لماذا منع نتنياهو غالانت والشاباك من اتخاذ قرارات بشكل مستقل؟
منع نتنياهو غالانت والشاباك من اتخاذ قرارات بشكل مستقل
صراع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الشاباك الحالي رونين بار، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي بدوره كان برز في الآونة الأخيرة، حيث كان الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة الدكتور محمد أبو سلمية ونحو 50 معتقلاً فلسطينياً آخرين أبرز الصراعات الجديدة في إسرائيل داخلياً في ظل أن الجميع تخلى عن مسؤولية الإفراج عن أبو سليمة الذي كان قرارًا مثيرًا للجدل.
وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غاضب لأنه علم هو ووزير الدفاع يوآف جالانت من وسائل الإعلام بإطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، حيث أشارات القناة العبرية إلى أن نتنياهو يطالب بإجابات في أسرع وقت.
الجميع يتخلى عن مسؤولية الإفراجات
بينما نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت قوله، إنه لم يكن على علم بقرار إطلاق سراح أبو سلمية، وذلك بعد انتقادات إسرائيلية طالت قرار إطلاق سراحه.
في الوقت نفس، قال مكتب نتنياهو: إن قرار إطلاق سراح السجناء جاء بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في معتقل سدي تيمان، وتابع البيان: يتم تحديد هوية السجناء المفرج عنهم بشكل مستقل من قبل المسؤولين الأمنيين بناءً على اعتباراتهم المهنية، وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو أمر بإجراء تحقيق فوري في الأمر.
في الوقت نفسه، ترتفع وتيرة الخلافات بين غالانت ونتنياهو، والخلاف لم يفاجئ أحدًا، إذ حاول رئيس الوزراء إقالة غالانت من الحكومة في السابق قبل أن يرضخ لاحتجاجات عارمة أرغمته على العدول عن قرار استبعاد خصمه، الذي استقال سابقاً اعتراضاً علي نتنياهو.
أزمات مع الشاباك
وبينما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أن الإفراج عن الدكتور محمد أبو سلمية وعدد من المعتقلين الآخرين جاء نتيجة اكتظاظ السجون الإسرائيلية، وهو ما نفته مصلحة السجون، تسببت هذه الخطوة في اندلاع نقاشات حادة داخل الحكومة، حيث وجه العديد من الوزراء انتقادات لاذعة لقادة الأجهزة الأمنية، وطالبوا وزير الدفاع يوآف غالانت، بتقديم تفسيرات حول سبب اتخاذ مثل هذا القرار.
في بيان صادر عن مصلحة السجون، نفت الهيئة مسؤوليتها عن القرار، موضحة أن الجيش الإسرائيلي والشاباك هما من اتخذاه، وأكدت أنها لا تتخذ قرارات بشأن الإفراج عن الأسرى، كما نفت مصلحة السجون أن يكون الإفراج عن أبو سلمية حدث بسبب الضائقة في السجون، على عكس ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.
وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بإقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، داعيًا إلى تعيين قيادة أمنية جديدة، واعتبر بن غفير أن الإفراج عن أبو سلمية يمثل إهمالا أمنيا. ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى منع غالانت ورئيس الشاباك من اتباع سياسات مستقلة تتعارض مع مواقف الحكومة والكابينيت.
وقال الدكتور صالح الحربي: إن وزير الدفاع الإسرائيلي حاول اقتحام مكتب رئيس الوزراء وهدد باستدعاء لواء غولاني، وخلافات نتنياهو وغالانت تهدد مجلس الحرب الإسرائيلي، واي جبهة سيتم اشعالها لإنقاذ إسرائيل من الحرب الداخلية، كما انقذوها بافتعال حرب غزة.
بينما أشار، تسريب محادثة واتساب بين وزراء الاحتلال من بينهم وزير الأمن القومي المتطرف بن جفير الذي كان غاضبًا من الإفراج عن "محمد ابو سليمة" مدير مستشفى الشفاء ويريد اقالة رئيس الشاباك، والشاباك في ردهم على بن جفير "بأن الإفراج بسبب خطاءهم لعدم التعامل مع اكتظاظ السجون فيتم الإفراج عن الأفراد الأقل خطورة بسبب ذلك.
ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن ما يحدث في الداخل الإسرائيلي يدل بشكل واضح على التخبط الذي تعانيه إسرائيل في الوقت الحالي، وخاصة إدارة نتنياهو التي بدورها قد تواجه ما هو أسوأ في حال نهاية الحرب، ولذلك نرى تخبطًا واضح في العلاقات والتصريحات بين جميع الأطراف.
وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن اليمين المتطرف في إسرائيل يهاجم بشدة وينتقد أي تصرف يقوم به أفراد محسوبين على المعارضة، ولذلك نرى تصريحات مثل بن غفير الذي يستخدم الألة الإعلامية لصالحه وأيضًا لخدمة مصالح استمرار الحرب التي بدورها تحافظ علي منصبه، وأيضًا من الممكن أن نرى تصعيدًا إسرائيلية في الحرب بعد الإفراج عن معتقلين بهدف التسليط الإعلامي المختلف عن الخلافات الحالية.