غزة في مواجهة كارثة إنسانية غير مسبوقة.. والمطالب تتصاعد لوقف فوري لإطلاق النار
غزة في مواجهة كارثة إنسانية غير مسبوقة.. والمطالب تتصاعد لوقف فوري لإطلاق النار

يشهد قطاع غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية مع استمرار العمليات العسكرية التي تدخل شهرها الجديد، لتكشف حجم الكارثة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع المحاصر.
فقد تسببت الضربات المتواصلة في سقوط آلاف الشهداء والجرحى، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، فيما تصاعدت التحذيرات الأممية من دخول غزة مرحلة غير مسبوقة من المجاعة وانتشار الأمراض نتيجة انعدام الخدمات الصحية والإنسانية.
المستشفيات باتت تعمل بأقل من نصف طاقتها، حيث تعجز عن استقبال الأعداد المتزايدة من المصابين في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى انقطاع متكرر للكهرباء وشح الوقود الذي يشل عمل غرف العمليات وأجهزة العناية المركزة.
وفي المقابل، يواجه عشرات الآلاف من النازحين أوضاعًا بالغة الصعوبة داخل مراكز الإيواء المزدحمة، والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة من غذاء ومياه نظيفة ووسائل صحية.
المحلل السياسي الفلسطيني د. هاني البسوس، أكد -في تصريح للعرب مباشر-، أن القطاع يعيش واحدة من أسوأ المراحل في تاريخه الحديث، مشيرًا أن كل ساعة تأخير في الوصول إلى هدنة إنسانية تزيد من حجم المأساة.
وأضاف: أن الأولوية القصوى يجب أن تكون بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، لافتًا أن ما يتعرض له المدنيون في غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا أمام المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية.
وأشار البسوس إلى أن صور المعاناة اليومية في غزة تعكس حجم الانهيار الإنساني، فالعائلات تعيش بلا مأوى بعد أن تهدمت بيوتها، والأطفال ينامون على الأرض في العراء وسط برد الليل ونقص الغذاء، فيما تتصاعد المخاوف من انتشار الأمراض المعدية نتيجة انعدام الرعاية الصحية.
واعتبر أن استمرار الوضع الراهن يعني انزلاق القطاع إلى كارثة أكبر قد يصعب احتواؤها في المستقبل القريب.
واختتم البسوس حديثه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني في غزة لا يطالب سوى بحقوقه الأساسية في الحياة الكريمة، وأن وقف العدوان وإدخال المساعدات هو المدخل الحقيقي لأي حل سياسي مستقبلي.
وأضاف: أن القضية الفلسطينية اليوم تحتاج إلى مواقف عملية وجادة من المجتمع الدولي، بعيدًا عن الاكتفاء بالبيانات أو التصريحات، لأن غزة لم تعد تحتمل المزيد من الدماء والمعاناة.