هل قدم الجولاني إجابات عن تحفظات ومخاوف واشنطن خلال لقائه بالوفد الأمريكي بدمشق؟

هل قدم الجولاني إجابات عن تحفظات ومخاوف واشنطن خلال لقائه بالوفد الأمريكي بدمشق؟

هل قدم الجولاني إجابات عن تحفظات ومخاوف واشنطن خلال لقائه بالوفد الأمريكي بدمشق؟
الجولاني

التقى زعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بأبي محمد الجولاني، وفدًا دبلوماسيًا أمريكيًا في دمشق في لقاء وصفه مصدر في السلطة الجديدة بـ"الإيجابي"، وفقًا لوكالة "فرانس برس".


رغم أن البعثة الأمريكية كانت تُخطط لعقد مؤتمر صحفي الجمعة، إلا أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أعلنت إلغاءه لدواعٍ أمنية، وأكد متحدث آخر أن اللقاء تركّز على مناقشة مبادئ الانتقال السياسي، القضايا الإقليمية، وضرورة محاربة تنظيم داعش، بجانب التواصل مع المجتمع المدني والناشطين وممثلين عن الطوائف السورية.  


كما شمل النقاش مصير مواطنين وصحفي أمريكي مفقودين منذ عهد نظام الأسد، هذا الاجتماع يُعد خطوة دبلوماسية غير مسبوقة بين واشنطن وسوريا بعد 13 عامًا من الحرب، وسط تغيرات سياسية متسارعة في المنطقة.


تطور لافت في العلاقة 


لقاء زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، بالوفد الدبلوماسي الأمريكي في دمشق، يمثل تطورًا لافتًا في العلاقة بين واشنطن والسلطة الجديدة في سوريا، السؤال الرئيس يتمحور حول ما إذا كان الجولاني قد نجح في طمأنة واشنطن وتقديم إجابات شافية حول مخاوفها، خاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الانتقالية ومواجهة تنظيم داعش.


خلال اللقاء، طرحت واشنطن تحفظات تشمل دور هيئة تحرير الشام في التحولات السياسية، والتزاماتها تجاه مكافحة الإرهاب، وضمان حقوق الأقليات في سوريا. 


بينما أبدت الهيئة استعدادها للتعاون، إلا أن الإجابات التي قدمها الجولاني لا تزال موضع تقييم أمريكي، خصوصًا فيما يتعلق بتقديم ضمانات طويلة الأمد بشأن تنفيذ الاتفاقات المستقبلية.


كما ناقش الطرفان ملفات تتعلق بالمساعدات الإنسانية وإعادة بناء سوريا، إلى جانب قضايا إنسانية مثل مصير المواطنين الأمريكيين المفقودين. لكن ما يزيد الموقف تعقيدًا، هو إرث الجولاني السابق كقائد لفصيل مُصنّف على قوائم الإرهاب، وهو ما يُثير تساؤلات حول مصداقية التزاماته الجديدة.


الباب المفتوح أمام مستقبل سوريا 


الإدارة الأمريكية، من جهتها، تركت الباب مفتوحًا أمام تطورات مستقبلية، مع تأكيدها أن أي اتفاق سيعتمد على التزام الهيئة بمعايير دولية واضحة، بما في ذلك الفصل بين العمليات العسكرية والإدارة السياسية، وضمان الاستقرار الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.


في الختام، اللقاء أظهر بوادر تقارب، لكنه لم يكن كافيًا لتبديد المخاوف الأمريكية تمامًا. الأيام المقبلة ستُحدد ما إذا كانت إجابات الجولاني ستقنع واشنطن وتُؤسس لعلاقة جديدة مع السلطات السورية الناشئة.


وكانت مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، الجمعة، أن الولايات المتحدة ستلغي مكافأة العشرة ملايين دولار المرصودة لمن يُدلي بمعلومات تؤدي للقبض على زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي أصبح الآن "الحاكم الفعلي" لسوريا.

وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف إنه خلال الاجتماع بين الوفد الأمريكي مع أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، ناقش الجانبان "الحاجة الملحة لضمان عدم قيام الجماعات الإرهابية بتشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك للولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة".

وأضافت باربرا ليف أن الشرع "ملتزم بهذا"، وبالتالي بناء على مناقشتنا، أخبرته "أننا لن نسعى لمتابعة عرض المكافأة من أجل العدالة الخاص به، والذي كان ساري المفعول منذ سنوات".

وقالت باربرا ليف، الجمعة، إن زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع "بدا شخصًا براغماتيًا"، ووصفت اجتماعهما في دمشق بأنه "جيد جدًا ومثمر للغاية ومفصل".

وأضافت باربرا ليف خلال زيارة إلى دمشق حيث جلست مع الشرع، الزعيم الفعلي لسوريا، والذي كان جهاديًا من قبل: "كان أول لقاء جيدًا".


ويقول المحلل السياسي السوري، سلمان الشيب، إن اللقاء يُظهر تحولًا في ديناميات السياسة الأمريكية تجاه القوى الفاعلة على الأرض في سوريا، واشنطن تبحث عن ضمانات واضحة بشأن التزام هيئة تحرير الشام بمحاربة الإرهاب وضمان الاستقرار في مرحلة ما بعد الأسد.

وأضاف الشيب - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"  - أن واشنطن لا تزال حذرة من التعامل مع هيئة تحرير الشام. الجولاني مطالب بتقديم خطوات ملموسة تبني الثقة، خصوصًا فيما يتعلق بحقوق الإنسان وفصل النشاط العسكري عن الإدارة السياسية، هذا اللقاء يُشير إلى قبول أمريكي ضمني بوجود هيئة تحرير الشام كجزء من المشهد السياسي السوري، لكن واشنطن بحاجة إلى ضمانات قوية لتجاوز تحفظاتها.