بلومبرج: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة غير واقعية

بلومبرج: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة غير واقعية

بلومبرج: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة غير واقعية
تهجير الفلسطينيين

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تولي الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة وتحويله إلى منتجع سياحي دهشة وقلقًا واسعًا في الدول العربية المجاورة، خاصةً مع إدراك هذه الدول أن تنفيذ مثل هذه الخطة قد يؤدي إلى نزوح نحو مليوني فلسطيني إلى أراضيها، وهو ما يشكل تحديًا ديموغرافيًا وسياسيًا هائلًا، حسبما نقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

التحديات التي تواجه خطة ترامب


وتابعت، أنه من شبه المستحيل تنفيذ هذا المشروع دون تدخل عسكري أمريكي كبير. في البداية، لم يستبعد ترامب ذلك، لكنه عاد لاحقًا ليؤكد - عبر منصته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي- أن القوات الأمريكية لن تكون مطلوبة.

وأضافت، أنه ومع ذلك، أصرّ على أن الولايات المتحدة ستتخذ "موقفًا طويل الأمد من ملكية" غزة، وهو ما يتناقض مع تعهده السابق خلال حملته الانتخابية بتقليل التدخلات الأمريكية الخارجية.

وأشارت أن الخطوة الأكثر إثارة للجدل في اقتراح ترامب هي إعادة توطين سكان غزة، وهو ما اعتبره العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان شكلًا من أشكال "التطهير العرقي" الذي ينتهك القانون الدولي، حيث يُحظر نقل السكان المدنيين بالقوة إلا في حالات الضرورة الأمنية أو العسكرية.

من جهة أخرى، ترى الدول المجاورة أن تنفيذ هذه الخطة يعني فعليًا إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يرفضه العالم العربي بشكل قاطع. 

كما أن الأردن، الذي يضم بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين، غير قادر على استيعاب مزيد من اللاجئين. أما مصر، التي تخوض معركة مستمرة ضد جماعة الإخوان المسلمين، والتي تنتمي إليها حماس أيديولوجيًا، فهي غير مستعدة لاستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من غزة.

رفض فلسطيني شعبي


وتابعت الوكالة الأمريكية، أنه على المستوى الفردي، أظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة لا بأس بها من سكان غزة كانوا يرغبون في الهجرة قبل اندلاع الحرب، حيث أعرب نحو ثلث السكان عن رغبتهم في الانتقال إلى تركيا أو أوروبا أو أمريكا الشمالية بحثًا عن حياة أفضل، ولكن اليوم يرفض الغالبية العظمي التهجير.

وأضافت، أنه على المستوى الجماعي، فإن تهجير السكان يُعتبر "نكبة" جديدة بالنسبة للفلسطينيين، الذين لطالما رفضوا مغادرة أرضهم.


ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 80% من سكان غزة هم لاجئون أو من نسل لاجئين طُردوا من ديارهم عام 1948، وهو ما يجعل مقاومة التهجير مبدأً أساسيًا في القضية الفلسطينية. 

في هذا السياق، ردّ حسين الشيخ، أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، على مقترح ترامب ببيان رسمي قال فيه: "هنا وُلِدنا، هنا عشنا، وهنا سنبقى". وتتمسك المنظمة، وهي المنافس السياسي لحركة حماس، بأن الحل الوحيد يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة يديرها الفلسطينيون أنفسهم، دون فرض أي حلول خارجية عليهم.

المخطط العربي لإعادة إعمار غزة

وفي مواجهة الأزمة، تعمل الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن، على خطة بديلة لإعادة إعمار غزة. وتقوم الخطة، التي تم الكشف عن بعض تفاصيلها، على استبعاد حماس من أي دور رسمي في إدارة القطاع، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا، خاصة أن إسرائيل فشلت حتى الآن في القضاء على الحركة، التي ما تزال تسيطر على الحياة اليومية في غزة، بما في ذلك المدارس والشرطة والقضاء.

وفقًا لمصادر مطلعة، تقضي الخطة بتشكيل سلطة حاكمة جديدة تضم شخصيات بارزة من غزة ومسؤولين محليين يعملون تحت إشراف مجلس أعلى يتكون من ممثلين عن الدول العربية.

وستكون مسؤولية الأمن في يد قوة شرطة مدربة تحت إشراف مصر، مع إمكانية إشراك عناصر من السلطة الفلسطينية التي تسيطر على أجزاء من الضفة الغربية.

لكن إسرائيل، التي ما تزال لاعبًا رئيسيًا في أي تسوية مستقبلية، ترفض بشدة أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة، كما أنها تشكك في إمكانية تنفيذ الخطة دون استمرار نفوذ حماس بشكل أو بآخر.
 علاوة على ذلك، فإن الخطة العربية لا تتضمن أي آلية واضحة لنزع سلاح حماس، التي كانت السبب المباشر في اندلاع الحرب الأخيرة بعد هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.

أما فيما يتعلق بتمويل إعادة الإعمار، فقد أبدت دول الخليج استعدادها لتقديم المساعدة المالية، لكنها اشترطت وجود التزام واضح من الولايات المتحدة وإسرائيل بالعمل على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية بشدة.