نيويورك تايمز تكشف أسرار خلايا حماس الجديدة في الضفة الغربية

نيويورك تايمز تكشف أسرار خلايا حماس الجديدة في الضفة الغربية

نيويورك تايمز تكشف أسرار خلايا حماس الجديدة في الضفة الغربية
صورة أرشيفية

في الأزقة شبه المظلمة في الضفة الغربية، يلجأ المقاتلين الفلسطنيين المسلحين إلى النايلون الأسود لتغطية هذه الأزقة للاختباء من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار التي تحلق فوقهم، حيث تتدلى أعلام حماس الخضراء ولافتات تخليد ذكرى الشهداء من المباني، وقد تعرض العديد منها لأضرار بالغة خلال الغارات الإسرائيلية والغارات الجوية في محاولة لإخماد التشدد المتزايد في القطاع، والذي غذته الحرب في غزة. 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه ليست غزة أو معقلاً تقليديًا لحماس، إنه مخيم للاجئين في طولكرم، وهي بلدة تقع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث كانت حركة فتح الفلسطينية المعتدلة نسبيًا تتمتع بنفوذ منذ فترة طويلة، ولكن يبدو أن العنف الإسرائيلي المتزايد في غزة لكبح جماح حماس والقضاء عليها جاء بنتائج عكسية ونشر فكر الحركة للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية.
 
تعزيز حماس 

التقيت الصحيفة الأمريكية، مؤخرًا بقائد محلي لهؤلاء المسلحين الشباب، محمد جابر، 25 عامًا، في أحد تلك الأزقة المتربة والمحطمة، ويقول هو ومقاتلون آخرون مثله، وهو أحد أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل، إنهم حولوا ولاءاتهم من حركة فتح المعتدلة نسبيًا، التي تهيمن على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إلى جماعات أكثر تطرفًا مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني منذ الحرب الوحشية على القطاع، وعندما سئل عن الدرس الذي تعلمه من الحرب في غزة، توقف جابر للحظة للتفكير، وقال: "الصبر والقوة والشجاعة." 

وتابعت الصحيفة، أن مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، مثل تلك الموجودة في طولكرم، أصبحت بؤرًا للمقاومة المسلحة لسنوات عديدة، قبل وقت طويل من الحرب في غزة، حيث تصدى المقاتلون للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي المتزايد باستمرار وفشل عملية السلام في التوصل إلى حل سلمي لإنشاء الدولة الفلسطينية، وبعد السابع من أكتوبر، حثت حماس الفلسطينيين على الانضمام إلى انتفاضتها ضد إسرائيل، وهي الدعوة التي يبدو أن البعض في هذه المخيمات قد استجابوا لها. 

وأشارت إلى أن المسلحين مثل جابر يريدون طرد الإسرائيليين من الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل بعد حرب عام 1967، ويريد البعض، مثل حماس، طرد الإسرائيليين من المنطقة بالكامل. 
 
خلايا حماس 

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه يتم تصنيع المزيد من الأسلحة والمتفجرات في الضفة الغربية، وفقًا لكل من المقاتلين أنفسهم ومسؤولين عسكريين إسرائيليين.  

ويقولون: إن السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح، والتي تدير أجزاء من الضفة الغربية، تخسر الأرض لصالح الفصائل الفلسطينية الأكثر تشددًا، التي تقاتل إسرائيل بنشاط. 

ويتولى جابر، المعروف على نطاق واسع باسمه الحركي أبو شجاع، قيادة الفرع المحلي لحركة الجهاد الإسلامي، الذي يهيمن على مخيم طولكرم، كما أنه يقود مجموعة من كافة الفصائل المسلحة في تلك المنطقة، بما في ذلك كتائب شهداء الأقصى هناك، والتي تعرف باسم الخطيبة. 

وقال: إنه تحول من فتح، لأن الجهاد الإسلامي وحماس هما اللذان ينقلان القتال إلى إسرائيل لإنهاء الاحتلال وإنشاء فلسطين بقوة السلاح. 

وقد اكتسب جابر نوعًا من المكانة الدينية في الربيع عندما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتله خلال غارة على مخيم طولكرم، وبعد ثلاثة أيام، خرج حيا في جنازة فلسطينيين آخرين قتلوا خلال الغارة نفسها، وسط صيحات فرح من سكان المخيم.