في ظل الأزمة العالمية التي تشهدها جميع البلدان جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، تعاني الدول النامية من مشاكل في قدرتها على عدم الحصول على اللقاح، لذلك، سارعت الإمارات بمد يدها إلى تلك البلدان لحماية المواطنين ودعما للإنسانية.

مبادرة الإمارات

وقبل يومين، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الأول مبادرة عالمية لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حول العالم، من خلال حشد خبرات وقدرات تحالف يضم 3 شركات تتضمن "طيران الإمارات" و"شبكة موانئ دبي العالمية" و"مطارات دبي"، بالإضافة إلى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في إمارة دبي.

ولمواجهة الفيروس، يعتمد العالم حاليا على التلقيح لوقف تفشي الوباء الذي أدى لوفاة أكثر من 2.2 مليون شخص، ولكن تأخر عمليات التسليم يثير قلق ومخاوف عدة دول، وهو ما سارعت الإمارات بحله ودعم المواطنين بمختلف بلدان العالم.

وتدعم تلك المبادرة الإماراتية أهداف مرفق "كوفاكس"، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية من أجل التوزيع العادل لنحو ملياري جرعة من لقاحات "كوفيد-19" خلال العام 2021.

وأعلنت إمارة دبي جعلها مقرا لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات لاسيما لصالح البلدان النامية، معتمدة في ذلك على "طيران الإمارات"، التي تعد أكبر ناقل جوي في المنطقة، بجانب مجموعة "موانئ دبي العالمية" التي تتولى تشغيل موانئ في دول عدة.

خطة توزيع جرعات كورونا

ولتنفيذ تلك المبادرة الإنسانية الضخمة، أعلنت مجموعة "طيران الإمارات" خطتها لحمل لقاحات فيروس كورونا من الشركات المصنعة إلى دبي لتخزينها في الإمارة، ثم نقلها عبر أسطولها إلى دول العالم بشكل يومي.

وأوضح نائب رئيس أول دائرة الشحن في "شركة الإمارات للشحن الجوي" التابعة للمجموعة العملاقة، نبيل المر، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن الشركة ستستخدم طائرات الشحن وكذلك طائرات الركاب.

وأضاف المر: أن طائرات الشحن وعددها نحو 12 بحمولة تفوق نحو 100 طن، ستُستخدم لنقل اللقاحات إلى دبي وتخزينها في منشأة متخصّصة في مطار آل مكتوم في جنوب الإمارة، حيث تضم نحو 10 آلاف حاوية، ثم تحميلها على متن طائرات الركاب في مطار دبي الدولي، وتوصيلها للدول المعنية.

وأشار إلى أن الشركة ستحرص على تسيير عدة رحلات يومية لنقل كميات يمكن للدول، والتي سيتم استيعابها تقريباً بشكل يومي.

الإمارات تتمسك بدعم البلدان الفقيرة

ولمواجهة الفيروس، تهدف منظمة الصحة العالمية نقل نحو ملياري جرعة إلى الدول النامية بحلول نهاية العام، وهو ما دعمته الإمارات، حيث أكدت تمسكها بدعمها للدول الفقيرة حتى تكمل الدول الغنية تطعيم سكانها باللقاحات.

وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس أول دائرة الشحن في "شركة الإمارات للشحن الجوي أن أغلب دول العالم تواجه أزمة عدم توافر الإمكانات لديها لتخزين هذه اللقاحات بالطريقة الآمنة، ولذلك فإن تخزينها بدبي، وإعادة تصديرها إلى الدول هذه بكميات أقل هي الطريقة المثلى.

كما لفت المر إلى أن المبادرة تستهدف بشكل خاص "أغلب الدول النامية في الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية"، وهو ما يعد تأكيدا على مراعاة الإمارات للإنسانية ودعمها لمختلف الشعوب في ظل الجائحة العالمية.