إيران.. لماذا رفض لاعبو المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني لبلادهم؟

رض لاعبو المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني لبلادهم

إيران.. لماذا رفض لاعبو المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني لبلادهم؟
صورة أرشيفية

في إشارة دعم واضحة للاحتجاجات في بلادهم، قرر لاعبو منتخب إيران عدم ترديد النشيد الوطني قبل المباراة الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم أمام إنجلترا، الاثنين، حيث صمت كل عناصر التشكيلة الأساسية لإيران المكونة من 11 لاعباً أثناء عزف النشيد الوطني في استاد خليفة الدولي، فيما حجب التلفزيون الإيراني صور اللاعبين خلال البث الحي لعزف النشيد الوطني قبل المباراة.

رسالة إلى الملالي

من جانبهم، أكد مراقبون أن لاعبي المنتخب الإيراني كانوا قد فقدوا تعاطف الجماهير بعد اتهامات بالانحياز إلى حملة السلطات العنيفة ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يسعون إلى سقوط النظام، وكان المنتخب الوطني لكرة القدم في دائرة الضوء خلال الاستعداد للبطولة مع الترقب حول ما إذا كان اللاعبون سيستخدمون الحدث العالمي كمنصة لإظهار التضامن مع المحتجين، عشية مباراة إنجلترا، أعلن قائد المنتخب الإيراني إحسان حاج صفي، مباشرة على الهواء خلال مؤتمر صحفي دعمه للانتفاضة والتظاهرات المستمرة في بلاده منذ منتصف سبتمبر الفائت إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، كما قال متحدثاً من كأس العالم لكرة القدم في قطر: إن "اللاعبين يجب أن يكونوا صوت أولئك الذين يواجهون المعاناة"، مضيفًا أنه "قبل أي شيء أود أن أقدم التعازي لجميع العائلات الثكلى في إيران، ينبغي أن يعرفوا أننا معهم وندعمهم وأننا متعاطفون معهم في هذه الظروف"، وفيما بدا رسالة إلى السلطات الإيرانية، أردف: "علينا أن نتقبل أن الأوضاع في بلادنا ليست صحيحة وأن شعبنا ليس سعيداً، نحن هنا لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نكون صوتهم أو ألا نحترمهم".

 

عنف غير مسبوق

تفاعل لاعبي المنتخب الإيراني جاء بعد تعمد النظام الإيراني في قمع المتظاهرين بعنف غير مسبوق، حيث وصل عدد قتلى الاحتجاجات إلى 419 قتيلاً على أقل تقدير، بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات، وفق منظمة "هرانا" لنشطاء حقوق الإنسان في البلاد. فيما اعتقل ما لا يقل عن 17451 متظاهراً في 155 مدينة، كما لفتت "هرانا" في تقرير نشرته على موقعها إلى أنه حتى 20 نوفمبر تم تنظيم مسيرات احتجاجية في 142 جامعة بأرجاء البلاد، بينما اعتقل الأمن ما لا يقل عن 540 طالباً، وأشعلت وفاة مهسا أميني نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.