محللون أتراك: أردوغان يريد صياغة دستور جديد بعد فشله في إدارة البلاد
بعد الاستفتاء المزور الذي وافق الأتراك على تعديلات دستورية عام 2017 قادت البلاد للتحول من نظام برلماني إلى نظام رئاسي تنفيذي على الرغم من ردود الفعل العنيفة من جانب أحزاب المعارضة والمنتقدين، حيث انتُخب أردوغان رئيسا بموجب النظام الجديد عام 2018 بسلطات تنفيذية كاسحة وصفتها أحزاب المعارضة بأنها "نظام الرجل الواحد"، حيث دعا الرئيس التركي لكتابة دستور جديد لبلاده، مؤكدا على أن أنقرة على وشك إعلان دستوري جديد، بوضع أجندة إصلاحية جديدة لما حدث من أخطاء على مدار الـ18 عاما الماضية.
انتخابات مزورة
ويقول المحلل السياسي التركي، جودت كامل، إن الانتخابات البرلمانية السابقة تم التلاعب بنتيجة التصويت وحصل حزب العدالة والتنمية على 36%، وبعد ثلاثة أشهر حصل على 49% رغم أن الأوضاع كانت سيئة للغاية في تركيا، مشيراً إلى أن حال خوض أردوغان انتخابات نزيهة لن يفوز أمام منافسيه.
وأضاف المحلل السياسي التركي: أن أردوغان يسعى من وراء هذا الدستور للحصول على صلاحيات جديدة، حيث إن هذه الطريقة يلجأ إليها أردوغان لإبعاد المثقفين الأتراك، وكذلك الشعب عن الأجندة السيئة لتركيا في إشارة للأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد في كافة المجالات.
أردوغان فشل في إدارة البلاد
من جانبه قال خبات مراد، المحلل السياسي الكردي، إن الدستور عبارة عن نص توافق مجتمعي، يتم إعداده من خلال آراء كافة شرائح المجتمع، وأردوغان لم يتناقش مع شرائح المجتمع المختلفة حيال هذا الأمر، إنه يريد القضاء على الجميع سواء كانوا الأكراد أو المعارضة أو المثقفين ويبقى مع حزبه يحكم البلاد.
وأضاف المحلل السياسي الكردي: "هل يمتلك أردوغان كرئيس دولة فشلت في إدارة الكثير من الأزمات خلال فترة قصيرة مثل الأزمة الاقتصادية وملف جائحة كورونا للحديث عن تعديلات دستورية، بالفعل إنه يعيش في كوكب آخر".
مزاعم أردوغان وبهجلي
وتأتي تصريحات أردوغان بعد أسابيع من اقتراح لزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي بإجراء تعديلات دستورية لحظر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لما وصفه الرئيس التركي بـ"نزعاته الانفصالية"، في خطوة ندد بها الحزب الكردي ووصفها بأنها محاولة لإسكات صوت ستة ملايين مواطن يعيشون داخل تركيا.
وبهجلي منتقد شرس منذ فترة طويلة لحزب الشعوب الديمقراطي وهو، مثل أردوغان، يتهمه بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ 36 عاما في جنوب شرقي تركيا، وينفي الحزب الكردي جميع مزاعم أردوغان.