الاعتداء على فتاة مكسيكية مسلمة في قطر وإذلالها بسبب القوانين الظالمة

تواصل قطر انتهاكات حقوق الإنسان وتعتدي على فتاة مكسيكية مسلمة

الاعتداء على فتاة مكسيكية مسلمة في قطر وإذلالها بسبب القوانين الظالمة
الفتاة المعتدي عليها

أصبح الحادث الذي تعرضت له المواطنة المكسيكية باولا شيتيكات، حديث الصحف الدولية وعناوينها، فعلى "الرغم من أن باولا تمتلك أدلة جنائية أثبتها الطب الشرعي بشأن ما تعرضت له من ضرب وإهانة، إلا أن السلطات القطرية تجاهلت تلك الأدلة، ونكلت بالمرأة بإجراءات مهينة.

كابوس ومحنة في قطر

وقالت باولا شيتيكات: إنها كانت تتوق للعودة إلى الشرق الأوسط، حيث كانت تحب العمل هناك، إلى أن حصلت على وظيفة أحلامها في قطر، لتكتشف بعد ذلك أن الحلم لم يكن سوى كابوس مروع، ومحنة دفعتها إلى الفرار من الإمارة الخليجية.


وحسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، قالت باولا شيتيكات لصحيفة "نوتيسيا تيليماندو": "لم أصدق ما حدث لي" ، متذكرة المحنة التي تصدرت عناوين الصحف الدولية.

وكانت شيتيكات، التي تحب كرة القدم، تعمل في قطر لصالح اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي كيان أنشأته الحكومة القطرية قبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 ، والتي ستقام هناك في نوفمبر المقبل.

اعتداء دون عقاب

وفي يونيو، قالت شيتيكات، وهي خبيرة اقتصادية، إنها تعرضت للاعتداء في حادث عنيف من قِبل أحد معارفها وزميلها اللاتيني الذي عمل أيضًا في قطر.

وقالت الفتاة المكسيكية: "كنت نائمة، وعندما سمعت ضجيجًا في المطبخ، ذهبت لأتفقد الأمر، ففوجئت به يندفع نحوي، وقاومته قليلاً حتى بدأ يضربني بشدة. وأتذكر أنني أصابني بكدمات في الضلوع والظهر والكتف والجانب الأيسر بأكمله من جسدي. وبقيت شِبه مشلولة بلا حراك لمدة 10 دقائق.

وبحسب شبكة "سي إن بي سي"، فإنه قبل أن يغادرها، قالت إنه صرخ فيها: "ولا تفكري حتى في إخبار أي شخص أنني ضربتك".

وذهبت شيتيكات مع ممثل القنصلية المكسيكية لإبلاغ السلطات القطرية بالحادثة، لكن بدلاً من ذلك، فُوجئت بتحويلها هي إلى تحقيق بشأنها، حيث طلبت السلطات في وقت ما اختبار العذرية، ما وصفته الفتاة المكسيكية بأنه "كان إذلالاً قوياً للغاية".

من ضحية إلى مجرمة

وتابعت باولا شيتيكات: "لقد كذب المعتدي قائلاً إن بيننا علاقة، وعلى الرغم من أن لديَّ أدلة الطب الشرعي على الضرب وكل شيء، إلا أن السلطات القطرية صدقوه، وطبقوا علينا قانون جريمة الزنا في علاقة خارج نطاق الزواج، والتي يمكن أن أُلقى بسببها في السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات"، مضيفة: "لكن بما أنني مسلمة، يمكنهم أيضًا جلدي 100 جلدة. وهذا جنون".

وتمكنت شيتيكات من مغادرة قطر بمساعدة منظمة هيومن رايتس ووتش وهيئة كأس العالم التي كانت تعمل بها، أما الرجل الذي اتهمته بمهاجمتها فغادر البلاد أيضًا وأفلت دون أي عقاب على جريمته.

وأكدت الفتاة المكسيكية أنها ستواصل إجراءات قضيتها في بلدها، وأن المحاكمة مستمرة، في ظل قوانين محترمة بعيدًا عن القوانين القطرية المجحفة لحقوق المرأة.

وقالت باولا شيتيكات: "أسوأ شيء هو إدانتي وعدم القدرة على العودة إلى الشرق الأوسط- فهذا سينهي مستقبلي المهني لأنني أريد العودة ومواصلة العمل في تلك البلدان. الحقيقة هي أنني لا أريد أن أفكر في ذلك الكابوس".

أمر مقلق للغاية

ومن جانبها، قالت روثنا بيجوم ، الباحثة أولى في مجال حقوق المرأة بمنظمة هيومن رايتس ووتش: إن قضية شيتيكات تجمع "سلسلة من المخالفات لأنها استجوبت باللغة العربية، دون مترجمين مناسبين. كما أنهم وضعوها وجهاً لوجه مع المعتدي، وصدقوه، فوجهوا لها اتهامات".

وقالت بيجوم: "لم يجروا حتى تحقيقًا رسميًا لتأكيد الحقائق، وهي امرأة أجنبية مقيمة في الدولة التي تنظم كأس العالم هذا العام"، مؤكدة أن ما حدث في قطر "أمر مقلق للغاية".

تجربة قاسية

وقالت شيتيكات، المسلمة التي تعيش في المنطقة منذ أن كانت في التاسعة عشرة من عمرها: إن كونها امرأة فهو تحدٍّ مستمر للوجود في دولة مثل قطر، لكن لم يكن هناك شيء قد يشلها عن نشاطها وعملها إلا ما مرت به العام الماضي، بما في ذلك الاستجابة الأولية لبلدها.

وقالت شيتيكات: إنه وفقًا لتجربتها، لم تنصحها القنصلية المكسيكية أو تطلب مشورة قانونية لتحذيرها من إمكانية استخدام شكواها ضدها. وقالت إنها لم تُعرَض عليها خدمات الترجمة إلا بعد ساعات من الاستجوابات المكثفة، وفي ذلك الوقت، جعلوها على اتصال بمترجم فقط عَبْر الهاتف.

وقالت الفتاة المكسيكية: "لا يوجد بروتوكول لحماية ضحايا العنف من منظور الجنس في وزارة الخارجية المكسيكية".

تحطُّم الحُلْم 

وكانت شيتيكات في الخامسة من عمرها عندما أخبرت والديها أنها لا تريد أداء المزيد من الباليه؛ وأرادت فقط أن تلعب كرة القدم.

وفي الثامنة والعشرين من عمرها، ما زالت تلعب في العادة كلاعبة خط وسط خارجية، إلا أن حلمها تحطم بما تعرضت له في قطر، سواء الاعتداء دون محاسبة المعتدي، أو إهانتها وتعريضها لخطر السجن دون ذنب.