تفاقم الأزمة الإنسانية.. الحصار الإسرائيلي يدفع غزة إلى مجاعة وشيكة

يدفع الحصار الإسرائيلي غزة إلى مجاعة وشيكة

تفاقم الأزمة الإنسانية.. الحصار الإسرائيلي يدفع غزة إلى مجاعة وشيكة
صورة أرشيفية

تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة أمس الخميس، مع تحذيرات من أن السكان معرضون لخطر المجاعة وأن الوقود قد ينفد في غضون ساعات، في حين تواصل إسرائيل غاراتها الجوية وتحجب الإمدادات الأساسية عن القطاع ردا على هجمات حماس الوحشية.

حصار كامل

وأفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية، بأن الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين دخل إلى منطقة مجهولة هذا الأسبوع عندما أعلنت إسرائيل "حصارًا كاملاً" على غزة، وأدى قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى تحويل شوارع بأكملها إلى أنقاض ومقتل أكثر من 1500 شخص في المنطقة المعزولة والمكتظة بالسكان، بما في ذلك 500 طفل، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

ويأتي الهجوم الإسرائيلي المتصاعد على غزة في أعقاب هجوم دموي مفاجئ شنته حماس في 7 أكتوبر، والذي شهد تدفق مسلحين عبر الحدود شديدة التحصين إلى إسرائيل.

وأضافت الشبكة الأميركية، بأن في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب أمس الخميس.


وقال إنه ناقش مع المسؤولين الإسرائيليين سبل معالجة الاحتياجات الإنسانية في غزة “بينما تقوم إسرائيل بعملياتها الأمنية المشروعة”.

أزمة إنسانية حادة ومجاعة وشيكة

وأوضحت الشبكة الأميركية، أن أكثر من مليوني فلسطيني – بما في ذلك أكثر من مليون طفل – يعيشون في قطاع غزة، وهي منطقة تخضع لحصار بري وبحري وجوي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007.

قال الجراح البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة، إن الأطفال يشكلون "ما بين 30 و40% من الجرحى" في الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على غزة.

وفي حديثه، قال أبو ستة إن “الغالبية العظمى من الجرحى يأتون من تحت أنقاض منازلهم، هناك أشلاء متناثرة في كل مكان. وقال رجل في حي الكرامة الشمالي: “لا يزال هناك أشخاص في عداد المفقودين، ما زلنا نبحث عن إخوتنا وأطفالنا، نحن عالقون في العيش في كابوس."

وقالت الأمم المتحدة إن من بين القتلى 12 موظفا على الأقل في الأمم المتحدة، وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن جميع عمال الإغاثة الذين قُتلوا كانوا فلسطينيين.

وتقول إسرائيل إن ضرباتها تهدف إلى استهداف مواقع مرتبطة بحماس، كما أمرت إسرائيل بفرض "حصار كامل" على القطاع، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه والوقود. 

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس يوم الخميس إن الإمدادات ستظل مقطوعة حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وتابع: “لن يتم تشغيل أي مفتاح كهربائي، ولن يتم فتح صنبور مياه، ولن تدخل أي شاحنة وقود حتى يعود المختطفون الإسرائيليون إلى منازلهم، لن يعظنا أحد بالأخلاق، أو الإنسانية".


وأوضحت الشبكة الأميركية، أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة انتقدوا هذا التكتيك بشدة، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن حجب الإمدادات الأساسية من شأنه أن "يعجل بأزمة إنسانية حادة في غزة، حيث أصبح سكانها الآن معرضين لخطر المجاعة الذي لا مفر منه".

وقال نائب رئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بريان لاندر، الخميس، إن الغذاء والماء "ينفدان بسرعة".

ونزح أكثر من 338 ألف شخص في غزة، بحسب بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الخميس، ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 30% منذ يوم الأربعاء.

وقال رئيس سلطة الكهرباء في غزة جلال إسماعيل، إن محطة الكهرباء الوحيدة في غزة توقفت عن العمل يوم الأربعاء بعد نفاد الوقود.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أنه من المتوقع أن ينفد الوقود في المستشفيات، مما سيؤدي إلى أوضاع “كارثية”.

انهيار القطاع الصحي

وأكدت الشبكة الأميركية، أن الارتفاع الكبير في عدد الجرحى الذين يطلبون العلاج أدى إلى دفع البنية التحتية الصحية في غزة إلى حافة الانهيار، وفقًا لأشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة. وقال يوم الخميس: “حتى بعد التوسعة، تظل جميع الأسرة مشغولة، مما لا يترك مجالًا لمرضى جدد في حالة حرجة”.

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس من أن المستشفيات في القطاع “مخاطرة بالتحول إلى المشارح” بعد الحصار الإسرائيلي.

ودعت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إلى تقديم مساعدات دولية عاجلة للمساعدة في إنشاء مستشفيات ميدانية في قطاع غزة وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.