سياسة تصدير الأزمات ودعم الميليشيات المسلحة في أكثر من ساحة إقليمية. 

وأشار، أن تصعيد طهران الأخير ضد إسرائيل، وردود الفعل العسكرية المتبادلة، تضع دول الجوار في وضع حرج، خاصة تلك التي تخشى من أن تتحول إلى ساحة للردود أو نقطة انطلاق للهجمات.

وأضاف الكيلاني: أن إيران انتهجت منذ سنوات استراتيجية التمدد عبر الحرس الثوري ووكلائه في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لكنها في الوقت ذاته تحاول خلق موطئ قدم في آسيا الوسطى، والتأثير على دول مثل أذربيجان وأفغانستان، ما يثير قلقًا متزايدًا من نواياها التوسعية.

وأكد، أن هذا السلوك الإيراني، خاصة في ظل الحرب المفتوحة مع إسرائيل، يُضعف من فرص الاستقرار الإقليمي ويؤجج الصراعات بالوكالة، مشيرًا أن عددًا من دول الجوار بدأت بالفعل في تعزيز قدراتها الأمنية والدفاعية تحسبًا لأي امتداد محتمل للصراع الإيراني الإسرائيلي داخل أراضيها.

ويرى مراقبون، أن الأزمة الحالية تضع إيران أمام اختبار جديد، فإما أن تتراجع عن سياسة التدخلات المستمرة وتختار طريق الدبلوماسية، أو تواصل نهجها التصعيدي، مما قد يعمق عزلتها ويدفع جيرانها للبحث عن تحالفات مضادة لتحجيم نفوذها في المنطقة.

أكد الدكتور حسام الكيلاني، الخبير في الشئون الدولية، أن التصعيد الجاري بين إيران وإسرائيل كشف مجددًا عن الوجه الحقيقي للسياسة الإيرانية في محيطها الآسيوي، والتي باتت تمثل تهديدًا مباشرًا لجيرانها، مشيرًا أن إيران أصبحت تُوصف في العديد من الدوائر الدبلوماسية والأمنية بـ"جارة السوء" بسبب تدخلاتها المستمرة وتصديرها للأزمات خارج حدودها.

وأوضح الكيلاني -في تصريح للعرب مباشر-، أن إيران لا تكتفي بخوض مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، بل تنقل صراعاتها إلى أراضي الآخرين، عبر دعم ميليشيات مسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل وتحاول زعزعة الاستقرار في أذربيجان وأفغانستان ودول آسيا الوسطى، وهو ما يضع المنطقة بأسرها على فوهة تصعيد دائم.

وأشار أن الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل، التي تشهد تصاعدًا ميدانيًا واستهدافات متبادلة في مناطق النفوذ، تجر دولًا أخرى بشكل غير مباشر إلى أتون الصراع، خاصة الدول المجاورة لإيران التي أصبحت تخشى من انتقال التوتر إلى أراضيها أو استخدام ميليشيات داخل حدودها كورقة ضغط إيرانية.

وأكد الخبير الدولي، أن ما يقلق دول آسيا، من الخليج إلى القوقاز، ليس فقط امتلاك إيران لترسانة عسكرية متقدمة أو برنامج نووي مقلق، بل إصرارها على تبني سياسات تصدير الفوضى، واستخدام المذهبية كأداة سياسية، وهو ما يخلق بيئة غير آمنة إقليميًا.

وأضاف: أن التصعيد الأخير أعاد فتح النقاش داخل العواصم الآسيوية حول ضرورة تشكيل تحالفات أمنية أوسع لمواجهة التهديد الإيراني، والعمل على وقف تمدده الإقليمي عبر أدوات حازمة.

وختم الكيلاني تصريحه بالتأكيد على أن إيران أمام لحظة مفصلية: إما أن تنتهج سياسة التهدئة والاحترام المتبادل، أو تستمر في مسار العزلة الإقليمية، كجارة سوء لا يتمنى أحد أن تكون قريبة منه.