قطر في عيون الصحافة الغربية..دعم الإرهاب وشكوك حول كأس العالم
تحدثت الصحافة الغربية عن قطر من دعم الإرهاب وشكوك حول كأس العالم ومطالبات بـ400 مليون دولار لتعويض العمال وقتيل في باريس
على مدار الأسابيع القليلة الماضية، ألقت الصحف الغربية الضوء على كثير من الأزمات والقضايا المثارة حول قطر، باعتبارها الدولة المضيفة لكأس العالم 2022، علاوة على ما عرفت به الإمارة الخليجية من إثارة للأزمات وارتكاب للمخالفات على المستوى الإقليمي والدولي.
دعاوى قضائية تؤكد تورط قطر في تمويل الإرهاب
وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، مؤخرا، أن قطر، التي تعتبرها الولايات المتحدة حليفا رئيسيا، تطالها اتهامات جديدة بتمويل الإرهاب، لافتة إلى دعوى قضائية من أقارب الصحفي الأميركي المقتول ستيفن سوتلوف، بالإضافة إلى تحقيق فيدرالي منفصل مع أحد أفراد العائلة المالكة في أميركا، حيث يتورط شقيق أمير البلاد تميم بن حمد في هذه القضية.
وبحسب التقرير، فقد اشتكت عائلة الصحفي ستيفن سوتلوف في دعوى قضائية اتحادية يوم الجمعة، من أن مؤسسات قطرية بارزة أرسلت 800 ألف دولار إلى "قاض" تابع لتنظيم داعش أمر بقتل سوتلوف وصحفي أميركي آخر، هو جيمس فولي، حيث تم قطع رأس الاثنين في سوريا في عام 2014، وتم تصوير القتل ونشره في مقاطع فيديو دعائية مروعة للتنظيم الإرهابي.
وبشكل منفصل، يحقق المدعون الفيدراليون في العلاقات المحتملة بين الجماعات الإرهابية وخالد بن حمد آل ثاني، الأخ غير الشقيق لأمير قطر الحاكم، وفقًا لوثائق راجعتها وكالة أسوشيتد برس ومقابلات مع شخصين مطلعين على التحقيق.
ويركز تحقيق هيئة محلفين كبرى، من المنطقة الجنوبية لنيويورك، جزئياً على ما إذا كان خالد آل ثاني قد قدم المال والإمدادات إلى جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا. وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين لمناقشة الأمر علنًا.
وأشارت أسوشيتد برس إلى أن قطر تعتمد في علاقتها القوية مع إدارة بايدن، على أنها لعبت دورًا رئيسيًا في عمليات الإجلاء من أفغانستان وإمداداتها الضخمة من الغاز الطبيعي، التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على أسواق الطاقة في أوروبا وسط حرب روسيا في أوكرانيا، كما يمكن أن تلعب قطر أيضًا دورًا مهمًا في محاولة الرئيس جو بايدن إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وقالت أسوشيتد برس: إن قطر، التي كانت من أقوى الداعمين الدوليين للتمردات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، واجهت منذ فترة طويلة انتقادات من بعض المسؤولين الأميركيين لسماحها أو تشجيعها على تمويل الجماعات المتطرفة في سوريا، فضلاً عن دعمها المباشر وغير المباشر للجماعات الإرهابية مثل الإخوان وحماس.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم قطع رؤوس سوتلوف وفولي وبيتر كاسيج كجزء من مقاطع فيديو دعائية نشرها تنظيم داعش في عام 2014، بينما تعرضت كايلا مولر للتعذيب والاغتصاب من قبل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي قبل مقتلها. وقال مسؤولون إن احتجاز الرهائن أسفر أيضا عن مقتل رهائن بريطانيين ويابانيين.
كما ورد في تقرير "أسوشيتد برس" معلومات مماثلة عن قطريين بارزين يمولون جماعات إرهابية في قضيتين قضائيتين جاريتين رفعتا في لندن نيابة عن اللاجئين السوريين.
العفو الدولية تطالب قطر بـ440 مليون دولار
كما ركزت سلسلة من التقارير الأجنبية في عدد من الصحف البارزة، مثل "تليجراف" و"تايمز" وذا صن"، على تقرير لمنظمة العفو الدولية يطالب قطر بدفع 400 مليون دولار كتعويضات للعمال الذين تعرضوا لانتهاكات في الدوحة أثناء عمليات إنشاء ملاعب كأس العالم.
وكانت منظمة العفو الدولية طالبت الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بتخيصيص ما لا يقل عن 440 مليون دولار لتعويض وإنصاف مئات الآلاف من العمال الأجانب الذين عانوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال استعدادات الدوحة لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022، حيث يأتي التقرير قبل 6 أشهر من افتتاح البطولة المثيرة للجدل في قطر.
وفي رسالة مناشدة مفتوحة، خاطبت منظمة العفو الدولية وائتلاف من منظمات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى جماعات المشجعين، رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، للعمل من أجل إنشاء برنامج شامل للتعويضات بتمويل من قطر، المرتكب الأساسي للانتهاكات الإنسانية بحق هؤلاء العمال. مؤكدة أنه ينبغي على الطرفين ـ قطر والفيفا ـ تقديم تعويضات عن جميع انتهاكات العمل المتعلقة باستضافة البطولة في قطر، بالإضافة إلى ضمان عدم تكرار الانتهاكات، سواء في قطر أو في البطولات الأخرى مستقبلا.
كما دعت المنظمات الحقوقية إلى تخصيص ما لا يقل عن 440 مليون دولار، من الأموال التي يقدمها كجوائز في بطولة كأس العالم، لمعالجة سلسلة الانتهاكات التي ارتكبت منذ عام 2010، عندما منح الفيفا قطر حق استضافة البطولة دون أن يشترط أي تحسينات في أشكال حماية العمال.
ومن جانبها، قالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إنه “بالنظر إلى تاريخ انتهاكات حقوق الإنسان في ذلك البلد، فقد كان الفيفا يعلم بالمخاطر الواضحة على العمال عندما منح قطر حق استضافة البطولة. وبالرغم من ذلك، لم يرد أي ذكر للعمال أو لحقوق الإنسان في تقييم الفيفا للطلب القطري، ولم توضع أي شروط بخصوص أشكال حماية العمال. ومنذ ذلك الحين، لم يبذل الفيفا جهدا يذكر لمنع أو تخفيف تلك المخاطر”.
ووفقًا لتقديرات منظمة العفو الدولية، سيكون الحد الأدنى لتغطية تكاليف التعويضات ومبادرات الدعم لحماية حقوق العمال نحو 440 مليون دولار، لكن هناك تكلفة أعلى من ذلك بكثير يجب أن تكون نظير سداد الرواتب التي لم تدفع، ورسوم التوظيف الباهظة التي اضطر مئات الآلاف من العمال إلى دفعها، والتعويضات عن الإصابات والوفيات.
ومنذ عام 2010، تعرض مئات الآلاف من العمال الأجانب لانتهاكات حقوقية جسيمة خلال عملهم في بناء ملاعب رياضية وفنادق وطرق وغيرها من مرافق البنية الأساسية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2022. وعلى سبيل المثال، اضطرت الغالبية العظمى من العمال الأجانب في قطر لدفع رسوم توظيف غير قانونية للحصول على الوظائف، بلغت في المتوسط أكثر من 1300 دولار أميركي للعامل، كما كان جميع العمال، قبل عام 2020، يخضعون لقيود تحد من قدرتهم على تغيير الوظائف أو مغادرة البلاد.
مخاوف حقوق الإنسان ومخاوف قلة أعداد المشجعين
أما صحيفة "الغارديان" البريطانية، فقد كشفت عن كارثة تنتظر قطر التي لن تستطيع الوصول إلى أعداد معقولة من المشجعين، وبالتالي ستكون إقامة البطولة تأكيدا للخسائر التي تتعرض لها الدوحة منذ سنوات بسبب تنظيم البطولة.
وقالت الغارديان: إنه على الرغم من بدء العد التنازلي الأخير لكأس العالم في قطر، إلا أن الشكوك ما زالت تحيط بالبطولة، وسط مخاوف دولية من أعداد المشجعين الذين سيكون بإمكانهم الحضور إلى البطولة، إضافة إلى مخاوف أكبر بشأن تعامل قطر مع هؤلاء المشجعين بالرغم من محاولات الدوحة للخروج بتصريحات طمأنة من وقت لآخر.
وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية: إنه مع مرور ستة أشهر على مواجهة السنغال مع هولندا على ملعب الثمامة في المباراة الافتتاحية، يخيم عدم اليقين على بطولة كأس العالم المقرر إقامتها في قطر، حيث تتنوع تلك المخاوف ما بين مسألة حقوق الإنسان إلى الأمور اللوجستية والعملية.
وبحسب "الغارديان"، فإن السؤال الأول هو الأكثر إلحاحًا ولا توجد إجابة نهائية للموضوع؛ إذ يبدو أن الإشارات تشير إلى اتجاه واضح، وأنه يبدو أن كرنفال مشجعي كرة القدم العالمي في الدوحة أمر مشكوك فيه، موضحة أنه حتى وقت كتابة هذا التقرير، باع الفيفا 800 ألف تذكرة مباراة للجماهير. وهذا، من سعة 3.1 مليون مقعد، يزيد قليلاً عن ربع الإجمالي. بينما تم بيع 2.5 مليون تذكرة للمشجعين في روسيا قبل أربع سنوات، بسعة تزيد قليلاً عن ثلاثة ملايين.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه في نهاية هذا الشهر سيكشف الفيفا عن نتائج الشريحة الثانية من المبيعات، لافتة إلى أن مجلس الإدارة أعلن حقيقة أنه تلقى 23.5 مليون طلب تذكرة كجزء من هذه العملية، لكن المراقبين لاحظوا أنها لا تلزم أي شخص بالشراء، وأن تذاكر مباريات خروج المغلوب يمكن بيعها عدة مرات، مع خروج حاملي التذاكر من فرقهم.
ويبدو أن التقارير الواردة من دول مختلفة تدعم الصورة السيئة لقطر، فلم تقم إنجلترا ببيع حصصها لمباريات المجموعة أو مباريات خروج المغلوب المرتقبة. واقتربت فقط المباراة ضد اسكتلندا أو ويلز (من المحتمل)، حيث تجاوز عدد المشتركين في فئتين من فئات التذاكر الثلاث. وتشير التقارير الواردة من فرنسا إلى أن دعم السفر الخاص بهم سيكون أقل من ربع ما كان عليه في روسيا.
وتتنبأ حسابات مشجعي كرة القدم في أوروبا، بأن هذه ستكون أغلى بطولة كأس عالم للمشجعين المسافرين بفارق ضئيل. وتشير أرقامها إلى أن تكلفة الإقامة في ثلاث مباريات جماعية تبلغ 2770 يورو، مقارنة بـ 1000 يورو خلال روسيا 2018. ويضيف أن البقاء في البطولة بأكملها سيكون أكثر من 6500 يورو.
مقتل حارس السفارة القطرية في باريس
وفي باريس كانت أحدث الأزمات القطرية، حيث أعلن مكتب المدعي العام في باريس، يوم الاثنين، فتح تحقيق في مقتل حارس في سفارة قطر بالعاصمة باريس، حيث تم اعتقال الشخص مرتكب الحادث.
وحسبما نقلت صحيفة "ذا إندبندنت"، قال مكتب المدعي العام في باريس، إن شخصا قتل في سفارة قطر في باريس، واعتقل شخص آخر في إطار التحقيق. وقال مكتب المدعي العام: "أستطيع أن أؤكد أنه تم فتح تحقيق اليوم في تهمة القتل"، مضيفا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم استخدام سلاح أم لا.
وبحسب الصحيفة، فإنه لم يتم حتى الآن تحديد ملابسات وفاة حارس السفارة القطرية بشكل دقيق".
ونقلاً عن مصادر في الشرطة الفرنسية، قالت صحيفة "لو باريزيان"، إن شخصًا قتل داخل السفارة، مؤكدة القبض على شخص للاشتباه في قيامه بقتل الحارس، وبدء تحقيق جنائي فى أعقاب وقوع جريمة القتل، قائلة إنه من غير الواضح ما إذا كان قد تم استخدام سلاح في الهجوم.
وأوضحت صحيفة "لو باريزيان"، أن المشتبه به، البالغ من العمر 38 عاما، دخل السفارة وضرب الحارس حتى الموت. وأضافت الصحيفة أن المعتدي معروف بأن له تاريخا من المرض النفسي ومشاكل في صحته العقلية. بينما لم تعلق السفارة القطرية على الواقعة التي وقعت في مقرها الكائن بالدائرة الثامنة بالعاصمة باريس.