القرى المسيحية في جنوب لبنان محاصرة بين نيران إسرائيل وحزب الله: كيف يصمد سكانها؟
القرى المسيحية في جنوب لبنان محاصرة بين نيران إسرائيل وحزب الله: كيف يصمد سكانها؟
يجد سكان قرى مسيحية حدودية في جنوب لبنان أنفسهم محاصرين بين نيران القصف المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل، لكنهم يرفضون ترك بيوتهم والاستسلام لحرب «فُرضت عليهم»، كما يقولون، وسط صعوبة التنقُّل، برز شُحّ في بعض السلع لدى سكان رميش البالغ عددهم حاليًا نحو 6 آلاف شخص يشكّلون نسبة 90 في المائة من عدد السكان الإجمالي.
تهديدات متبادلة
وتستمر العمليات العسكرية على حدود لبنان الجنوبية بين "حزب الله" والإسرائيليين بوتيرة متصاعدة، تزيدها حدة التهديدات المتبادلة بالرد والرد على الرد، وهو ما دفع مزيد من أبناء المناطق الجنوبية الخلفية، أي خارج الاشتباكات المباشرة، إلى النزوح والابتعاد من هذه المناطق نحو مناطق لبنانية أخرى أكثر أمنًا، لا سيما في ظل التقديرات والتوقعات بحرب أكثر عنفًا و"مدمرة" قد تتطور في الأيام المقبلة وتطاول المناطق الجنوبية برمتها أو مناطق كانت بعيدة نوعًا ما من الاستهداف المباشر من مدفعية الجيش الإسرائيلي وطائراته الحربية والمسيرة.
قرى المواجهة
في هذا الصدد، قال توفيق شومان المحلل السياسي اللبناني، في ظل هذا التصعيد المخيف لعامة الناس في جنوب لبنان، غادرت عائلات كثيرة مدنًا وبلدات جنوبية خشية تطور الأعمال الحربية، ومنها عائلات نزحت من قرى المواجهة إلى مناطق، كانت تعتبر في الصف الثاني من الاستهداف.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن هذه الحرب "أصابت الناس أيضًا في أرزاقها ومعايشها واقتصادها، ومنطقتنا تتميز بتداخلها فيما بينها على مختلف المستويات، ومنها المستوى الاقتصادي والمصالح المشتركة، لافتًا إلى أن المزارعين لا يمكنهم الوصول إلى حقولهم وبساتينهم، ولم يتمكنوا من زراعة الموسم الجديد، لذا فإن خسائرهم لا تقدر. ومن لديهم متاجر ودكاكين هبطت نسبة مبيعاتها إلى نحو 10 في المائة عما كانت عليه قبل الحرب.
وتابع، ليست هناك بلدة أو قرية بعيدة من استهداف الإسرائيليين إذا لم تكن لهم غاية في ذلك، موضحًا أن الإسرائيليين لا يميزون بين بلدة وأخرى ومراعاة وجهتها الطائفية أو المذهبية.