الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة

الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة

الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة
الجيش الإسرائيلي

فتحت الأمم المتحدة النار على إسرائيل بعد إطلاق النيران على قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" جنوب لبنان، واتهمتها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، كما أصدرت قرارًا تطالب فيه بإنهاء العدوان على الشعب اللبناني

تحقيق أممي


وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد اتهم تحقيق للأمم المتحدة إسرائيل بتنفيذ "سياسة ممنهجة" تهدف إلى تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة خلال الصراع المستمر منذ عام مع حركة حماس، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تصل إلى مستوى جرائم الحرب.


وقالت اللجنة في بيان صدر في وقت متأخر أمس الخميس إن تصرفات إسرائيل في قطاع غزة المحاصر "تُشكل جرائم حرب تتمثل في القتل المتعمد وسوء المعاملة وجريمة الإبادة ضد الإنسانية".


وأضافت لجنة التحقيق الدولية المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية وإسرائيل، أن "قوات الأمن الإسرائيلية تعمدت قتل واحتجاز وتعذيب العاملين في المجال الطبي واستهداف سيارات الإسعاف" في غزة.


وأشارت اللجنة إلى أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى "منع وصول الوقود والطعام والماء والأدوية والإمدادات الطبية إلى المستشفيات، مع تخفيض التصاريح بشكل كبير للمرضى لمغادرة القطاع لتلقي العلاج".

فضيحة إسرائيلية


من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات بأنها "فضيحة" واعتبرتها "محاولة أخرى سافرة من اللجنة لتجريد إسرائيل من شرعيتها وإعاقة حقها في الدفاع عن سكانها، بينما تتغاضى عن جرائم التنظيمات الإرهابية".


وأضافت الوزارة أن "هذا التقرير يقدم بصورة مخزية العمليات الإسرائيلية في منشآت طبية بقطاع غزة المليئة بالمقاتلين وكأنها سياسة ضد النظام الصحي في غزة، بينما يتجاهل بشكل كامل الأدلة الدامغة على أن المنشآت الطبية في غزة تستخدم بشكل منهجي من قبل حماس والجهاد الإسلامي لأغراض إرهابية".


وأكدت إسرائيل أن حماس تستخدم المستشفيات لإخفاء المقاتلين وتخزين الأسلحة وتنفيذ الهجمات وإخفاء الرهائن، وهو ما نفته حماس مرارًا.

تعذيب في السجون الإسرائيلية


وحققت اللجنة أيضًا في "سوء المعاملة المنهجي" للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.


ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الاتهامات المتعلقة بـ"سوء المعاملة المنتشرة والتعذيب" للمعتقلين، مؤكدة أن إسرائيل "ملتزمة تمامًا بالمعايير القانونية الدولية" في التعامل مع المعتقلين.


وفي بيان مرفق بالتقرير المكون من 24 صفحة، والذي لا يحمل قوة قانونية، قالت المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، نافي بيلاي، إن "إسرائيل يجب أن توقف فورًا هذا التدمير العشوائي غير المسبوق" في غزة.


وأضافت أن "الأطفال هم الأكثر تضررًا من هذه الهجمات، حيث يعانون بشكل مباشر وغير مباشر من انهيار النظام الصحي".


وخلال التحقيق، قام خبراء الأمم المتحدة بالتحقيق في مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب البالغة من العمر 5 سنوات، التي أثارت قصتها عناوين الصحف في يناير الماضي بعد انتشار تسجيل صوتي لها وهي تناشد فرق الطوارئ لإنقاذها وعائلتها بعد أن حوصروا في سيارتهم جراء القصف الإسرائيلي.


ومن المقرر تقديم التقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في 30 أكتوبر.



لغة تحريضية


أكدت الأمم المتحدة أنها تشعر بالفزع من اللغة التحريضية المحيطة بـ الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وطلبت من دولة الاحتلال إنهاء "مواقفها العدوانية".


وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد هذا الأسبوع الشعب اللبناني بمصير مماثل لغزة إذا لم ينتفض ضد حزب الله.


وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رافينا شامداساني في إفادة صحفية في جنيف يوم الجمعة: "نحن مذهولون من اللغة التحريضية الشاملة من عدة أطراف"، بحسب وكالة فرانس برس.


وأضافت: "أن اللغة الأخيرة التي تُهدد الشعب اللبناني ككل وتدعوه إما إلى الانتفاضة ضد حزب الله أو مواجهة الدمار مثل غزة، تخاطر بأن يُفهم على أنها تشجع أو تقبل العنف الموجه ضد المدنيين والأهداف المدنية، في انتهاك للقانون الدولي".