"فقر وآلام نفسية".. إيرانيات يروين معاناتهن مع زواج القاصرات
في إيران فقط، يمكنك أن تشاهد مقطع فيديو لعقد قران طفلة في حدود الحادية عشرة من عمرها مع شاب يبلغ 28 عاما، حيث تجلس الطفلة بوجهها البريء وبفستانها الملون، وملامحها الضاحكة الممزوجة بخجل الطفولة المعهود، تجلس إلى جوار شاب مكتمل، تلف أصابعها على بعضها البعض خجلا، وصوت رجل الدين الذي يتولى إجراء صيغة عقد الزواج يملأ الأسماع، فيما تجيب الطفلة بالموافقة على الزواج.
ويحذر عدد من النشطاء في مجال حقوق الأطفال، الحكومة الإيرانية من أن زواج القاصرات في إيران آخذ في التزايد.
9058 حالة زواج قاصرات في إيران عام 2020
أعلن تقرير مركز الإحصاء الإيراني أمس الاثنين، عن تسجيل ما مجموعه 9058 حالة زواج لفتيات تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عاما، في صيف عام 2020.
وبحسب تقرير المركز حول "الوضع الاجتماعي والثقافي لإيران صيف 2020"، الذي نشر اليوم الاثنين، فقد تم تسجيل 188 حالة طلاق لفتيات تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا خلال نفس الفترة، ويذكر أن زواج الأطفال، وخاصة الفتيات، أصبح قضية مثيرة للجدل في السنوات الأخيرة.
البرلمان يؤيد زواج الأطفال
وفي السنوات الأخيرة حاولت بعض عضوات البرلمان تغيير سن الزواج في القانون الإيراني، لكنهن قوبلن بمقاومة من أعضاء آخرين في البرلمان، بما في ذلك رجال الدين.
وفي هذا الصدد، رفضت اللجنة القضائية بالبرلمان الإيراني مشروع قانون "منع زواج الأطفال" لعام 2018.
وتقول "س . ر": إنها تزوجت في سن 13 عاما، وكان عبارة عن زواج متعة وتعهد زوجها ألا يلمسها إلا بعد 4 أعوام لكن هذا لم يحدث، مشيرة إلى الآلام النفسية والجسدية التي تعرضت لها خلال فترة زواجها.
أوضاع مالية صعبة
وأضافت: "الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشها المواطنون في إيران يجبر الوالدين على الموافقة لزواج بناتهن صغيرات السن من شباب أو رجال في سن متقدمة، وهذا يدمر العائلة ويؤثر بالسلب على الطفلة التي حينما تصبح سيدة تجد أن الفترة التي من المفترض أن تتعلم فيها أو تمرح مع أقرانها من الصغيرات سلكت طريقا آخر".
فيما قالت "ع . خ": إن الصحة الجسدية والنفسية للفتيات اللائي يتزوجن دون السن القانونية تواجه كثيرا من التهديدات والتحديات، وتقع هؤلاء الفتيات الصغيرات ضحايا للعنف المنزلي، ولا يعرفن كيف يدافعن عن أنفسهن.
وأضافت: "تفتقر الطفلة المتزوجة دون السن القانونية غالباً إلى المعرفة اللازمة بممارسة الجنس الآمن والصحيح، والوقاية من الحمل؛ ما يزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو غيره من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، ناهيك عن خطر الحمل في سن مبكرة".
وبحسب ما ذكرته معصومة ابتكار، مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة، فإن 30 ألف حالة زواج للفتيات دون سن 14 عاما تتم سنويا في إيران.
تجدر الإشارة إلى أن "اليونيسيف" تعتبر أن الزواج تحت 18 سنة "زواج قاصرات"، ويعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان، هذا بينما تقر القوانين الإيرانية الزواج في سن أقل بمقدار 5 سنوات عن السن المعلنة في "اليونيسيف"، بل ويجوز في إيران الزواج أقل من 13 سنة بإذن من أولياء الأمر وموافقة المحكمة.
إلى ذلك، تواجه القاصرات المتزوجات، غالبا، مشاكل نفسية، وبطبيعة الحال فإنهن محرومات من التمتع بطفولتهن وبسن المراهقة، ومن المحتمل أن يتعرضن للإيذاء النفسي والعنف المنزلي. ويواجهن أيضًا تقييد الحريات الشخصية، والتعليم الناقص، والحرمان من فرص العمل والتوظيف.
قروض برعاية الدولة
كما تشير الدراسات أيضا إلى أن زواج القاصرات يحدث غالبا في العائلات التي تعاني من مشاكل، مثل الفقر، والإدمان، والأمية.
ووفقا للبنك المركزي الإيراني، فإن 4.460 فتاة دون 15 سنة تلقین قرض الزواج خلال عام 2019.