محلل سياسيون: تركيا تراوغ المجتمع الدولي بملف المرتزقة السوريين في ليبيا

تراوغ تركيا في ملف الإستغناء عن المرتزقة في ليبيا وسوريا

محلل سياسيون: تركيا تراوغ المجتمع الدولي بملف المرتزقة السوريين في ليبيا
صورة أرشيفية

في تطور جديد لأزمة الميليشيات الإرهابية التي تصدرها تركيا إلى ليبيا برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ، أمس الأحد، بأن دفعة من المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية، عادوا عبر مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس إلى مدينة تركية قرب الحدود السورية، قبل نقلهم إلى منطقة عفرين السورية التي تحتلها تركيا.

تركيا عمدت إلى تأجيج الصراع في ليبيا

من جانبه قال المحلل السياسي الليبي عادل الخطاب: إن الوجود التركي خلال السنوات الماضية مثل مصدر توتر كبير في ليبيا حيث عمدت تركيا إلى تأجيج الصراعات في البلاد ودفعت بآلاف المرتزقة والإرهابيين إلى الأراضي الليبية خدمة لمخططاتها الرامية للسيطرة على البلد الغني بالثروات، لا سيما النفطية منها، لكن التطورات السياسية التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الأخيرة وإرساء حكومة وحدة وطنية قد تدفع لإجهاض الأطماع التركية قريبا.

وأضاف الخطاب: "قد تكون مناورة تركية، خاصة بعدما تصاعدت مؤخرا وتيرة المطالبات بخروج مرتزقة تركيا من ليبيا، وعقب مطالبة الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بضرورة الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها خلال مؤتمر برلين، والإسراع في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".

وتابع: "تعد هذه الدفعة الأولى من المرتزقة السوريين التي أرسلهم أردوغان تعود من ليبيا، بعد أشهر من المماطلة التركية للدعوات الليبية والدولية لإخراج مرتزقتها من ليبيا على وقع التطورات السياسية التي شهدتها البلاد".

وفي ديسمبر الماضي، وافق البرلمان التركي على مذكرة سبق أن تقدم بها الرئيس رجب طيب أردوغان، لتمديد مهام قواته في ليبيا لمدة 18 شهرا إضافيا.

وتسمح موافقة البرلمان ببقاء قوات أردوغان في ليبيا لمدة عام ونصف بدأت اعتبارا من 2 يناير الماضي، ما يمنح أنقرة فرصا جديدة، وورقة للمناورة في بلد تحاول جاهدة عرقلة مسارات حل أزمته، لاستنزاف ثرواته.

تركيا تنقل أسلحة إلى ليبيا عبر طائرات شحن عسكرية

فيما قال أحمد الربيعي، الباحث السياسي الليبي: إن عملية إعادة المرتزقة السوريين من ليبيا كانت متوقفة منذ نهاية العام المنصرم، ومن المرتقب عودة المزيد خلال الأيام القليلة القادمة".

وأضاف: "هناك حلقة مفقودة في الخطوة التركية خاصة مع تواصل عمليات نقل السلاح والمرتزقة إلى الأراضي الليبية، بعد رصد هبوط طائرة شحن عسكري آيرباص تابعة للسلاح الجوي التركي في قاعدة الوطية الجوية وبهذا يكون تم رصد 37 رحلة شحن عسكري تركية تهبط في ليبيا منذ 23 أكتوبر الماضي".

يذكر أن تعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 18 ألف سوري من الذين جندتهم المخابرات التركية، بينهم 350 طفلا دون سن الـ18.