خبير سياسي: الحوثي يدفع اليمن إلى دوامة صراعات لا تنتهي

خبير سياسي: الحوثي يدفع اليمن إلى دوامة صراعات لا تنتهي

خبير سياسي: الحوثي يدفع اليمن إلى دوامة صراعات لا تنتهي
ميليشيا الحوثي

دخلت الساحة اليمنية مرحلة جديدة من التعقيد بعد الضربة العسكرية التي شنتها إسرائيل على العاصمة صنعاء، بزعم استهداف مواقع تابعة لجماعة الحوثي، وهو ما فجر موجة غضب واسع وأعاد اليمن إلى دائرة صراعات إقليمية ودولية أكثر خطورة.


الهجوم الإسرائيلي اعتبره مراقبون تصعيدًا خطيرًا، خاصة أن اليمن يعاني منذ سنوات حربًا أهلية طاحنة بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، وبين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين كثفوا في الآونة الأخيرة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.


ويرى محللون أن الضربة الإسرائيلية على صنعاء تحمل أبعادًا إقليمية متشابكة، إذ تسعى تل أبيب لردع الحوثيين بعد إعلانهم التضامن مع غزة واستهدافهم مصالح إسرائيلية وأمريكية في المنطقة، وهو ما ينذر بتحويل اليمن إلى ساحة مواجهة مفتوحة ضمن صراع أوسع يمتد من غزة إلى البحر الأحمر والخليج.


الأوضاع الميدانية في اليمن باتت أكثر تعقيدًا، حيث حذر خبراء من أن هذا التصعيد قد يفتح الباب أمام دوامة جديدة من الحروب والصراعات، ليس فقط بين الحوثيين وإسرائيل، بل عبر احتمالية انخراط أطراف إقليمية أخرى، مما يهدد وحدة واستقرار اليمن الممزق أصلاً بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.


كما يخشى مراقبون من أن يدفع هذا التصعيد الشعب اليمني إلى مزيد من المعاناة الإنسانية، في ظل تدهور البنية التحتية، وانهيار الخدمات الأساسية، وانتشار الفقر والجوع، ما يجعل البلاد على شفا كارثة إنسانية جديدة.


وأكد محللون أن ما يجري في اليمن اليوم يعكس تشابك الأجندات الدولية والإقليمية، حيث أصبح البلد الفقير مسرحًا لصراع النفوذ بين قوى كبرى، في حين يظل المواطن اليمني هو الخاسر الأكبر، بين قصف عسكري متواصل وانسداد أي أفق سياسي للحل.


وأكد الخبير والمحلل السياسي اليمني د. عبدالباقي شمسان أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء جاءت نتيجة مباشرة لسياسات الحوثيين العدائية وتحركاتهم العسكرية، مشيرًا إلى أن الجماعة أصبحت العامل الأبرز في إدخال اليمن في دوامة حروب وصراعات إقليمية تهدد استقرار البلاد والمنطقة بأكملها.


وأوضح شمسان لـ"العرب مباشر" أن الحوثيين، بدلًا من الانخراط في عملية سلام وطنية تنهي معاناة اليمنيين المستمرة منذ سنوات، اختاروا التوسع في مشروعهم العسكري الطائفي المرتبط بإيران، عبر مهاجمة السفن في البحر الأحمر واستفزاز القوى الدولية والإقليمية.


وأشار إلى أن هذه السياسات الطائشة جرت على اليمن تداعيات خطيرة، آخرها التصعيد الإسرائيلي، محذرًا من أن استمرار الحوثيين في هذا النهج سيجعل البلاد ساحة مواجهة مفتوحة بين قوى دولية وإقليمية، ويدفع بمزيد من المعاناة للشعب اليمني الذي يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم.


وشدد المحلل السياسي على أن الحل في اليمن لن يتحقق إلا عبر تفكيك مشروع الحوثي المسلح، والعودة إلى مسار سياسي جامع يضمن مشاركة جميع القوى بعيدًا عن الأجندات الخارجية، مؤكدًا أن استمرار الحوثيين بهذا النهج لن يُؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والانقسام.