قادة في الظل.. أين نتنياهو ووزير دفاعه خلال التصعيد؟

قادة في الظل.. أين نتنياهو ووزير دفاعه خلال التصعيد؟

قادة في الظل.. أين نتنياهو ووزير دفاعه خلال التصعيد؟
نتنياهو

مع دخول الهجوم الإيراني على إسرائيل مرحلة أكثر شراسة، وتأكيد طهران أنها أطلقت دفعة صاروخية ثالثة في غضون 48 ساعة، تصاعدت تساؤلات الرأي العام الإسرائيلي والمراقبين الدوليين حول مكان وجود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، خاصة في ظل صمتهما الإعلامي خلال الساعات الحرجة الماضية.

الرد أتى من مصدر حكومي إسرائيلي رفيع تحدث إلى شبكة "سي إن إن"، كاشفًا أن نتنياهو وكاتس يقودان ما وصفه بـ"غرفة إدارة الأزمة" من داخل ملجأ محصن لم يفصح عن موقعه، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين ووزراء بارزين.

وأكد المصدر، أن الاجتماعات مستمرة منذ ليل الجمعة، حيث تجرى تقييمات متلاحقة للردود الإيرانية واستعدادات إسرائيل لمرحلة قد تكون الأكثر حرجًا في تاريخ المواجهة بين الطرفين.

صافرات الإنذار تتصدر المشهد

وفي ساعة مبكرة من صباح السبت، أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي تفعيل الإنذارات في عدد من المناطق بعد رصد إطلاق صواريخ من إيران، وذكر البيان الرسمي أن سلاح الجو يعمل على اعتراض الصواريخ ومسيرات هجومية، مؤكدًا أن الرد سيكون "مناسبًا للحجم والتهديد".

وأفاد البيان: "مرة أخرى، يركض ملايين الإسرائيليين نحو الملاجئ، فيما تتردد صفارات الإنذار في عموم البلاد. نطالب الجمهور بالبقاء في الملاجئ واتباع تعليمات الجبهة الداخلية بدقة".

الهلع الذي اجتاح المدن الإسرائيلية ترافق مع تغطية إعلامية محتشمة من قبل المسؤولين الحكوميين، وهو ما زاد من حجم التساؤلات بشأن الاستعدادات الإسرائيلية ومدى جاهزية القيادة السياسية والعسكرية.

إيران تدخل المواجهة المباشرة وتعلن نيتها التصعيد

الضربة الإيرانية لم تكن مفاجئة بحسب مراقبين، إذ سبقتها تحذيرات رسمية نقلتها طهران إلى واشنطن وباريس ولندن، تشير إلى بدء عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل.

وبحسب وكالة "مهر" الإيرانية، فإن الهجمات الإيرانية تأتي ردًا على الغارة الجوية الإسرائيلية الكبرى التي نُفذت فجر الجمعة، والتي استهدفت أكثر من 200 منشأة عسكرية ونووية داخل إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة البارزين، من بينهم نائب رئيس الأركان الإيراني لشؤون العمليات العميد مهدي رباني، ومسؤول الاستخبارات العسكرية غلام رضا محرابي.

كما أكدت إسرائيل أن من بين القتلى تسعة علماء من أبرز العاملين في البرنامج النووي الإيراني، جميعهم متخصصون في الفيزياء النووية والكيمياء والهندسة الذرية.

طهران: الضربات لن تتوقف


وفي تصريح لافت، أعلن مصدر عسكري إيراني رفيع أن الضربات الإيرانية "لن تتوقف هنا"، مؤكدًا أن الدفعات الثلاث من الصواريخ والمسيرات "ما هي إلا بداية الرد"، ملمحًا إلى إمكانية توسيع نطاق العمليات ضد أهداف إسرائيلية في العمق، وربما خارج الأراضي المحتلة.

الرد الإيراني شمل منشآت عسكرية في الجنوب الإسرائيلي ومحيط تل أبيب، فيما تواصل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التعامل مع التهديدات، وسط توتر شعبي متزايد وانتقادات للقيادة السياسية على خلفية غيابها العلني.

مستقبل المفاوضات النووية في مهب الريح

التصعيد المتسارع جاء قبل يومين فقط من جولة محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان من المقرر عقدها في العاصمة العمانية مسقط.

إلا أن مصادر دبلوماسية غربية أكدت، أن الجولة باتت مهددة بالإلغاء أو الفشل، في ظل انتقال الصراع إلى المواجهة المباشرة وتراجع فرص الحلول الدبلوماسية.

مع تصاعد التوتر، يترقّب العالم الخطوة التالية في واحدة من أكثر اللحظات خطورة في الشرق الأوسط منذ عقود، وسط غياب علني لقادة إسرائيل واختباء في غرف القرار، في مشهد يعكس هشاشة اللحظة وتعقيد المعركة.

ويقول الدكتور هاني المصري، الباحث السياسي الفلسطيني: إن اختفاء نتنياهو ووزير دفاعه عن المشهد العلني يعكس حجم القلق داخل المؤسسة الإسرائيلية من فقدان السيطرة على إيقاع المواجهة، لا سيما بعد تحول الضربات الإيرانية من رمزية إلى عملياتية، وإن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي داخل أراضيها يحمل رسالة واضحة مفادها أن طهران لم تعد تقبل باستراتيجية الضربات الإسرائيلية الصامتة دون رد، وأن قواعد الاشتباك القديمة انتهت.

ويضيف المصري -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن ما نشهده هو انتقال الحرب من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة بين دولتين إقليميتين تمتلكان إمكانات عسكرية ضخمة، وقد تكون الكلمة الآن لمن يدير الأعصاب أكثر ممن يملك السلاح.