محلل سياسي يمني: صراع الحوثي مع إسرائيل يزج باليمن في أزمات جديدة
محلل سياسي يمني: صراع الحوثي مع إسرائيل يزج باليمن في أزمات جديدة

تتسارع التطورات في المنطقة مع تصعيد جماعة الحوثي لهجماتها الموجهة ضد إسرائيل عبر البحر الأحمر والبحر العربي، وهو ما وضع اليمن في قلب مواجهة إقليمية جديدة، تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعيشها البلد منذ نحو عقد من الزمن.
هذا التصعيد، الذي تبرره الجماعة باعتباره "نصرة لغزة"، أثار جدلاً واسعًا حول جدواه وانعكاساته المباشرة على الداخل اليمني المأزوم.
ففي وقت يعيش فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث يعاني ملايين المواطنين من انعدام الأمن الغذائي وتدهور القطاع الصحي، يوجه الحوثيون مواردهم العسكرية والإعلامية نحو مواجهة خارجية مع إسرائيل.
ويرى مراقبون، أن هذه السياسة تُدخل البلاد في دوامة صراعات جديدة، تزيد من عزلة اليمن وتفتح الباب أمام تدخلات خارجية أوسع في البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية.
التصعيد الحوثي ضد إسرائيل دفع الولايات المتحدة وعددًا من الدول الغربية إلى تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، بحجة حماية الملاحة الدولية، ما يجعل الأراضي اليمنية مهددة بأن تتحول إلى ساحة صراع مفتوح يتجاوز حدودها. في المقابل، لا يلمس المواطن اليمني أي تحسن في واقعه اليومي، بل تتضاعف معاناته مع استمرار غياب الرواتب وارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع الخدمات العامة.
ويرى محللون، أن الحوثي يسعى من خلال هذه العمليات إلى تعزيز حضوره الإقليمي وكسب أوراق تفاوضية جديدة، لكن الثمن الأكبر يدفعه الشعب اليمني الذي يحتاج إلى استقرار سياسي واقتصادي قبل أي مواجهة خارجية.
فبدلًا من أن توجه الجهود نحو إعادة إعمار ما دمرته الحرب الداخلية وتخفيف المعاناة، يجد اليمن نفسه محاصرًا بين حرب لا تنتهي وصراع خارجي يزيد من تعقيد المشهد.
وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، تبقى اليمن عالقة في مسار مفتوح من الأزمات، حيث يصر الحوثي على خوض معارك خارجية مع إسرائيل، في حين أن الداخل ينهار تحت وطأة الفقر والجوع والانقسامات.
وبينما تتعالى الأصوات الدولية للمطالبة بوقف التصعيد وإعادة إحياء مسار التسوية السياسية، يظل الشعب اليمني الخاسر الأكبر من كل دوامة جديدة يدخلها قادته.
وأكد المحلل السياسي اليمني د. محمد جميح، أن تصعيد جماعة الحوثي ضد إسرائيل عبر البحر الأحمر يدخل اليمن في دوامة صراعات إقليمية لا طائل منها، بينما يعاني الشعب من أزمات داخلية خانقة.
وأوضح، أن الجماعة تستخدم شعار "نصرة غزة" لتبرير تحركاتها العسكرية، غير أن النتائج المباشرة تنعكس سلبًا على الاستقرار في الداخل اليمني.
وقال جميح: إن هذه العمليات العسكرية جعلت اليمن في قلب معادلة إقليمية ودولية معقدة، خصوصًا بعد أن دفعت الولايات المتحدة ودول غربية إلى تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر، ما يضاعف المخاطر الأمنية على البلاد.
وأضاف: أن "اليمن بحاجة إلى حلول توقف الحرب الداخلية وتعيد بناء مؤسسات الدولة، لا إلى صراعات خارجية تزيد من عزلة البلاد وتفاقم الأوضاع الإنسانية".
وأشار إلى أن المواطن اليمني بات الخاسر الأكبر من هذه السياسات، إذ يعيش الملايين دون غذاء كافٍ أو رعاية صحية أو رواتب، بينما تستنزف الموارد في معارك لا ترتبط باحتياجاتهم اليومية.
وختم جميح بالتأكيد على أن مواجهة الأزمات الداخلية، وفتح مسار سياسي شامل، يجب أن يكون أولوية المرحلة، بدلًا من الدخول في مواجهات تزيد من معاناة اليمنيين وتعطل أي فرصة للاستقرار.