أطماع أردوغان.. ما سر الجهود التركية لإحلال السلام في أوكرانيا سريعًا؟
أطماع أردوغان السر وراء الجهود التركية لإحلال السلام في أوكرانيا سريعًا
يقف الكثيرون في انتظار أن تضع الحرب أوزارها بين روسيا وأوكرانيا، أملًا في بداية أعمال الإعمار والبناء، حيث أكد رئيس الوزراء الأوكراني أن إعادة بناء المدن والبلدات والبنية التحتية المدمرة في البلاد ستكلف 750 مليار دولار، وتسعى تركيا لتكون أكثر الرابحين من عقود إعادة الأعمار خاصة إذا تمكنت من الحفاظ على علاقات جيدة مع النظامين الروسي والأوكراني.
مخططات أردوغان
صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، أكدت أنه منذ أن أطلقت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وتحاول تركيا تصوير نفسها على أنها وسيط في الصراع، ونتيجة للمحادثات التي توسطت فيها تركيا في إسطنبول في مارس، وسحبت روسيا قواتها من محيط كييف والمناطق الشمالية الشرقية من تشيرنيهيف وسومي، في يوليو الماضي في إسطنبول، وقع ممثلو روسيا وأوكرانيا وتركيا صفقة حبوب سمحت لأوكرانيا بتحقيق الاستقرار في ميزانيتها من خلال تصدير ملايين الأطنان من الحبوب عبر البحر الأسود، وكان للاتفاق أيضًا تأثير إيجابي على الاقتصاد التركي، بالنظر إلى أن أنقرة قادرة الآن على شراء الحبوب من أوكرانيا وروسيا بأسعار منخفضة، وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا لمذكرة التفاهم التي وقعها وزير التجارة التركي محمد موس ووزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في أغسطس الماضي، ستلعب تركيا دورًا مهمًا في إعادة إعمار البلاد، ومن المتوقع أن تعيد الشركات التركية بناء الجسر في قرية رومانيفكا الذي يربط بوتشا وإيربين بكييف، وعلاوة على ذلك، إذا كانت شركة Baykar التركية تبني بالفعل مصنعًا للطائرات بدون طيار في أوكرانيا.
أهداف سرية
وكشفت الصحيفة الدولية، أن تركيا لا تهدف إلى إعادة إعمار أوكرانيا فحسب، مؤكدة أن أردوغان لديه طموحات أكبر، السلطات التركية بدأت مؤخرًا في إصدار تصاريح إقامة طويلة الأمد لتتار القرم، وهم مسلمون يتحدثون التركية، ووفقًا للقوانين التركية، يمكن للأجانب فقط الذين يعيشون في البلاد بشكل مستمر لمدة ثماني سنوات الحصول على تصريح إقامة طويل الأجل، ومع ذلك، فإن الأتراك المسخاتيين والأويغور والأتراك العرقيين من بلغاريا واليونان والآن تتار القرم مستثنون من ذلك، ربما تهدف أنقرة إلى دمج تتار القرم في المجتمع التركي، لكن في الوقت نفسه، تتطلع تركيا إلى زيادة نفوذها بين تتار القرم الذين ما زالوا يعيشون في شبه جزيرة القرم، ويرى بعض المحللين السياسيين التتار القرم بأن الوجود التركي في شبه جزيرة القرم ضئيل في هذه المرحلة، فقبل الضم الروسي لشبه الجزيرة في عام 2014، كان النفوذ التركي في المنطقة واضحًا في مجالات مختلفة، من الأعمال التجارية إلى الدين، لكن منذ الاستيلاء على المنطقة، لا يبدو أن روسيا سمحت لشركائها الأتراك باستمرار النفوذ في شبه جزيرة القرم، وأكدت الصحيفة، أنه مع القليل من الدلائل على نتيجة الحرب في أوكرانيا في هذه المرحلة، ستواصل تركيا ما كانت تفعله، وهو دعم أوكرانيا مع الحفاظ على علاقات جيدة نسبيًا مع روسيا، بهذه الطريقة، عندما يحين الوقت المناسب، ستكون الشركات التركية في المقدمة عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء ما دمرته روسيا.