محلل لبناني: الانتهاكات الإسرائيلية جنوب لبنان تهدد الاستقرار وتفرض واقعًا ميدانيًا خطيرًا
محلل لبناني: الانتهاكات الإسرائيلية جنوب لبنان تهدد الاستقرار وتفرض واقعًا ميدانيًا خطيرًا
يشهد جنوب لبنان توترًا متصاعدًا في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للخط الأزرق، وفق ما أكدته المتحدثة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة «اليونيفيل» كانديس إردييل، التي حذّرت من أن الوجود العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية يشكل عائقًا حقيقيًا أمام مهام الجيش اللبناني ويقيد حركته. وأشارت إردييل إلى أن بناء الجدار الحدودي على مدى أعوام يعد خرقًا واضحًا للقرار الدولي 1701، مؤكدة استمرار التنسيق اليومي بين اليونيفيل والجيش اللبناني للحفاظ على الاستقرار رغم الظروف المعقّدة.
وفي السياق نفسه، شدد قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل على أن المؤسسة العسكرية تعمل من أجل حماية لبنان ووحدة أراضيه، مؤكدًا أن الجيش يقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ويؤدي واجبه في ظروف صعبة تتطلب تماسكًا وطنيًا واسعًا، وأوضح أن التحديات القائمة تستوجب تضامن المواطنين في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها البلاد.
وتأتي هذه التطورات تزامنًا مع رسائل داعمة من المجتمع الدولي، بينها رسالة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرئيس اللبناني، أكد فيها حرص واشنطن على تعزيز الشراكة مع لبنان في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر بها، وبين المواقف الدولية والتحركات الميدانية، يبقى جنوب لبنان بؤرة توتر مفتوحة على احتمالات متعددة، ما يزيد الحاجة إلى جهود دبلوماسية لضمان الالتزام بالقرارات الدولية ومنع انزلاق الأوضاع نحو تصعيد أوسع.
وقال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز إن تصريحات المتحدثة باسم «اليونيفيل» تعكس مستوى القلق الدولي من التطورات المتسارعة في جنوب لبنان، مؤكداً أن وجود القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية "لم يعد مجرد خرق للسيادة، بل أصبح محاولة واضحة لفرض قواعد اشتباك جديدة تتجاوز القرار 1701."
وأوضح الرز للعرب مباشر أن استمرار بناء الجدار الفاصل من قبل إسرائيل على طول الخط الأزرق يشكل تصعيدًا تدريجيًا يهدف – بحسب وصفه – إلى تغيير الواقع الميداني وفرض عوائق أمام الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية. وقال إن هذا السلوك "يهدد الاستقرار الهش" في الجنوب ويزيد احتمالات الانزلاق نحو مواجهة أوسع.
وأشار الرز إلى أن تأكيد قائد الجيش اللبناني على دور المؤسسة العسكرية في حماية لبنان ووحدة أراضيه يعكس حساسية المرحلة، موضحًا أن الجيش يواجه ضغوطاً مركبة بين المتطلبات الأمنية والتوترات السياسية والاقتصادية في البلاد.
وأضاف أن لبنان اليوم يقف أمام "مرحلة دقيقة وحرجة" تتطلب تماسكًا داخليًا ودعمًا دوليًا حقيقيًا لضمان الالتزام بالقرارات الدولية، وفي مقدمتها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية احترامًا للسيادة والقانون الدولي.
وختم الرز بأن الرسائل الدولية، ومنها رسالة الرئيس الأمريكي الأخيرة، تؤكد أن الوضع في الجنوب مفتوح على احتمالات عدة، وأن المطلوب حاليًا هو تعزيز القنوات الدبلوماسية للحيلولة دون التصعيد وحماية الاستقرار في المنطقة.

العرب مباشر
الكلمات