إيران تبرر والعراق يدين.. خبراء يجيبون ماذا وراء الهجمات الإيرانية على أربيل؟
شهدت أربيل هجمات عنيفة
في ظل الاعتراضات العراقية، أصدرت إيران بيانًا اليوم الثلاثاء تبرر فيه الهجمات الصاروخية التي نُفذت في الصباح الباكر على مواقع في الأراضي العراقية والسورية، والتي لم تُعلن عنها مسبقًا، وأكدت إيران أن الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على العراق وسوريا كانت "لحماية سيادتها وأمنها القومي وكرد فعل على التهديدات الإرهابية".
رد فعل عراقي
في أول رد فعل عراقي على الضربات الإيرانية لأربيل، أدانت الحكومة العراقية الهجمات وقدمت شكوى رسمية للأمم المتحدة، ووفقًا لناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قال إن طهران سيادة الدول الأخرى ووحدة أراضيها، لكنها تحتفظ بحقها في استخدام الوسائل القانونية للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية.
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد، أبو الفضل عزيزي، لتقديم "مذكرة احتجاج" بشأن الهجمات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني على إقليم كردستان العراقي.
وأعربت الوزارة في المذكرة عن إدانتها الشديدة للهجمات التي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وأضرار مادية، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق.
وأدانت الخارجية العراقية الضربات الصاروخية الإيرانية على إقليم كردستان، مؤكدة أنها تمثل عدوانًا على سيادة العراق وأمن شعبه.
وأعلنت الوزارة أن السلطات العراقية ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، وتشكيل لجنة تحقيق لكشف الحقائق ودحض ادعاءات الجهات المسؤولة عن هذه الأفعال المدانة.
وأعلنت سلطات إقليم كردستان العراق أن الضربات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني أسفرت عن مقتل 4 مدنيين على الأقل وإصابة 6 آخرين بجروح، وفي الوقت نفسه، أعلن الحرس الثوري أنه استهدف بصواريخ بالستية مواقع "إرهابية" في سوريا وإقليم كردستان العراق، مدعيًا أنه دمر مقر تجسس وتجمعًا لمجموعات إرهابية معادية لإيران في أربيل.
من جانبها، أدانت الولايات المتحدة الأميركية الهجمات الصاروخية الإيرانية على شمال العراق، ووصفتها بأنها "هجمات متهورة وغير دقيقة"، وأكدت دعمها لسيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه، وفي تصريحات للبيت الأبيض، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، إن الولايات المتحدة تقيم الوضع وإن الهجمات كانت "متهورة وغير دقيقة"، مشيرة إلى أنه لم يتم استهداف أيّ من الأفراد أو المنشآت الأميركية.
من جهة أخرى، أدان رئيس وزراء إقليم كردستان العراقي الهجمات على أربيل ووصفها بأنها "جريمة ضد الشعب الكردي"، وكان من بين الضحايا المدنيين رجل الأعمال البارز بيشرو ديزايي.
تصعيد إيراني
في السياق ذاته، قال د. تيسير عبدالجبار والمحلل السياسي العراقي، إن الضربة الإيرانية تستهدف الولايات المتحدة؛ ردًا على الضربات التي طالت ميليشيا الحوثيين في اليمن، مضيفًا أن توجيه إيران لضربات بشكل مباشر يعكس مرحلة جديدة من التصعيد الإيراني.
وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط تشير إلى تصاعد التوترات الإقليمية وتعقيد العلاقات بين الدول، والهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي العراقية تعد مثالاً على التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.
وأضاف: من الضروري فهم أن مثل هذه الأعمال لا تؤدي فقط إلى تصعيد العنف، بل تهدد أيضًا الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام، موضحًا أن الرد العراقي، الذي تضمن تقديم شكوى للأمم المتحدة واستدعاء القائم بالأعمال الإيراني، يعكس الرغبة في الحفاظ على السيادة والاستقلال الوطني.
وأشار المحلل السياسي العراقي إلى أن القرار الإيراني بعدم الاعتماد على الميليشيات المتحالفة معها في العراق لشن هذه الضربات على أنه إشارة إلى تلك الميليشيات بأن فعالية هجماتهم قد تراجعت، موضحًا أن هذا التطور يُظهر أن الحرس الثوري الإيراني قد تولى المسؤولية مباشرةً؛ ما يُعتبر خطوة قد تحفز الوكلاء الإيرانيين في العراق على تنفيذ هجمات أكثر عنفًا وشدة.
استياء عراقي واضح
من جانبه، يقول المحلل السياسي العراقي باسل الكاظمي: إن الهجمات الصاروخية التي نفذتها إيران، والتي تزعم أنها رد فعل على تهديدات إرهابية، تثير تساؤلات حول مدى احترام السيادة الوطنية والقانون الدولي.
وأضاف لـ"العرب مباشر": أن الرد العراقي الذي تضمن تقديم شكوى للأمم المتحدة واستدعاء القائم بالأعمال الإيراني، يشير إلى مستوى الاستياء من التصرفات الإيرانية، مضيفًا، ومع ذلك، يجب أن نفهم أن العراق يواجه تحديات داخلية وخارجية معقدة، وأن الاستقرار في المنطقة يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا أكبر.
وتابع: من المهم أيضًا النظر إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى في هذه الظروف، موضحًا أن الإدانات الأميركية للهجمات تعكس القلق بشأن تصاعد التوترات والحاجة إلى حلول دبلوماسية.