الحرب المنسية.. الدبابات الإسرائيلية تواصل استهداف خان يونس

الحرب المنسية.. الدبابات الإسرائيلية تواصل استهداف خان يونس

الحرب المنسية.. الدبابات الإسرائيلية تواصل استهداف خان يونس
حرب غزة

بينما تتوجه الأنظار إلى التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل وحملة القصف على لبنان، تعيش غزة حرباً ما تزال تستمر دون توقف. القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع أسفر الليلة الماضية عن مقتل عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال وأسر نازحة في المدارس. في الوقت الذي تتقدم فيه الدبابات الإسرائيلية في مناطق جنوب القطاع، يظل المجتمع الدولي غائباً عن الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، التي تبدو وكأنها باتت منسية وسط التصعيد الإقليمي.

*الوضع الميداني في غزة*


في ليلة دامية أخرى ضمن سلسلة الهجمات الإسرائيلية المستمرة، استيقظت غزة على أخبار تواصل القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 60 فلسطينياً على الأقل، بينهم نازحون لجأوا إلى المدارس بحثاً عن مأوى. واحدة من أكثر الهجمات فظاعة استهدفت مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل 17 شخصًا، بالإضافة إلى قصف آخر استهدف جمعية "معهد الأمل" للأيتام، ما أسفر عن مقتل خمسة آخرين على الأقل.

وفي جنوب القطاع، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا بريًا على مناطق شرق ووسط خان يونس. بحسب إذاعة "صوت فلسطين" الرسمية ووسائل إعلام تابعة لحركة "حماس"، تقدمت الدبابات الإسرائيلية قبل أن تتراجع جزئياً، ما أدى إلى مقتل 40 شخصًا وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

*خلفية التصعيد*


يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي في غزة في ظل تصاعد المواجهات الإقليمية، حيث أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل يوم الثلاثاء، رداً على الحملة الإسرائيلية على حزب الله في لبنان.

 وعلى الرغم من أن الهجمات الإيرانية لم تسبب خسائر كبيرة في إسرائيل، فإنها أشعلت مجدداً فتيل التوترات في المنطقة.

 توعدت إسرائيل برد مؤلم على إيران، مما يزيد المخاوف من توسع دائرة العنف.

في الوقت نفسه، تابع الفلسطينيون في غزة المشهد باهتمام، إذ احتفل البعض وهم يشاهدون الصواريخ الإيرانية تتجه نحو إسرائيل. ومع ذلك، سقطت بعض هذه الصواريخ في القطاع نتيجة اعتراضها من قبل نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، لكنها لم تتسبب في خسائر بشرية.

*الأوضاع الإنسانية في غزة*


الحرب المستمرة منذ قرابة عام بين إسرائيل وحركة حماس أدت إلى تدمير واسع في قطاع غزة. بلغ عدد الضحايا وفقاً للتقارير الرسمية أكثر من 41600 قتيل، بينما يعيش الغالبية العظمى من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظروف نزوح قسري. المدارس والمستشفيات والبنية التحتية تعرضت لأضرار جسيمة، ما جعل الحياة في القطاع شبه مستحيلة بالنسبة للكثيرين.

الهجوم الإسرائيلي الأعنف على غزة جاء ردًا على أعنف هجوم في تاريخ إسرائيل، حيث شنت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى هجوماً في السابع من أكتوبر العام الماضي، أسفر عن مقتل 1200 شخص إسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة. ومنذ ذلك الحين، دخلت المنطقة في دوامة عنف مستمرة.



*الإدانات العربية والدولية للتصعيد الإسرائيلي*


في ظل التصعيد المستمر في غزة، تزايدت الإدانات العربية والدولية ضد الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في القطاع، خاصة بعد استهداف المدارس والملاجئ. جامعة الدول العربية أدانت بشدة الهجمات، مشيرة إلى أن إسرائيل تتجاهل بشكل متعمد القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في مناطق النزاع.

 وطالبت الجامعة بوقف فوري للهجمات العسكرية وفتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدة الضرورية للمتضررين.

مصر، بدورها، عبرت عن قلقها البالغ إزاء الأحداث الأخيرة، مشددة على ضرورة وقف التصعيد والعمل على استئناف الحوار بين الأطراف المتنازعة. وأكدت القاهرة أنها تعمل على عدة مسارات دبلوماسية لتهدئة الأوضاع، مطالبة إسرائيل بوقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين.

من جهتها، أصدرت تركيا بياناً قوياً تدين فيه الغارات الإسرائيلية على غزة، واصفة إياها بأنها "جرائم حرب" يجب أن يُحاسب مرتكبوها. كما دعت أنقرة المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوضع حد لما وصفته بالمجزرة الإنسانية في القطاع.

وعلى الصعيد الدولي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد المتواصل في غزة، وطالبت جميع الأطراف بالالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى ضرورة توفير حماية للمدنيين في غزة، خاصة في ظل استمرار القصف على المدارس والمستشفيات.

*ردود الفعل الإسرائيلية*


على الجانب الآخر، تبرر إسرائيل هجماتها على غزة بأنها تأتي في إطار الدفاع عن النفس والرد على هجمات الفصائل الفلسطينية المسلحة، خاصة حركة حماس.

 المسؤولون الإسرائيليون أشاروا إلى أن حماس تستخدم المنشآت المدنية كغطاء لتنفيذ هجماتها، مؤكدين أن الغارات تستهدف مواقع عسكرية وأهدافاً تابعة للحركة.

ومع ذلك، تواجه إسرائيل انتقادات متزايدة من المنظمات الحقوقية الدولية التي تؤكد أن الضحايا المدنيين هم الأكثر تضرراً في هذا النزاع المستمر. 

وفي ظل غياب حل سياسي واضح، تبدو الأوضاع في غزة مرشحة لمزيد من التصعيد، ما يضع المزيد من الضغوط على الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد مخرج من الأزمة.