تضاعُف معاناة أطفال الشوارع وذوي الإعاقة في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة
تتضاعُف معاناة أطفال الشوارع وذوي الإعاقة في لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة
زارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة مركزاً لدعم الأطفال الذين يُضطرون إلى الإقامة في الشوارع، ومطبخا مجتمعيا تديره نساء من ذوات الإعاقة مطلعة على التحديات التي تواجهها مجموعتان من أكثر الفئات ضعفاً في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التي أوصلت ما يقدر بنحو 80‰ من السكان إلى فقر متعدد الأبعاد.
وركزت المسؤولة الأممية محادثاتها مع المسؤولين على المصاعب الاقتصادية غير المسبوقة التي يواجهها الشعب اللبناني وتجديد التزام الأمم المتحدة بدعم البلاد للاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
وقالت خلال زيارتها "مركز استقبال أطفال الشوارع" الذي تدعمه اليونيسف في بيروت "التقيت اليوم أطفالا يأتون إلى هنا للتعلم، إنهم أطفال ولديهم أحلام مضيفة إن مشاهدتهم وهم يرسمون ويكتبون، وهو ما يجب أن يكون عليه يومهم، أمر رائع.".
وشددت نائبة الأمين العام على ضرورة السماح للأطفال "بأن يكونوا أطفالاً" مضيفة"يجب أن يتمتعوا بحقوقهم في التعليم والصحة والبيئة الآمنة وألا يشعروا بالضغوط - التي يتحملها الكبار- في سن مبكرة.
الدعم النفسي
ويوفر مركز الاستقبال في بيروت الدعم النفسي والطبي والتعليمي والحماية الاجتماعية لأطفال الشوارع، كما يزودهم بوصول سهل وآمِن إلى الأنشطة الترفيهية واللعب.
ويتم تشغيل المركز بدعم من اليونيسف وشريكيها، منظمة تير دي زوم لوز وجمعية الحركة الاجتماعية.
وقالت تمام مروة، المديرة التنفيذية لجمعية الحركة الاجتماعية "نحن لا نستطيع تلبية الاحتياجات المتزايدة بمفردنا. إن العمل مطلوب على المستويات الحكومية والسياسات الوطنية لتفادي وقوع كارثة".
حماية الأطفال ورعايتهم
ومن جهتها، قالت إيتي هيغينز، نائبة ممثل اليونيسف: إن الأزمة في لبنان تؤثر على جميع جوانب حياة الأطفال مضيفة القول "يعد الاستثمار في حماية الأطفال ونموهم ورفاههم أمراً ضرورياً لضمان الوفاء بحقوقهم تحت أي ظرف من الظروف.
وقالت لا يستطيع لبنان تحمّل حرمان الأطفال من التغذية ومن المدرسة والخدمات الصحية وتعرضهم لخطر الإساءة والعنف والاستغلال. إن الأطفال يشكلون ذروة الاستثمار في مستقبل الأمة".
ويعد التواصل مع اليافعين الآخرين واللعب في بيئة آمنة أمراً محورياً لنمو الأطفال ورفاههم، خاصة في بلد يعيش فيه حوالي 1.8 مليون طفل في أسر من المرجح أن تلجأ إلى تدابير التكيف السلبية، مثل عمالة وزواج الأطفال.
واحة للطموح والثقة
وخلال زيارتها لـ "المطبخ الدامج"، وهو مطبخ مجتمعي تدعمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة وأنشأه "الاتحاد اللبناني للأشخاص المعاقين حركياً قالت المسؤولة الأممية: "وسط البؤس والتعقيدات في هذا البلد، فإن هذا المكان أشبه بالواحة، قطعة صغيرة من الجنة مضيفة " تدرك النساء العاملات هنا قيمتهن ويتعلمن أن يصبحن أكثر ثقة وطموحاً وأملا ".
وأكدت أن خلف شجاعة هؤلاء النساء "تكمن قصص معاناة وتخلٍّ عن المسؤوليات من قبل الحكومة"، مضيفة أنهن "ما كنّ ليصبحن في هذا الموقف لو كان المجتمع يهتم، ولو أوفت الحكومة بمسؤوليتها، ولو تمكن المجتمع الدولي من حل مشكلة أماكن مثل سوريا حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم".
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10 و15 في المائة من اللبنانيين يعانون من إعاقات جسدية أو حسية أو معرفية أو عقلية، وأن 61.4 في المائة من الأسر في لبنان كان لديها فرد واحد على الأقل من ذوي الإعاقة وفق إحصائيات سُجلت عام 2018.
مع ذلك، لا يزال التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة راسخاً وواسع الانتشار في البلاد وفق الأمم المتحدة حيث تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة القوالب النمطية والوصم والتمييز بشكل يومي، في ظل حماية حكومية محدودة.
مواجهة التحديات
وأنشأ "الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركياً" هذا المطبخ المجتمعي، وهو الأول من نوعه في لبنان، في محاولة لخلق فرص عمل للنساء ذوات الإعاقة، ومنذ منتصف جانفي أعدت نساء المطبخ الدامج حوالي 17 ألف وجبة، استفاد منها 1822 فرداً في المجتمع.
بالنسبة لراشيل دوري ويكس، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، فإن النساء والفتيات في البلاد، بمن فيهن ذوات الإعاقة، يواجهن تمييزا متعدد الأوجه مضيفة أن "هذه المبادرة هي وسيلة لتذكير النساء ذوات الإعاقة بقيمتهن الذاتية، وإعادتهن إلى الاقتصاد.