حالة من الاضطرابات والأزمات تشهدها حركة النهضة الإخوانية في تونس، وذلك بعد صدور قرارات جديدة حول حظر سفر زعيم الحركة الإخوانية راشد الغنوشي من السفر هو ومجموعة من القيادات الإرهابية التابعة للحركة الإخوانية، وهو ما أربك حسابات الحركة الإخوانية في تونس خلال الفترة الحالية. 

منع السفر

خلال الساعات الماضية أصدر القضاء التونسي قراراً يقضي بمنع سفر المتهمين في قضية ما يعرف بـ"الجهاز السري" لحركة النهضة، الذي يشتبه في وقوفه وراء عمليات الاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد عام 2013 وتهديد أمن الدولة، ومن بينهم زعيم النهضة راشد الغنوشي.

ونقلت وسائل إعلام تونسية مساء أمس عن الناطقة الرسمية في المحكمة الابتدائية بأريانة فاطمة بوقاطية قولها: إن قاضي التحقيق أصدر قرارا يقضي بتحجير السفر على كافة المتهمين المشمولين بالتتبع في القضية التي تعرف بقضية الجهاز السري.

قضايا إرهاب وعنف 

فيما قالت الدكتورة بدرة قعلول، مدير المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية في تونس، إن الغنوشي ومعظم قيادات حركة النهضة الإخوانية التونسية متورطون في أعمال عنف وقضايا عديدة تحجر عليهم السفر خارج البلاد، لافتا أن تحركات القضاء التونسي تؤكد على ذلك. 

وأضافت المحللة السياسية التونسية في تصريح لـ"العرب مباشر": أن الحركة تشهد حالة من الانكسارات والاضطرابات العديدة في تلك الفترة في ظل ما تقوم به الدولة من عملية بناء وتأسيس للدولة التونسية من خلال الدعوة لاستفتاء على دستور جديد في يوليو المقبل، والدعوة لانتخابات برلمانية نهاية العالم، وهو ما يضيع الفرصة على تواجد الإخوان في المشهد مجددا.

فضائح الغنوشي
 
يقول منذر آل الشيخ مبارك، المحلل السياسي السعودي، إن منع راشد الغنوشي من السفر خارج تونس، هي إشارة واضحة لكل من يقف مع القتل والإرهاب.

وأضاف المحلل السياسي السعودى في تدوينة له عبر تويتر: "منع القضاء الجهاز السري لحزب النهضة ومنع راشد الغنوشي من السفر إلى خارج تونس يعطي إشارات لمن كان خلف نشر الإرهاب والقتل في تونس، ملاحظ أن أي حزب يؤسسه الإخوان لا بد وأن يكون له جهاز سري من خلاله تتم عملياتهم القذرة، حفظ الله تونس وحفظ الله قيس سعيد".

فيما قال إبراهيم المالك، الكاتب الصحفي السعودي، عبر تويتر:  "راشد الغنوشي هو رئيس حزب النهضة في تونس، وهذا الحزب يتبع لجماعة الإخوان المفلسين علناً، وسبق وأن رأس الغنوشي تونس ثم أصبح رئيساً للبرلمان، ثم الرئيس قيس سعيد الحالي طردهم بالشارع.

وتابع في تدوينة له أخرى: "راشد الغنوشي أخبث ما خلق الله في أرضه، برغم كبر سنه لديه جَلَد على آخر رمق للحروب والمناكفات ويفترض به أن يتقاعد، السبب هو حجم الحقد والغل والخبث فيهم لو لآخر رمق".

تورط الغنوشي 

كانت قد كشفت هيئة الدفاع في قضية شكري بلعيد ومحمد البراهمي، عن وجود معطيات "تثبت تورط الغنوشي في قضايا تتعلق بغسل الأموال، فضلا عن تهمة التخابر مع جهات أجنبية والتجسس على السياسيين وعلى المسؤولين في الدولة".

وأكدت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي يشرف على جهاز تجسس على الصحفيين والسياسيين، ويُذكر أن الهيئة ذاتها، قالت في مؤتمر صحفي الأربعاء 28 يوليو، إن راشد الغنوشي قام بالاعتداء على الأمن القومي التونسي.

وطالبت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي بالتحقيق في أموال راشد الغنوشي المشبوهة، بالإضافة إلى تورطه في الإضرار بأمن البلاد.