في أول أيام رمضان.. كيف استعد الفلسطينيون في غزة للشهر الكريم؟
يستعد الفلسطينيون في غزة للشهر الكريم
بعد سبعين يومًا من إجبارهم على مغادرة منزلهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تستعد هناء المصري وزوجها وأطفالهما الستة وغيرهم من العائلات لشهر رمضان في منزلهم الجديد وهو عبارة عن خيمة متهالكة، هنا لن تكون هناك زينة، ولا وجبات عائلية مبهجة، ولا قراءة للقرآن تحت أشجار الليمون والبرتقال في الحديقة.
رمضان في غزة
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن عائلة "المصري" مثلها مثل مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية، فرّت من منازلهم في خان يونس وشمال ووسط غزة، بعد تلقي منشورات من الجيش الإسرائيلي تطلب منهم الانتقال إلى مكان آخر حفاظًا على سلامتهم. وقد شقوا طريقهم إلى مدينة رفح على الحدود مع مصر ويعيشون الآن في مخيم مؤقت مزدحم، وينامون ويأكلون وسط خليط من الممتلكات التي تم إنقاذها.
وقالت هناء المصري، 37 عاماً، "كانت بناتي يدخرن أموالهن بعناية لشراء الزينة، وفي كل عام كنت اختار فانوس رمضان جديدًا، إنه أمر محبط للغاية، وصعب للغاية".
وأشارت الصحيفة، أن هذا العام لن يكون هناك فوانيس، لن يقوم الفلسطينيين بإعداد وجبة السحور، أو الإفطار، فهم صائمون دائمًا، لا يحصلون سوى على القليل جدًا من الطعام.
وأضافت، أن الظروف في رفح أفضل مما هي عليه في شمال الإقليم، حيث يقول مسؤولو الصحة المحليون: إنه تم تسجيل 20 حالة وفاة بسبب الجوع، لكن الأساسيات لا تزال غير متوفرة. ويعيش الكثيرون منهم على الخبز المسطح المطبوخ على نار الحطب أو مواقد الغاز الأساسية، والسلع المعلبة التي تنقلها الوكالات الإنسانية من مصر بالشاحنات.
ويبلغ سعر نصف كيلو من السكر الآن 10 دولارات، ويكاد يكون من المستحيل الحصول على الملح أما الفواكه والخضروات الطازجة فهي نادرة ومكلفة للغاية.
هجوم وشيك
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تلقي باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى المدنيين، قائلة: إن الحركة المسلحة، التي تدير غزة منذ عام 2007، تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وتنفي حماس هذه التهمة.
وأضافت: أن شهر رمضان بالنسبة لغزة لا يمثل سوى المزيد من المعاناة الإنسانية، حيث قطعت إسرائيل الكهرباء في بداية الصراع، وتم تدمير معظم البنية التحتية للصرف الصحي والطاقة، كما أن الحد الأدنى من كميات الوقود المسموح بدخولها إلى القطاع غير كاف لتشغيل المضخات أو المولدات، وفي كل مكان، حلت العربات التي تجرها الحمير محل السيارات باعتبارها وسيلة النقل الرئيسية.
وتابعت: أن كل من يحاولون الاحتفال بشهر رمضان في رفح يلوح في أذهانهم احتمال وقوع هجوم وشيك، ويقول مسؤولون إسرائيليون: إن قادة حماس يتمركزون في المدينة إلى جانب أربع كتائب من المسلحين، وهي القوة القتالية الرئيسية الوحيدة المتبقية للمنظمة الإسلامية.
وأضافت: أنه رغم أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعهد الأسبوع الماضي بمواصلة السعي إلى تحقيق "النصر الكامل"، فإنه يتعرض لضغوط دولية مكثفة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأثار احتمال وقوع هجوم عسكري على مدينة تؤوي أكثر من مليون نازح وتعد أيضًا مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لعمليات الإغاثة مخاوف عميقة.