القيادي المنشق صالح هبرة.. تحت مقصلة القتلة بعد انشقاقه عن الحوثيين

أصبح القيادي المنشق صالح هبرة تحت مقصلة القتلة بعد انشقاقه عن الحوثيين

القيادي المنشق صالح هبرة.. تحت مقصلة القتلة بعد انشقاقه عن الحوثيين
القيادي الحوثي المنشق صالح هبرة

جماعة الحوثي الإرهابية ما هي إلا جماعة تدق ناقوس الخطر في قلوب العرب جميعًا، فالجماعة تلجأ إلى أن تكون ذراعاً للخراب في المنطقة، وكان آخر جولاتها هي تهديد واضح وصريح للقيادي السابق بها صالح هبرة بالقتل والتصفية. 

من هو صالح هبرة؟ 

شغل منصب رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي حتى عام 2015، حيث هاجم القيادي المؤسس في جماعة الحوثي صالح هبرة الميليشيات واتهمها بالتربح من بقاء الحرب أنها لن تخسر شيئاً لو استمرت 100 عام. 

وأعلن هبرة انشقاقه عن ميليشيا الحوثي قبل قرابة الشهر، ودعا أبناء القبائل إلى الانسحاب من الجبهات نظرا لأن هناك تصفية عرقية لصالح أسرة واحدة داخل ميليشيا الحوثي؛ في إشارة إلى أسرة زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي.

واتهم صالح هبرة بالخيانة والعمالة من قِبل الحوثيين حيث فساد الميليشيا وإصرارها على استمرار الحرب وإفشال كل جهود السلام.

ويشار إلى أنه تم إقصاؤه من قِبل جماعة الحوثي، وقد التقى السفير السعودي بصنعاء، قبيل انتهاء مؤتمر الحوار وإسقاط صنعاء بيد الحوثيين، قال إنه جاء لترتيب بناء دولة مدنية عادلة يشارك فيها الجميع على حد وصفه.

أمر خطير 

وهاجم هبرة ميليشيا الحوثي قائلاً: "إنها لم تقدم للمواطن أي مصلحة طوال تلك الفترة؛ بل عملت على استهدافه ومصادرة جميع حقوقه"، مضيفاً: "صادروا حرياته قطعوا مرتباته، تقطعوا للمساعدات التي تقدم له أخذوا إتاوات على سواقي الناقلة والعربة والمصنع والكسارة ومقاطع الحجار والجبال ووديان النيس".

وكشف هبرة أنه حاول التوسط لمالك إحدى الشاحنات التي تحمل الأحجار من أحد الجبال "مقابل أن يدفع لهم الخمس فرفضوا إلا النصف"، وعلق ساخراً : "كنا نشكو أن علي محسن أخذ تبة في صنعاء أتى هؤلاء وأخذوا جبال اليمن ووديانها".


واتهم هبرة ميليشيا الحوثي "بمقاسمة أصحاب المصانع  والأسواق التجارية والشعبية والمتاجرة في قوت المواطن ولقمة عيشه واحتكار الاستيراد على أتباعهم ليتحكموا في تسعيرة بيعها بالشكل الذي ينهك المواطن"، حسب قوله.

أنتم الطرف الأول والثاني والثالث

وقال صالح هبرة في تصريحات جريئة عبر فيسبوك: "للأهمية: أحمل أنصار الله مسؤولية حياتي"  أرسل لي أحد الإخوان من قيادة أنصار الله مقطع فيديو يتضمن تحذيري من وجود طرف ثالث يستغل الوضع، ويقوم بالاعتداء علي، وهذا التحذير ذكرني بالتحذير الذي وقع للدكتور عبدالكريم جدبان من قِبل أحد أصحابنا قبل اغتياله بحوالي أسبوع أو أسبوعين، خصوصا أن الفيديو مزمن بخواتم مباركة وما شابه، وكأنه معد للنشر بعد وقوع أي مكروه.

وأضاف هبرة: "وأقول لأصحابنا: لا يوجد لا طرف ثاني، ولا ثالث. أنتم الطرف الأول والثاني والثالث، إذا وقع بي أي مكروه فقد حاولتم قتلي أنا والدكتور الشهيد عبدالكريم جدبان في الحرب الرابعة، لولا رعاية الله".

ونشر هبرة تفاصيل محاولة تصفيته مع جدبان حينذاك، وقال: "لم تشفع لنا عندهم تلك المواقف، فكيف بنا اليوم، وهكذا يحول الفكر المتطرف أتباعه إلى وحوش".

وجاء الكشف عن لقاء "هبرة" بالسفير السعودي، والإماراتي وعدد من سفراء الدول العربية والعالمية، ليؤكد صحة التنسيق والرغبة الخليجية والأميركية والأوروبية آنذاك لإسقاط صنعاء بيد الحوثيين، رغبة في إقصاء حزب الإصلاح والتخلص من جامعة الإيمان وهي المبررات الظاهرية التي كانت الجماعة تسوقها لدول الخليج وواشنطن، فيما كانت تهدف من وراء مخادعتهم للسيطرة على كل البلاد.

وقال هبرة: "كثر الحديث حول لقائي بالسفير السعودي أيام ما كنت ممثلا لأصحابنا في مؤتمر الحوار الوطني، وكأنني ارتكبت جريمة، والقضية أن لقائي بالسفير السعودي كان ضمن لقاءاتي ببقية السفراء الذين التقيتهم آنذاك بما في ذلك سفراء: اليابان والصين والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيران وفلسطين وعمان والإمارات وبقية الدبلوماسيين المتواجدين في صنعاء آنذاك".

وأوضح أن اللقاءات كانت تندرج "ضمن ما كنا نحمله من هَمّ وتطلع للمشاركة في إصلاح وضع البلد، ومن توجه لبناء دولة مدنية عادلة ذات علاقات واسعة مع جميع دول العالم بما في ذلك دول الخليج، بل تعتبر دول الخليج في المقدمة؛ لما للعلاقة بها من أهمية؛ كون كل من اليمن ودول الخليج يمثل عمقا  للآخر".

وقال “هبرة” في منشور على حسابه بموقع “فيسبوك”: إن الجماعة كانت تستدرج الدولة في الحروب الست التي اندلعت بينها وبين الجيش اليمني ما بين 2004 وحتى 2010، وذلك بصنع الظروف واستغلالها لمواجهة الدولة.

واستعرض “هبرة” سلسلة حوادث ارتكبتها الجماعة وكانت سبباً في قيام الدولة بشن الحرب على الحوثيين في صعدة، أولها قيام الجماعة بطرد الطائفة اليهودية في منطقة آل سالم، ونقلهم إلى مركز محافظة صعدة؛ ما أدى إلى توتر الأوضاع واشتعال الحرب.

وأضاف: “الحرب الخامسة وقعت على خلفية تفجير دراجة نارية أمام مسجد بن سلمان أثناء قيام عسكر زعيل سكرتير علي محسن وحارسه الشخصي بإلقاء خطبة في الجنود؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن أحد عشر شخصاً، أغلبهم من المتسولين أمام المسجد، وقد تسبب الحادث في عودة الحرب من جديد”.

وأشار إلى أن الحرب السادسة اندلعت بسبب مقتل أطباء ألمان كانوا يعملون بأحد مستشفيات صعدة، حيث أشيع حينها أن القاتل أحد الشخصيات الاجتماعية، إلا أن الحقيقة أن تلك التهمة كانت كيدية تفتقد إلى البرهان، حالها كحال تهمة الشرائح، التي توزعها الجماعة على خصومها، وفق تأكيد “هبرة”.

ولفت إلى أن ذلك الحادث تسبب في اندلاع الحرب السادسة وعودتها من جديد، مؤكدا أن ذلك هو حال بقية الحروب، تأتي على خلفية حدث يزعج السلطة، وفي المقابل تقوم الجماعة برفع شعار المظلومية.

وأوضح “هبرة” أن جماعة الحوثي كانت تستغل المواسم والظروف لافتعال أحداث تزعج السلطة؛ ما يتسبب في اندلاع الحرب، وهذا يؤثر على حياة الناس، ويخلق حالة غضب عام ومظلومية في أوساط المجتمع لتبرير انخراط الجماعة في الحرب.

واستطرد صالح هبرة قائلاً: “الملفت في تلك الحروب هو عامل التوقيت، حيث كانت تتزامن معظمها مع بداية موسم المحافظة ونضج محاصيلها؛ ما جعل المزارع في صعدة يخسر كافة جهوده على مدى تلك الحروب، فيبدأ هو الآخر يرفع شعار (المظلومية).

وتساءل القيادي “هبرة”: “لمصلحة من استفزاز المزارع وإثارة سخطه، ومن هو ذلك المتمكن من إمساك قبضة الزر؟، وهل استهداف جامع الحشوش ومركز بدر من قِبل من أطلق عليهم حينها عناصر القاعدة يندرج ضمن تلك السيناريوهات؟!”.