رغم أنها الأقل إسهامًا في الانبعاثات.. لماذا إفريقيا هي الأكثر عرضة لمخاطر الأزمة المناخية؟
تعد إفريقيا هي الأكثر عرضة لمخاطر الأزمة المناخية
رغم أن القارة السمراء هي الأقل إسهامًا في الانبعاثات الملوثة للبيئة، إلا أنها أكثر القارات تضررًا في العالم، حيث ترتفع درجات الحرارة فيها نتيجة الانبعاثات وأزمات المناخ مرتين أسرع من باقي قارات العالم، ومع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022 (كوب 27) في شرم الشيخ، يسعى العالم لإيجاد حلول عاجلة للوضع البيئي في جميع أنحاء العالم، وخاصة في القارة السمراء في ظل هذه الأزمات المناخية العديدة.
الأكثر تضررًا
وحول الأوضاع المناخية في إفريقيا كشفت دراسة لمركز فاروس المتخصص في الشؤون الإفريقية أن الجفاف المدمر في القرن الإفريقي أدى إلى تعريض أكثر من 22 مليون شخص لخطر المجاعة، كما أدت فيضانات غير مسبوقة في نيجيريا إلى تهجير 1.4 مليون شخص، وهي الطرق التي يساهم بها تغير المناخ في الكوارث الوطنية في جميع أنحاء القارة، وتابعت الدراسة أن إفريقيا تمر بمنعطف خطر ويجب إيجاد حلول، حيث أكد ريتشارد مونانج نائب المدير الإقليمي لمكتب إفريقيا ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن درجة حرارة الكرة الأرضية ترتفع بمقدار 1.1 درجة، لكن إفريقيا ترتفع درجة حرارتها مرتين أسرع من بقية العالم، وأوضحت الدراسة أن هذا يعني أن قارة إفريقيا ستشهد المزيد من موجات الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية القاسية في المستقبل، وعلى الرغم من أن هذه التحديات تظهر الآن كحالات طوارئ، إلا أنها بحاجة إلى النظر في حلول طويلة الأجل لضمان قدرتها على معالجة تغير المناخ والتلوث والنفايات وفقدان التنوع البيولوجي.
جفاف غير مسبوق
في السياق ذاته، كشف تقرير صادر عن مكتب منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة عن معاناة ما لا يقل عن 36.1 مليون من سكان إقليم شرق إفريقيا والقرن الإفريقى من الجوع وشح مياه الشرب بسبب الجفاف الممتد منذ قرابة عامين ونصف على غير المعتاد، ولفت التقرير إلى أن الجفاف الذي يضرب هذه الدول بات "مزمنًا وممتدًا" بعد أن كان في السابق جفافًا "موسميًا ومتقطعًا"، كما نبه التقرير إلى أن 2.9 مليون من أطفال القرن الإفريقى يعانون سوء التغذية في الوقت الراهن، كما أن هناك ما لا يقل عن 16.3 مليون من أبناء القرن الإفريقي يواجهون مشاكل في الوصول إلى مياه الشرب نتيجة الجفاف، كما أدت حالة الجفاف إلى نفوق 8.9 مليون رأس من الماشية.
حشد دولي
من جانبه، أكد د. شريف الجبلي رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب ورئيس لجنة التعاون الدولي والعلاقات وفض المنازعات بالبرلمان الإفريقي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عمل على حشد المجتمع الدولي بجميع دوله ومنظماته لاتخاذ خطوات تنفيذية على أرض الواقع لإنقاذ الدول النامية بصفة عامة والدول الإفريقية بصفة خاصة، من شرور ومخاطر التداعيات السلبية والخطيرة لظاهرة تغير المناخ، وقال "الجبلي"، إن هذه النجاحات أكدتها جميع التصريحات الصادرة من قادة ورؤساء وحكومات دول العالم المشاركة في قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ وأيضاً كبار مسؤولي مختلف المنظمات الإقليمية والدولية موجهاً التحية القلبية للوفود الإفريقية على الرسائل المهمة التي بعثوا بها للعالم كله من قلب قمة المناخ كوب 27، وذلك من خلال اتفاقهم جميعا على أن قمة هذا العام هي قمة إفريقيا وينبغي استغلال الفرصة لنقل أصواتهم والضغط من أجل الحصول على التمويل والتزام الدول الغنية بالتزاماتها بخفض الانبعاثات، كما أشاد " الجبلي" بتصريحات الوفود الإفريقية، التي أكدوا فيها أن القمة الحالية تحمل أهمية بالغة نظرا للتحديات التي يمر بها العالم من ناحية ولأن هذه القمة ينظر لها على أنها قمة التنفيذ والانتقال من مرحلة المناقشات إلى مرحلة الأفعال، وأن العالم سوف يتذكر شرم الشيخ لأهمية القرارات المتعلقة بالتكيف مع آثار تغير المناخ والتمويل التي سيتم التوصل إليها خلال القمة، فضلا عن المبادرات التي ستساعد على الحد من أزمة المناخ.
إفريقيا مهمشة
شدد الجبلي، على أهمية رسالتهم الواضحة والحاسمة لقمة المناخ العالمية بشرم الشيخ من خلال تأكيد الأشقاء الأفارقة للعالم كله بأن القارة الإفريقية تساهم بنسبة 4% فقط من الانبعاثات في العالم ومطالبتهم من الدول المتقدمة بضمان الالتزام بالتعهدات المتعلقة بخفض الانبعاثات والتمويل، خاصة أن الدول الموقعة على اتفاقية باريس تعهدت بتقديم المساهمات المحددة وطنيا NDC وخفض انبعاثاتها بنسب معينة، إضافة إلى أن الدول اتفقت كذلك في قمة جلاسكو على تقديم تمويل يقدر بـ100 مليار دولار للدول المتضررة من تغير المناخ ولا تزال إفريقيا مهمشة.