المغرب يواصل تألقه السياحي: عائدات قياسية بفضل تدفق غير مسبوق للسياح
المغرب يواصل تألقه السياحي: عائدات قياسية بفضل تدفق غير مسبوق للسياح
حقق قطاع السياحة في المغرب أرقامًا قياسية جديدة، مع ارتفاع العائدات السياحية بشكل ملحوظ خلال شهر أغسطس الماضي؛ مما يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية بارزة في المنطقة، ويعكس هذا الارتفاع في العائدات والنمو في عدد السياح الديناميكية المتزايدة التي يشهدها هذا القطاع، الذي أصبح من أهم مصادر النقد الأجنبي للمملكة.
*الزيادة الملحوظة في العائدات السياحية*
أعلنت وزارة السياحة المغربية، أن العائدات السياحية في شهر أغسطس 2024 حققت رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث بلغت 1.74 مليار دولار، بزيادة تصل إلى 20 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
هذا الإنجاز يعكس استمرار النمو في القطاع الذي شهد زيادة في تدفق السياح، خاصة خلال فصل الصيف، الذي يعد موسم الذروة السياحي في المغرب.
كما سجلت العائدات السياحية للأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري (يناير إلى أغسطس) نموًا بنسبة 7 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى حوالي 7.8 مليارات دولار.
هذا النمو جاء نتيجة لاستقبال المملكة نحو 11.8 مليون سائح في تلك الفترة، بما في ذلك 4.4 مليون سائح خلال شهري يوليو وأغسطس وحدهما، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21 بالمئة عن نفس الفترة من العام السابق.
*أهمية قطاع السياحة في الاقتصاد المغربي*
يُعتبر قطاع السياحة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المغربي، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد تحويلات المغتربين في تحقيق النقد الأجنبي.
وقد حطمت عائدات القطاع حاجز 10 مليارات دولار في عام 2023، مما يدل على القوة المتزايدة لهذا القطاع الذي يلعب دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد الوطني. وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور.
أكدت أن هذه الأرقام "تؤكد الزخم الكبير الذي يشهده قطاع السياحة"، مشيرة إلى أن تدفق السياح "الاستثنائي" أسهم بشكل كبير في هذا النجاح.
*استراتيجية المغرب لتعزيز السياحة*
أشارت وزيرة السياحة إلى أن المغرب يسعى إلى مواصلة هذا النجاح من خلال تنويع وتحسين التجارب السياحية المقدمة للزوار. تشمل هذه الاستراتيجية التركيز على تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والخدمات التي تجعل الزائرين يرغبون في تمديد فترة إقامتهم واستكشاف المزيد من الوجهات السياحية داخل المملكة.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية شاملة لتطوير القطاع السياحي وتحويل المغرب إلى وجهة سياحية مستدامة وجاذبة على مستوى عالمي.
بالإضافة إلى ذلك، يحرص المغرب على استقطاب شرائح جديدة من السياح من خلال تطوير قطاعات جديدة مثل السياحة البيئية والثقافية، والتي تشهد اهتمامًا متزايدًا من السياح الدوليين.
كما يعمل على تحسين البنية التحتية السياحية وتحديث المنشآت الفندقية والخدمات اللوجستية، مما يساهم في تعزيز تجربة الزوار وجعل المملكة وجهة سياحية مفضلة.
*العوامل المساهمة في النجاح السياحي*
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذه النتائج هو التعافي السريع للقطاع بعد جائحة كوفيد-19، والذي شهد ركودًا حادًا في السياحة العالمية.
بفضل الجهود الحكومية والدعم المقدم للقطاع، تمكنت السياحة المغربية من استعادة زخمها وتحقيق مستويات قياسية في تدفق السياح والعائدات المالية.
أيضًا، استثمار المغرب في الترويج السياحي عالميًا من خلال حملات تسويقية موجهة نحو الأسواق الرئيسية في أوروبا والشرق الأوسط ساعد بشكل كبير في تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية آمنة وجذابة.
*الدور المحوري للدعم الدولي*
في إطار تعزيز الاقتصاد المغربي، أعلن البنك الأفريقي للتنمية عن تقديم 78 مليون دولار لبنك أفريقيا المغربي، وهو ما سيعزز التمويل للقطاعات الاستراتيجية مثل السياحة.
يُعد هذا التمويل جزءًا من جهود الحكومة المغربية لتعزيز البنية التحتية والقدرة التنافسية لقطاع السياحة، مما يساعد في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تلعب دورًا هامًا في القطاع.