تقارير غربية: الحرس الثوري الإيراني مستمر على قائمة الإرهاب وأميركيون يطالبون بايدن بالحسم

كشفت تقارير غربية أن الحرس الثوري الإيراني مستمر على قائمة الإرهاب وأميركيون يطالبون بايدن بالحسم

تقارير غربية: الحرس الثوري الإيراني مستمر على قائمة الإرهاب وأميركيون يطالبون بايدن بالحسم
صورة أرشيفية

فرض الإرهاب الإيراني نفسه على مساحات الصحف الغربية خلال الآونة الأخيرة، حيث تناولت العديد من التقارير الأزمات التي تثيرها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على الساحة الإقليمية أو العالمية، خصوصا مع وصول الاتفاق النووي الإيراني إلى طريق مسدود.

على قوائم الإرهاب

ورغم مناورات الإيرانيين في المفاوضات المستمرة حول الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن الأصوات الأميركية تؤكد أن واشنطن لن تتراجع عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي، أو نسف هذا الاتفاق، وهو ما كشفت عنه تقارير نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" وأكدتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". 

وحسبما نقلت "واشنطن بوست"، قال مسؤول لم يذكر اسمه، إنه حتى لو تمت صفقة رابحة لإحياء الاتفاق، فإن واشنطن لن تزيل فيلق الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، لافتًا إلى أنه يمكن معالجة الأمر بشكل منفصل. 

وقال المسؤول الأميركي: إن إدارة بايدن لن تزيل الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية على الرغم من أنه قد يكون بمثابة كسر لصفقة توقيع طهران على اتفاق نووي مجدد، مؤكدًا "الإيرانيون يعرفون وجهات نظرنا".

كما أكدت الصحيفة أن واشنطن لا تخطط لقبول طلب طهران بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية على القائمة الأميركية كشرط لاستعادة اتفاق 2015، حتى لو كان ذلك يعني تعريض توقيع الاتفاق "للخطر"، مضيفة أنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي، سوف يلتزم الرئيس [الأميركي] بالمبادئ الأساسية. 

قتلوا الآلاف حول العالم

ويؤكد تقرير "واشنطن بوست" أن واشنطن لا تتراجع عن المفاوضات، وأن هناك أملًا في أنه لا يزال من الممكن العثور على حل وسط للسماح بالتوقيع على الاتفاقية، لافتة إلى أنه في حين يبدو أن الولايات المتحدة لا تريد شطب الحرس الثوري الإيراني كجزء من صفقة نووية محتملة، يمكن معالجة القضية كمسألة منفصلة إذا أظهرت طهران استعدادها لوقف تورطها في الأنشطة الإرهابية التي قتلت الآلاف حتى الآن حول العالم، بما في ذلك المواطنون الأميركيون.

وكانت الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني، وهو ميليشيا متشددة مرتبطة بشكل وثيق مع المرشد الأعلى لإيران، كمنظمة إرهابية أجنبية من قِبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد انسحابها في عام 2018 من الاتفاق النووي، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

وما زال الحرس الثوري مدرجًا رسميًا على قوائم الإرهاب الأميركية بسبب تحرك إيران الداعم للميليشيات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان والعراق. 

وقال كبير جنرالات البنتاجون: إنه يعارض أي محاولة محتملة لإزالة الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، في جلسة استماع بالكونجرس: "في رأيي الشخصي، أعتقد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أؤيد شطبهم من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وبحسب الصحيفة، فإنه لم يتضح سبب إشارة ميلي إلى فيلق القدس فقط، في حين أن شطب الحرس الثوري الإيراني بالكامل قيد النظر من قِبل واشنطن كجزء من إحياء محتمل لاتفاقها النووي مع إيران.

فيما تؤكد صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا صراحة عن قلقهم بشأن إزالة التسمية الرمزية في الغالب، بما في ذلك خلال زيارة بلينكن لإسرائيل السابقة لحضور قمة النقب.

كما أشار رئيس الوزراء نفتالي بينيت، خلال مؤتمر صحفي مع كبير الدبلوماسيين الأميركيين، إلى الهجمات التي شنها الحوثيون في المملكة العربية السعودية قبل أسبوع، والتي وصفها بـ"المروعة"، مؤكداً مخاوفه من احتمال إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية.

وقال بلينكين خلال المؤتمر الصحفي: إنه "ليس هناك ضوء أخضر" بين الولايات المتحدة وإسرائيل في إطار الجهود المبذولة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي ومواجهة تهديداتها للمنطقة. وقالت إسرائيل علنا إنها تعارض توقيع الاتفاق الذي تم إحياؤه.

العقوبات مستمرة

وقال المبعوث الأميركي الخاص روبرت مالي، الأسبوع الماضي، إن واشنطن قررت الإبقاء على العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني حتى لو كان هناك اتفاق للحد من البرنامج النووي للبلاد.

وأضاف مالي، في مؤتمر بالدوحة: "سيظل الحرس الثوري الإيراني خاضعًا للعقوبات بموجب القانون الأميركي، وسيظل تصورنا للحرس الثوري قائمًا".

وخففت ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة إيران من العقوبات الشديدة مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من الحصول على أسلحة ذرية، وهو هدف تنفيه طهران. وفي عام 2018، سحبت إدارة ترامب الولايات المتحدة من الصفقة وأعادت فرض العقوبات. وردت إيران بالتخلي عن العديد من التزاماتها وزيادة التخصيب وعناصر أخرى من البرنامج.

رسالة عاجلة إلى بايدن

وفي رسالة عاجلة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، شدد 14 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ على ضرورة الإبقاء على الحرس الثوري الإيراني ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، مذكرين بتورط ذلك التنظيم الإيراني في أنشطة إرهابية، إضافة إلى محاولاته اغتيال مسؤولين أميركيين على الأراضي الأميركية. 

وذكر أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إلى بايدن، أن الحرس الثوري مسؤول عن قتل ما لا يقل عن 600 جندي أميركي في العراق، بالإضافة إلى شن هجمات عديدة على القوات الأميركية من خلال توفير أسلحة فتاكة للميليشيات الشيعية، إضافة إلى محاولات الحرس الثوري لاغتيال سياسيين ومسؤولين أميركيين، بما في ذلك محاولة لاغتيال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، فوق الأراضي الأميركية.

14 نائبًا يرفضون

وحسبما نقلت تقارير أميركية، فقد وصف أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الـ14 الموقعون على الرسالة، إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية بأنها ستكون خطأ فادحًا ترتكبه الإدارة الأميركية، علاوة على أنه سيكون تصرف خيانة لشركاء الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

واعتبر النواب الأميركيون أن هناك حالة من القلق لدى حلفاء وشركاء واشنطن بشأن تقليص الوجود الأميركي في المنطقة، وأن الاتفاق مع إيران سيتيح لطهران الوصول إلى الموارد المالية التي سيستخدمها النظام الإيراني من خلال ميليشياته الإرهابية التي تعمل بالوكالة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

سلوك عنيف لم يتغير

وشددت الرسالة على أن الحرس الثوري لم يجرِ أي تغييرات مهمة في سلوكه العنيف، ولا يزال يشارك بقوة في التحركات الإرهابية بالمنطقة وحول العالم.

ويطالب أعضاء مجلس الشيوخ الـ14، الرئيس بايدن بأن يعلن بشكل صريح عما إذا كان يعتقد أن الحرس الثوري لن ينخرط بعد الآن في أنشطة إرهابية ولن يهدد أمن الولايات المتحدة.
ووفقًا للتقارير، فقد وقّع على الرسالة الموجهة إلى بايدن 14 عضوًا جمهوريًّا في مجلس الشيوخ، من بينهم ليندسي جراهام، وجون إف كينيدي، وتيم سكوت، وبيل هيجرتي، وسيندي هايد سميث، وروجر مارشال، وتوم تيليس، وبيل كاسيدي، وروجر ويكر وتيد كروز.

ووفقا لصحيفة "أكسيوس"، دعا أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الرئيس الديمقراطي جو بايدن، إلى البت في استبعاد أي احتمال بشأن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

وارتفعت الأصوات في الولايات المتحدة الشهر الماضي ضد أي محاولة لإزالة الحرس الثوري من على قوائم المنظمات الإرهابية، بعدما تسربت أنباء بشأن تحرك محتمل من إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، وهو ما رفضه بشدة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين ومسؤولي البنتاجون في الأيام الأخيرة.

التقارير أشارت إلى أن الموقف يتشدد يومًا بعد يوم ضد الإرهاب الإيراني في الولايات المتحدة، حيث عاد السناتور الديمقراطي كريس مورفي للتحذير من خطر إيران، على الرغم من أنه أعلن الأسبوع الماضي موافقته على إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، واصفا إياه بأنه أمر غير مهم. 

لاعب خطير ومزعزع للاستقرار 

فيما تؤكد العضوة الديمقراطية بمجلس الشيوخ، كريس كونز، أنه "لا يزال الحرس الثوري لاعبًا خطيرًا ومزعزعًا للاستقرار، وهناك مخاوف عميقة بشأن احتمال إزالته من قائمة الجماعات الإرهابية".

بايدن المتردد

وبحسب "أكسيوس"، قالت مصادر أميركية: إن بايدن لم يقرر بعد ما إذا كان سيرفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، قائلة: "يرى مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية أنه السبيل الوحيد لإحياء الاتفاق النووي، لكن كبار مسؤولي البنتاجون يعارضون ذلك بشدة".

ومن جانبه، رفض رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، مسألة إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية، مشددًا على أن "الحرس الثوري منظمة إرهابية ولا أؤيد إزالتها من قائمة المنظمات الإرهابية".