قيادي في حزب النور.. من هو الداعية شريف طه الذي أثار جدلًا بمحاضرته في تونس
أثارالداعية شريف طه الذي أثار جدلًا بمحاضرته في تونس
قررت الحكومة التونسية فتح تحقيق بشأن الداعية المصري والقيادي في حزب النور السلفي شريف طه، على خلفية الجدل الواسع الذي أثاره عقب إلقائه محاضرة بمدينة المنستير الساحلية، حيث شبه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي زيارة شريف طه بزيارة الداعية المتطرف "وجدي غنيم" إلى تونس وكان أحد أسباب وعوامل سيطرة تيار الإسلام السياسي في تونس لسنوات وصفها التونسيون بالأسوأ في تاريخ تونس.
من هو؟
شريف طه داعية وطبيب أطفال ومعلم قرآن، ويعرف بالآراء المتطرفة ودعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان، وعدد من حركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية، في بيان، مساء أمس الأربعاء، أنها فتحت تحقيقًا بخصوص المحاضرة التي ألقاها أحد الدعاة في مقر قصر العلوم بالمنستير، الذي يخضع لإشراف الوزارة، وقالت الوزارة: "تبعًا لما تم تداوله بوسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي حول النشاط الذي تم تنظيمه بقصر العلوم بالمنستير بالتعاون مع جمعية يوم 20 أغسطس 2022، يهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تُعلم الرأي العام أنها بصدد القيام بتحقيق في الموضوع لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
مدنية الدولة
وكان الداعية المصري شريف طه، قد فجَّر جدلًا واسعًا في تونس، عقب محاضرة له ألقاها بمدينة المنستير الساحلية، تحت عنوان "طفلي لا يحفظ" ما أثار انتقادات حادة من أطراف تونسية عدة رأت بمحاضرته "مساسا بمدنية الدولة"، وسارع المرصد التونسي للدفاع عن مدنية الدولة، للتنديد بمحاضرة الداعية، مشيرًا إلى أن "عودة الدعاة إلى تونس لا تنبئ بخير"، بحسب ما جاء في بيان له، وأضاف البيان: أن "المرصد علم بكامل الاستغراب بدعوة الداعية المصري شريف طه يونس، وأن المرصد يندد بشدة بذلك"، وتساءل المرصد، عما إذا كانت "السلطات الإدارية والأمنية وخاصة منها وزارة التعليم العالي قد سمحت بهذه التظاهرة أم أنها بمبادرة شخصية من مدير قصر العلوم المعروف بانتمائه السياسي".
إنكار قصر العلوم
وقدّم مساء السبت الداعية المصري والعضو القيادي في حزب النور السلفي شريف طه محاضرة في قصر العلوم بالمنستير "وتزامن الجدل مع قيام صفحات اجتماعية بالترويج لوجود كتب الداعية شريف طه يونس في عدد من المكتبات داخل تونس، وأظهرت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي استغراب التونسيين بسبب دخول الداعية لبلادهم، من جهته أوضح مدير قصر العلوم صالح نصر، أنّ إدارة المؤسسة تلقت طلبا من جمعية "سفراء التعليم"، وهي قانونية معترف بها من قِبل السلطات التونسية، لتنظيم محاضرة حول صعوبات التعلّم، مشيرا أنّ قصر العلوم لا علم له بنشاط المحاضر شريف طه السياسي، وأكد نصر أنّ إدارة قصر العلوم حرصت على عدم توظيف الجانب الديني في المحاضرة، بما أنها كانت موجهة للأطفال، كما أن الجمعية المنظمة للمحاضرة أمضت على اتفاق يقضي بـ"التزامها بموضوع الطلب لا غير"، وأضاف: أنّ الأستاذ المحاضر معروف باهتمامه بقضايا الأطفال وصحتهم النفسية، والأنشطة التربوية والتعليمية، لافتا إلى أن قصر العلوم يعمل دورات لتأهيل المعلمين والمعلمات.
قصر التطرف
من جانبهم، حذّر مراقبون تونسيون من مخاطر تلك الدروس التي تنشر أفكارا متطرّفة وتستهدف الأطفال والشباب، وسط دعوات ملحّة إلى زيادة تحصين المجتمع منها بمراجعة مقومات الخطاب الديني ومقاصده، واستحضر التونسيون على وسائل التواصل الجدل الذي أثارته زيارة الداعية المصري المتشدد وجدي غنيم لتونس عام 2012، في فترة حساسة من تاريخ البلاد مهدت لوصول النهضة الإسلامية للحكم وبداية فترة يراها كثيرون الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث.
من جهتها، علقت الجهة القائمة على صفحة "زوم على تونس" بأن "تونس الجديدة يلقي فيها القيادي بحزب النور السلفي محاضرة وسط حشد من عمالقة الثقافة القروسطية، البلاد ضاعت وسط التهليل"، وهو ما أكده الناشط وليد عقير أن "قصر المؤتمرات سابقا وقصر العلوم حاليا ينقلب إلى قصر التطرف والأفكار الهدامة وعلوم النكاح".