محلل يكشف مساعي ومخططات الإخوان لنشر إرهابهم في الدول العربية
محلل يكشف مساعي ومخططات الإخوان لنشر إرهابهم في الدول العربية
يُدرك المتابعون لحركة وأنشطة جماعة الإخوان أنّها لا تزال تحاول تهديد استقرار الدول وأمنها الداخلي، لا سيّما الدول المناوئة لها، التي تمثل نموذجًا للوسطية والاعتدال والتعايش مع الآخر، وذلك من خلال العمل على نشر الفتن وإشاعة الفوضى والتحريض على العنف داخلها، وهذا ما جعل عددًا من تلك الدول مصممة على إدراج الجماعة على قوائم الارهاب على غرار مصر.
مخططات الإخوان
وكشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز (تريندز للبحوث والاستشارات)، التي جاءت تحت عنوان: "لماذا تحاكم الدول جماعة الإخوان؟"، إلى مجموعة من الأسباب التي تدفع جماعة الإخوان للاستمرار في نشر الفتن داخل الدول، لا سيّما تلك الدول التي فشلت فيها سياسيًّا مثل مصر وتونس، أو تلك التي لم تستطع اختراقها فكريًّا وتنظيميًّا، على غرار العديد من دول الخليج.
أسباب العداء
وأضافت الدراسة أنه لا تستطيع جماعة الإخوان العيش في البيئات المستقرة سياسيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا، وإنّما تنمو وتترعرع في البيئات المضطربة سياسيًّا واجتماعيًّا أو تلك التي تعاني من الصراعات الطائفية والعرقية والدينية، وهو ما يجعل جماعة الإخوان المسلمين تُحرّض على نشر الفتن والفوضى في الدول التي ترغب في اختراقها تنظيميًّا، حتى تتمكن من مدّ نفوذها التنظيمي إليها، وذلك من خلال العمل على التحريض على الأنظمة السياسية في البلاد، والطعن في شرعيتها.
وأضافت الدراسة أنه قد يصل الأمر إلى التحريض ضدّ الدول نفسها بدعوى المطالبة بالحرية والديمقراطية التي أبعد ما تكون جماعة الإخوان عنها، وذلك لخلخلة التماسك داخل الدول وخلق حالة من الهشاشة الاجتماعية تمثل بيئة مواتية للجماعة لاختراقها تنظيميًّا، ومن ثم الحضور فيها والبدء في تطبيق المشروع الإخواني الهادف إلى ابتلاع الدول ومؤسساتها.
في هذا الصدد، قال أحمد سلطان الخبير المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية: إن الإخوان، تنظيمًا وجماعةً وحزبًا، كيفما تلوَّن وتشكَّل، يُعدُّ تهديدًا للأمن القومي أينما حلَّ، بعد أعوام وعقود عانت فيها دول العالم من عنف وإرهاب هذا التنظيم، وبعد تصنيف الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا في العديد من البلدان، نظراً لأنّ تنظيم جماعة الإخوان لا يحسن سوى التآمر والعمل السرّي والاغتيالات، بعد فشله الكبير في الحكم عندما تولى السلطة في مصر وليبيا وتونس والمغرب.
اختراق المجتمعات المتماسكة
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أنه يشير العديد من أدبيات التنظيمات المتطرفة، وفق الدراسة، إلى مصطلح الركيزة التنظيمية، وهو ما يعني ضرورة وجود عناصر موالية لهذه التنظيمات تعتنق أفكارها وتؤمن بتوجهاتها العقائدية داخل الدول التي تستهدفها هذه التنظيمات، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين التي تُعدّ المرجع الفكري لمعظم هذه التنظيمات، وهي العباءة الفكرية التي خرجت من أكمامها جلّ تلك التنظيمات.
وتابع كل هذا يجعل الجماعة تحاول اختراق الدول عبر عمليات الاستقطاب والتجنيد، لإيجاد هذه الركيزة التي تمثِّل بالنسبة إلى الجماعة النواة الأولى لنموها وترعرعها داخل الدول والمجتمعات، وربما هذا ما أثار المخاوف لدى العديد من الدول من وجود الإخوان على أراضيها بما فيها الدول الغربية، التي يُعرف بعضها بعلاقاته القديمة مع الإخوان على غرار بريطانيا.
ولفت إلى أن العقبة التي قد تواجهها الجماعة لتحقيق الاستقطاب والتجنيد هي تمتّع بعض الدول بالاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي ورسوخ الوسطية والاعتدال الديني داخلها، لذا تسعى الجماعة إلى نشر الفوضى وزرع الفتن داخل المجتمعات من خلال الترويج للأكاذيب والشائعات حتى تتمكن من اختراق المجتمعات، وبالتالي استقطاب مجموعات من الشباب ذوي الميول المتطرفة دينيًّا، وهناك أدوات كثيرة تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية في نشر الأكاذيب وإثارة الفتن وتأليب الرأي العام؛ منها شخصيات إعلامية، وصفحات ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي.