كيف يؤثر امتداد الصراع إلى دنقلا على الوضع الأمني في شمال السودان؟

كيف يؤثر امتداد الصراع إلى دنقلا على الوضع الأمني في شمال السودان؟

كيف يؤثر امتداد الصراع إلى دنقلا على الوضع الأمني في شمال السودان؟
الحرب السودانية

امتداد الصراع إلى مدينة دنقلا في شمال السودان يمثل تطورًا خطيرًا يعكس تصعيدًا جديدًا في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

حيث إنه تم استهداف محطة الكهرباء بمسيّرات انتحارية أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن المدينة وضواحيها، مما يعمق معاناة المدنيين ويزيد من التوتر في منطقة كانت حتى وقت قريب أقل تأثرًا بالأحداث.

تصاعد استهداف البنية التحتية 

الهجوم على محطة الكهرباء في دنقلا باستخدام ثلاث مسيّرات انتحارية يمثل امتدادًا لحملة موسعة تستهدف البنية التحتية الحيوية، هذه الهجمات التي طالت في الأسابيع الماضية مدنًا استراتيجية مثل مروي، عطبرة، والقضارف، أدت إلى انقطاعات واسعة في الكهرباء والمياه، مما يعمّق معاناة المدنيين ويزيد من هشاشة الخدمات الأساسية.

وبحسب تقارير واردة، فإن استهداف محطة الكهرباء في دنقلا، الذي أوقع أضرارًا كبيرة وفق مصادر عسكرية، يشير إلى تكتيك متعمد لتعطيل حياة المواطنين وإثارة الفوضى. مع تصاعد حرب البنية التحتية، يصبح الوصول إلى الخدمات الأساسية تحديًا كبيرًا، ما يهدد استقرار المناطق الشمالية التي كانت حتى وقت قريب بعيدة نسبيًا عن دائرة الصراع.

كما أن الهجوم الذي طال البنية التحتية في دنقلا يأتي في سياق تصاعد حرب البنية التحتية التي امتدت إلى مدن استراتيجية أخرى، ما يهدد بخلق أزمة إنسانية وأمنية أوسع.

انعكاسات أمنية مقلقة


وبحكم موقع دنقلا في شمال السودان تطورًا خطيرًا يحمل تداعيات أمنية واسعة، مركزًا حضاريًا واقتصاديًا، تمثل بوابة استراتيجية نحو المزيد من المناطق الشمالية، وأن استهداف المدينة قد يفتح الباب أمام امتداد الاشتباكات إلى مناطق أوسع، مما يضعف قدرة الجيش السوداني على التحكم بالموقف.

إلى جانب ذلك، وجود المسيّرات الانتحارية في سماء دنقلا أدخل حالة من الرعب في نفوس السكان المحليين، ما قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة تضيف إلى أزمة النزوح الكارثية التي يعاني منها السودان. 

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن الحرب أدت بالفعل إلى نزوح أكثر من 14 مليون شخص، مما يفاقم الأعباء الإنسانية.

نهج مدروس لاستهداف المنشأت الحيوية 

وقال شوقي عبد العظيم الباحث السياسي السوداني: إن الضرر الذي لحق بمحطة الكهرباء في دنقلا يعكس نهجًا مدروسًا لاستهداف المنشآت الحيوية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على السكان الذين باتوا يواجهون تحديات يومية في ظل غياب الخدمات الأساسية. 

وأضاف - في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر-، أن استخدام المسيّرات الانتحارية يضيف عنصرًا جديدًا للصراع، حيث يُسهم في نشر الرعب بين السكان المحليين ويضعف قدرة الجيش السوداني على تأمين المناطق الشمالية.

وتابع: أن هذا التصعيد لا تقتصر على الوضع الداخلي فقط، بل تمتد إلى الجوانب الإقليمية، خاصة أن مدينة دنقلا تقع في موقع استراتيجي قريب من الحدود المصرية. 

هذه التطورات تزيد من المخاوف بشأن امتداد الصراع إلى مناطق أخرى، مما يعرض استقرار الحدود للخطر ويهدد بتفاقم النزوح الذي يشهده السودان منذ اندلاع الحرب.