اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والحكومة الإسرائيلية في تل أبيب.. ماذا يحدث؟
اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والحكومة الإسرائيلية في تل أبيب
صراعًا بدأ من قبل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ومع ذلك فالعلاقة الحالية بين نتنياهو والشعب الإسرائيلي وصلت إلى مرحلة مثيرة للغاية في ظل رفضًا شعبيًا كبير لما يقوم به رئيس الوزراء الحالي واتهامه بالفساد والتسبب في قتل العديد من الرهائن المتواجدين مع حركة حماس.
ومع دخول الحرب في قطاع غزة للشهر السادس لم يكن أمام الشعب الإسرائيلي سوى التظاهر ضد نتنياهو متهمينه بالفساد وإراقة الدماء من أجل مصالحه الشخصية فقط.
اشتباكات عنيفة
وشهدت التظاهرات التي قام بها الشعب الإسرائيلي اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعقد صفقة تبادل فورية في عدة شوارع بتل أبيب.
وقد وصلت الشرطة بقوات معززة إلى المظاهرة، على صوت هتافات "العار" من المتظاهرين، وشرعوا في محاولة إبعاد المتظاهرين عن نقطة مركزية في طريق بيغن.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أهالي الأسرى الإسرائيليين قولهم: إن "نتنياهو يعرقل الوصول إلى صفقة تؤدي إلى الإفراج عن أبنائنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي بعد الآن ولن نتوسل لهم. ستروننا في جميع أنحاء البلاد وسنحرقها لأننا سئمنا كذبكم".
100 ألف متظاهر في طرقات تل أبيب
وقال المنظمون: إن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته "ميدان الديمقراطية" منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي، وهتف المتظاهرين "الانتخابات الآن"، ودعوا إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع الأحد.
وقالت ميري ريجيف، وزيرة المواصلات وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الكابينيت الإسرائيلي: إن عدد من المتظاهرين يريدون اغتيال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
وقالت الوزيرة - فص تصريحات إعلامية-: «هناك متظاهرون يريدون اغتيال نتنياهو».
وقالت الشرطة الإسرائيلية - في بيان-: إنها اعتقلت متظاهرًا لقيامه بلكم وإصابة ضابط شرطة خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في تل أبيب، السبت، كما حثت السلطات المتظاهرين على عدم إشعال النيران، مع تضخم الحشود إلى أحجام هائلة.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن الداخل الإسرائيلي مشتعل وسيظل مشتعلاً نظرًا لإن نتنياهو لا يريد الاستماع لشعبه ويريد فقط تحقيق مكاسب، كما إن نجله المتواجد في الولايات المتحدة بوقت الحرب ضاعف من نتيجة الغضب الشعبي تجاه رئيس الوزراء.
وأضاف غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن نتنياهو يعاند الجميع ويظهر اليوم مؤكدًا باستمرار الحرب التي بدأت منذ نصف عام، ونتنياهو يريد إطالة أمد الحرب للتهرب من المحاكمة الجنائية، ومتهمًا بتضارب المصالح الذي يجد نتنياهو نفسه فيه يقع بين مسؤوليته في التصرف بما يحقق مصلحة الدولة في إدارة الحرب.
ويرى الباحث السياسي سلمان شيب، أن "الداخل الإسرائيلي مشتعلاً وسيظل هكذا لفترة طويلة إثر استمرار الحرب وعناد نتنياهو، والهدف لنتنياهو الوحيد هو كسب الوقت، من خلال قانون التجنيد، ومن خلال صفقة المحتجزين مع عدم وضوح هدفه النهائي بالكامل".
وأضاف شيب - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، أن مسئولية نتنياهو عما حدث يوم 7 أكتوبر ليست جزئية، ولكنها كاملة، كما أنه يتحمل مسئولية إطالة أمد الحرب وخسارة إسرائيل الدعم العالمي، كذلك هو المسئول عن التوقف المبكر لجولات المحادثات لإطلاق سراح المحتجزين، وهو مسئول عن تحويل غزو رفح إلى معركة وضعت إسرائيل ضد الغرب بأكمله وكل الدول العربية، وهو مسئول عن الصدام المتزايد مع الإدارة في البيت الأبيض.