الجارديان: بالهدايا والرشاوى.. كيف تغلغل الفساد القطري في قلب النظام البريطاني؟
تغلغل الفساد القطري في قلب النظام البريطاني
علاقات مشبوهة ورشاوى تأخذ شكل الهدايا والعطايا لبرلمانيين بريطانيين، العطايا القطرية جاءت حسبما أكدت صحيفة الجارديان في تقريرها، بهدف تحسين صورتها، وإيقاف البحث في سجلاتها المشكوك فيها بمجال حقوق الإنسان، مؤكدة أن الهدايا والتبرعات وصلت لقمة الهرم في بريطانيا بداية من الملك تشارلز إلى أعضاء البرلمان البريطاني.
رشاوى وهدايا
في السنوات الـ 12 التي انقضت منذ تسمية الدولة الصغيرة الغنية بالغاز على أنها مضيفة كأس العالم 2022، ضاعفت قطر من جهودها في تعزيز صداقتها القائمة منذ عقود مع سياسيين بريطانيين، خوفًا من إعادة البحث في سجلها المشكوك فيه في مجال حقوق الإنسان، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، حيث تم نقل ما لا يقل عن 58 نائبًا بريطانيًا إلى الدوحة على نفقة الإمارة منذ منحها حقوق الاستضافة في عام 2010، حيث بلغت تكلفة هذه الرحلات أكثر من 400 ألف جنيه إسترليني منهم 250 ألف جنيه إسترليني في العام الماضي وحده، هذا بالإضافة إلى ما قيمته 4000 جنيه إسترليني من الطعام والشراب والإقامة التي تم التبرع بها لأربعة أعضاء في البرلمان خلال ذلك اليوم من شهر يوليو في جودوود، والتي أعيدت تسميتها في عام 2015 بموجب عقد رعاية لمدة 10 سنوات، بإذن من وزارة الرياضة القطرية وسفارتها في المملكة المتحدة، وأضافت الصحيفة أنه خلال نفس الفترة، تلقى الوزراء الحلي، والبساط، والسلال الفاخرة من شركة Fortnum & Mason وهارودز المملوكة لقطر، وتوصل تحليل أجرته صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، الشهر الماضي إلى أن النواب يتحدثون بشكل إيجابي عن قطر في البرلمان بعد الاستفادة من سخاء الإمارة.
شبكة نفوذ
من جانبه، قال البروفيسور ديفيد روبرتس، خبير شؤون الدفاع بمنطقة الخليج في كينجز كوليدج لندن: "من الواضح أن القطريين يشعرون أنهم يشترون شيئًا ما، أو فهمًا أو تعاطفًا معينًا"، مضيفا "سيقولون إنه يثقف الناس فيما يتعلق بجانبهم من القصة، ولكن من الناحية العملية، فإن تأثير قطر في المملكة المتحدة يقوم على ما هو أكثر بكثير من مجرد الضيافة والهدايا، حيث ازدهرت العلاقة بفضل عقود الأسلحة بمليارات الجنيهات، والصداقات الملكية، وواردات الغاز الحيوية، و40 مليار جنيه إسترليني من الاستثمار القطري في المملكة المتحدة، وكلها تساهم في شبكة نفوذ تصل إلى قلب الحكومة، وأضافت الصحيفة البريطانية، تلقى أفراد عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، بمن فيهم الأمير الحالي تميم بن حمد آل ثاني، تعليمهم في المملكة المتحدة، مما جعل لندن موطنًا ثانيًا للكثير منهم، حيث أقاموا روابط لا مثيل لها لقمة التسلسل الهرمي الاجتماعي البريطاني، في وقت سابق من هذا العام، أكدت صحيفة صنداي تايمز أن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، قدّم لأمير ويلز آنذاك، الملك تشارلز الثالث الآن، تبرعات خيرية قدرها 3 ملايين يورو نقدًا بين عامَيْ 2011 و 2015، منها في حقائب Fortnum & Mason، وكان الأمير، تميم آل ثاني، أحد قادة الخليج القلائل الذين حضروا جنازة الملكة إليزابيث الثانية.