وضاح بن عطية: جرائم الحوثي تصعيد ممنهج يستهدف اليمنيين ويهدد الأمن الإقليمي
وضاح بن عطية: جرائم الحوثي تصعيد ممنهج يستهدف اليمنيين ويهدد الأمن الإقليمي
يشهد اليمن تصاعدًا خطيرًا في الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في عدة محافظات، خصوصًا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
وتواصل الميليشيا تنفيذ عمليات قمع واستهداف مباشر للسكان، إضافة إلى تجنيد الأطفال وفرض الجبايات، ما يعمّق حالة عدم الاستقرار ويزيد من معاناة المواطنين.
وبحسب مصادر ميدانية، كثّفت ميليشيا الحوثي -خلال الأيام الأخيرة- من حملات الاعتقال العشوائي في صنعاء وذمار وإب، مستهدفةً نشطاء وموظفين حكوميين ووجاهات قبلية رفضوا الانصياع لتوجيهات الجماعة.
وترافقت هذه الحملات مع تشديد الإجراءات الأمنية داخل الأحياء السكنية، إلى جانب فرض مبالغ مالية جديدة على التجار بحجة "دعم الجبهات".
كما صعّدت الميليشيا من عملياتها العسكرية في محيط محافظة مأرب، محاوِلةً تحقيق تقدم ميداني، رغم التحذيرات الأممية من خطورة التصعيد على المدنيين والنازحين.
وأفادت تقارير محلية، بأن قصف الحوثيين أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم نساء وأطفال، كما تسبب في نزوح عشرات الأسر من القرى الشرقية للمحافظة.
وفي سياق متصل، تستمر الميليشيا في استغلال المدارس والمساجد مراكز للتجنيد، مستهدفةً الأطفال والشباب، وسط رفض واسع من الأهالي الذين أكدوا تعرضهم لضغوط وتهديدات، وتعد ظاهرة التجنيد القسري إحدى أبرز الجرائم التي وثقتها منظمات دولية خلال السنوات الماضية، معتبرةً أنها تهدد جيلاً كاملاً بالضياع.
ويرى مراقبون، أن استمرار الحوثيين في هذه الممارسات يمثل تحدياً واضحاً لكل الجهود الدولية الهادفة لخفض التصعيد وإحياء مسار السلام، مشيرين إلى أن الجماعة تسعى لتوسيع نفوذها السياسي والعسكري عبر أدوات القمع والترهيب، دون أي اعتبار للوضع الإنساني المتدهور في البلاد.
وأكد المحلل السياسي اليمني وضاح بن عطية، أن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها تمثل "تصعيدًا ممنهجًا" يهدف إلى إحكام القبضة على المجتمع وترهيب السكان، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الممارسات يفاقم الوضع الإنساني ويهدد الأمن الإقليمي.
وقال بن عطية للعرب مباشر: إن الحوثيين صعّدوا في الفترة الأخيرة من عمليات الاعتقال القسري بحق النشطاء والموظفين والتربويين، إضافة إلى فرض جبايات واسعة على التجار والمواطنين، وهو ما يعكس – بحسب وصفه – "نهجًا واضحًا للجماعة يقوم على الابتزاز والسيطرة بالقوة دون أي اعتبار للقانون أو حقوق الإنسان".
وأشار إلى أن القصف الحوثي المتكرر على المناطق السكنية في تعز ومأرب يثبت أن الجماعة "ما تزال تعتمد العنف كوسيلة لتوسيع نفوذها"، مؤكدًا أن استهداف المدنيين والنازحين يمثل جريمة حرب تستوجب موقفًا دوليًا صارمًا.
ولفت بن عطية إلى أن استمرار الحوثيين في تجنيد الأطفال والزج بهم في الجبهات يعد "أخطر الجرائم التي تهدد مستقبل اليمن"، داعيًا المنظمات الدولية إلى فتح تحقيقات عاجلة وشفافة حول الانتهاكات التي تُرتكب في المدارس والمساجد والمناطق القبلية.
كما شدد على أن صمت المجتمع الدولي يشجع الحوثيين على المضي في ممارساتهم، مشيرًا إلى أن اليمن بحاجة إلى "تحرك إقليمي ودولي حقيقي" يضع حدًا لجرائم الجماعة، ويعيد إطلاق مسار سياسي يُنهي الحرب ويعيد الاستقرار للمحافظات المحررة والمتضررة.
واختتم بن عطية مؤكدًا أن اليمنيين "يدفعون الثمن الأكبر" لجرائم الحوثي اليومية، وأن أي جهود للسلام لن تنجح ما لم تتم معالجة الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها بشكل واضح وملزم.

العرب مباشر
الكلمات